وكيل «التخطيط الإقليمي» بالقاهرة: ثقافة الزحام ناتجة عن تركز التنمية العمرانية في مناطق معينة
قالت الدكتورة راندا جلال وكيل كلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة، إنّ المصريين يعيشون في الوادي والدلتا منذ الحضارة المصرية القديمة، حيث ارتبطت التنمية بالمكان بسبب المياه والزراعة، ولكن كان عدد المصريين لم يكن كبيرا مثلما أصبح عليه الحال الآن.
وأضافت جلال خلال حوارها مع الإعلامية قصواء الخلالي مقدمة برنامج "في المساء مع قصواء"، على قناة cbc: "ثقافة الزحام ناتجة عن تركز التنمية العمرانية في مناطق بعينها، وبالتالي يكون هناك مساوئ كثيرة، وتكون هناك مناطق محرومة يضطر الأهالي فيها إلى الهجرة للمدن، وهو ما يؤدي إلى ظهور العشوائيات والهجرة الداخلية، وتفقد الدولة موردا رئيسيا، وهو الأراضي الزراعية".
وتابعت، أن البناء على الأراضي الزراعية يعني التعدي على مورد أساسي وقومي، وبالتالي كان لابد من الخروج من الوادي والدلتا عبر سياسات كثيرة، مشيرةً إلى أنه في الماضي كان يتم الاعتماد على المسكنات، وهو ما تغير في السنوات الأخيرة، حيث تقوم الدولة المصرية بعمل شبكة طرق تربط الدولة المصرية ببعضها، بحيث يتم ربط الوادي بما خارجه.
وقالت وكيل كلية التخطيط الإقليمي والعمراني، إنّ الإسكندرية مدينة تاريخية وعاصمة مصر الثانية، وعندما يزيد فيها عدد السكان والأنشطة الاقتصادية والاستخدامات المتضاربة مع بعضها، فإننا نضغط على شبكة البنية الأساسية، وهو ما يجعل الدولة تستهدف تقليل الزيادة السكانية فيها لرفع كفاءة العمران فيها.
وأضافت "يتم التعامل مع هذا الأمر بكل الأبعاد، أبعاد البنية الأساسية والأبعاد العمرانية والشواطئ ذات القيمة، وبالتالي فإننا عندما نستغل هذه الموارد بالشكل الأمثل فإن هذا الأمر سيعود عليها بالإيجاب، ومن ثم، يجب أن تحدث خلخلة ويزيد المسطح العمراني".
وتابعت وكيل كلية التخطيط الإقليمي والعمراني بجامعة القاهرة: "نرفع كفاءة العمران حتى نعيد الوجه الحضاري للمدن الكبرى مثل مدينة الإسكندرية والقاهرة الخديوية والفاطمية، وبخاصة أنها تتضمن شبكة متاحف، وبالتالي، فإن الدولة المصرية تعمل على حل المشكلة من جذورها، إذ أن الدولة لا تعالج العشوائيات فقط، ولكنها تقف على أسباب ظهورها وتعمل على حلها، وتعمل على توفير فرص العمل والخدمات في المناطق التي تشهد هجرة الأهالي إلى المدن".