رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاده.. نجيب محفوظ ومشواره الأدبي ومحاولة اغتياله

11-12-2022 | 12:13


نجيب محفوظ

بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى الكاتب المصري الكبير، أديب نوبل نجيب محفوظ، وهو أول أديب عربي حاصل على جائزة نوبل في الأدب، ومن أشهر أعماله الأدبية «الثلاثية» والتي تحولت لأعمال درامية وسينمائية.

ولد نجيب محفوظ  في 11 ديسمبر عام 1911م، بحي الجمالية بالقاهرة، واسم نجيب محفوظ هو اسم مركب للأديب الكبير عرفانا وتقديرا من والده (عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا) لدكتور النساء والتوليد الشهير نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته العسرة.

بدأ «محفوظ» حياته الدراسية بدخوله الكُتّاب ثم أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي، وبدأ شغفه واهتمامه يزيد بالأدب العربي، والتحق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة) سنة 1930م، وحصل على ليسانس الفلسفة، وبدأ بعدها في إعداد رسالة الماجستير.

وعزم نجيب محفوظ في الثلاثينيات من القرن الماضي أن ينشر قصصه القصيرة في مجلة (الرسالة)، حتى نشر في عام 1939م أولى أعماله الروائية (عبث الأقدار) والتي قدمت مفهوم الواقعية التاريخية، وبعدها توالت أعماله الروائية حيث نشر رواية «كفاح طيبة»، و«رادوبيس» منهيًا ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة.

وفي عام 1945م، سلك نجيب محفوظ مساره في الرواية الواقعية والذي حافظ عليه في مسيرته الأدبية بعد ذلك برواية القاهرة الجديدة، وخان الخليلي، وزقاق المدق، كما كتب الواقعية النفسية في رواية «السراب»، ولكنه سرعان ما عاد إلى الواقعية الاجتماعية في «بداية ونهاية»، و«ثلاثية القاهرة».

كتب نجيب محفوظ خلال مسيرته الأدبية أكثر من 50 رواية ومجموعة قصصية، من أشهرها: الثلاثية «بين القصرين، قصر الشوق، السكرية»، حديث الصباح والمساء، الحرافيش، الكرنك، اللص والكلاب، زقاق المدق، ثرثرة فوق النيل، ميرامار، الشحاذ، أفراح القبة، العائش في الحقيقة وغيرها...

تسبب رواية «أولاد حارتنا» بعد ردود أفعال قوية، في التحريض على محاولة اغتياله، والتي نشرها في جريدة الأهرام في عام 1959م، والتي مُنعت من نشرها في مصر حتى وقت قريب، حيث تناولت الرواية التفسيرات المباشرة للرموز الدينية، وشخصياتها أمثال: الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة.. وشكل موت الجبلاوي فيها صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية.

وكانت رواية أولاد حارتنا واحدة من أربع روايات تسببت في فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب، ونشر بعد منها «ملحمة الحرافيش» في 1977، بعد عشر سنوات من نشر أولاد حارتنا كاملة، ورفض محفزظ نشر رواية أولاد حارتنا بعد ذلك حرصا على وعد قطعه للسيد كمال أبو المجد مندوب الرئيس عبد الناصر بعدم نشر الرواية داخل مصر.

ولم تقتصر كتابات نجيب محفوظ على الروايات والقصص فقط، بل امتدت إلى كتابة المقالات الصحفية في الجرائد المصرية أيضًا واستمر فيها حتي وفاته.. وبجانب انشغاله في الأدب التحق محفوظ بالعمل الحكومي ما بين وزارة الأوقاف، ووزارة الثقافة، والمؤسسة العامة للسينما، كما نقلت الكثير من أعماله إلى السينما والتلفزيون وقدمت عبر أعمال إبداعية استطاعت أن تحفر مكانًا لها في ذاكرة التاريخ.

حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988 وكانت الجائزة سببا في انتشار وترجمة أدبه عالميا، كما حصل على قلادة النيل العظمى في العام نفسه، إضافة إلى العديد من الجوائز مثل جائزة كفافيس 2004، وسام الجمهورية في عام 1972، جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1968، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1962، أيضا جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 1957، وفي عام 1946 حصل محفوظ على جائزة مجمع اللغة العربية عن رواية "خان الخليلي"، جائزة وزارة المعارف عن "كفاح طيبة" عام 1944، جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية "رادوبيس"في عام 1943، بالإضافة إلى ذلك حصد دروع التكريم وشهادات التقدير والمداليات والدكتوراة الفخرية من مختلف الهيئات والمؤسسات والجامعات.

توفي نجيب محفوظ في 29 أغسطس 2006 عن عمر ناهز 95 عاما أثر قرحة نازفة بعد عشرين يوما من دخوله مستشفى الشرطة، في حي العجوزة، في محافظة الجيزة، لإصابته بمشكلات صحية في الرئة، والكليتين وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس أثر سقوطه في الشارع.