قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن انعقاد القمة العربية الصينية في المملكة العربية السعودية بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي يكتسب أهمية كبرى خاصة أنها الأولى من نوعها، وكان يعقد في السابق المنتدى العربي الصيني في إطار جامعة الدول العربية لكنه لم يكن على مستوى القمة وأقصى تمثيل خلاله كان على مستوى وزراء الخارجية.

وأكدت في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن انعقاد القمة العربية الصينية نقلة نوعية في التعاون بين الجانبين ويعكس الاهتمام بالمنطقة العربية، حيث يجري الرئيس الصيني تشي جين بينج زيارة للمملكة العربية السعودية بدأت أمس وتستمر حتى 10 ديسمبر الجاري، يبحث خلالها العلاقات على المستوى الثنائي مع المملكة وعلى مستويات جماعية عربية من خلال القمة العربية الصينية، وكذلك التعاون مع الخليج من خلال قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشارت إلى أن ذلك يعكس اهتمام الصين الشديد بالعالم العربي وأن التعاون العربي الصيني على قمة أولويات بكين، وسيلقى ذلك التعاون دفعات كبيرة في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو التقنية أو العسكرية، موضحة أن مصر والصين بينهما علاقات تاريخية وممتدة فمصر كانت أول دولة اعترفت بالصين الشعبية، والصين حتى اللحظة تقدر الموقف المصري بشكل كبير، لأن ذلك الموقف في حينه فتح باب الاعتراف بالجمهورية والثورة الصينية في وقت كان الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة تناصب العداء للصين.

وأوضحت أن العلاقات بين مصر والصين مهمة وتشمل مجالات تعاون عديدة، فبكين شريك تجاري قوي للقاهرة وأهم الاستثمارات الصينية المتنامية في مصر هي المنطقة الصناعية الصينية في محور قناة السويس والتي تعد نقلة في التعاون بين البلدين، بجانب التعاون العسكري في مجال الصناعات العسكرية والذي يشكل ركيزة للتعاون البلدين إلى جانب التفاهمات السياسية في كل القضايا الإقليمية أو الدولية.

وأضافت أستاذ العلوم السياسية أن هناك تقاربا في المواقف وتفاهمات بين مصر والصين، كما أن مصر عضوا في بنك بنك التنمية الجديد "بريكس" وكذلك في البنك الآسيوي الذي تقوده الصين، وأصبحت شريك حوار في منظمة شنغهاي التي تعد الصين فاعل أساسي فيها، مشيرة إلى أن هناك أطر كثيرة تجمع القاهرة والصين وجميعها مهمة وتمثل شراكات على مختلف المحاور.

وتابعت أن هذا كله يعكس أهمية مشاركة الرئيس السيسي في القمة، وقد سبقها عدة لقاءات جمعت بين الرئيس ونظيره الصيني، ويظل لحضور الرئيس السيسي القمة أهمية كبيرة على المستوى الثنائي والعربي، فلا يمكن الحديث عن قمة عربية بدون مشاركة الرئيس السيسي أو بدون مصر.