العاهل الأردني يوقع على إنشاء "وقفية المصطفى" لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك
وقع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حجة "وقفية المصطفى" لختم القرآن الكريم في المسجد الأقصى المبارك.
جاء ذلك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمير غازي بن محمد كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له، وممثل ملك مملكة البحرين الشقيقة، ووزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف نواف بن محمد المعاودة، ومجلس أوقاف القدس، وأعضاء مجلس "تولية الوقفية"، وعدد من المتبرعين، وسفراء من دول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.
وعُرض خلال الفعالية مقطع مصور حول الوقفية، التي يأتي إطلاقها ضمن جهود الأردن في دعم صمود الأشقاء بفلسطين وبالقدس على وجه الخصوص، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة المقدسة.
وقال مدير عام أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى الشيخ محمد عزام الخطيب، في كلمة له، إن الوقفية تعتبر واحدة من عشرات مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف عمارة إيمانية وبشرية، من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك ودوام إعماره وصيانته ودعم صمود المتعبدين فيه.
وأشار إلى أن الوقفية تتيح لمتبرعين في العالم الإسلامي المساهمة في دعم صمود ألف قارئ مقدسي ومقدسية، مقسّمين على مئة حلقة كل حلقة مكونة من عشرة رجال وعشر نساء، يعكفون على ختم قراءة القرآن الكريم بشكل جماعي أو فردي في مساجد وساحات ومساطب العلم في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف وقت الصباح أو المساء وعلى مدار أيام الأسبوع وبشكل دائم.
ولفت الخطيب إلى أن مجلس "تولية وقفية المصطفي لختم القرآن الكريم في الأقصى المبارك"، يأمل وبعون الله ثم بتبرّع المساهمين المباركين من الأردن والعالم الإسلامي، بالوصول لوديعة وقفية توفّر عوائدها الربحية في البنوك الإسلامية إمكانية دفع مكرمات شهرية لدعم ألف قارئ وقارئة مقدسية بشكل دائم، أي تحقيق دعم ملموس لألف عائلة مقدسية.
واعتبر أن الوقفية تشكل نداءً لحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك والدفاع عنهما، وهي دعوة لإثبات خطأ الذين يدّعون أنّ المسلمين لم يعودوا يأبهون بالمسجد الأقصى المبارك وأنّ الحرم القدسي الشريف لم يعد متجذراً في قلوبهم ووجدانهم.
وبين الخطيب أن "وقفية المصطفى" من شأنها نيل بركات القرآن الكريم والمسجد الأقصى المبارك ودعم صمود أهل القدس ومقاومة محاولات تهويد وتفريغ الأقصى، كما أنها تحيي سُنّة سيدنا محمد ﷺ بالتعلّق بالقرآن الكريم، والتي داوم عليها الصحابة والتابعون والصالحون لقرون من الزمن في تلاوة وتدبر القرآن الكريم في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
بدوره، قال رئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، إن هذه الوقفية التي هدفها تلاوة وختم كتاب الله القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه، قد حظيت بالشرف الرفيع، فهي تحمل اسم المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين، وأنشأها عميد آل البيت من بني هاشم الذين يَشرُفون بالانتساب إلى بيت النبوة.
واعتبر أن هذه الوقفية تأتي ضمن مبادرات الملك عبدالله الثاني في إعمار المسجد الأقصى المبارك مادياً ومعنوياً، وهو الإعمار الذي حرص الهاشميون على القيام بواجبه وفاء لوصايتهم ورعايتهم الكريمة للمسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة في مدينة القدس.
وبين سلهب أن الوقفية ونظيرتها "وقفية الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي"، تهدفان إلى تمتين ارتباط أهل ديار الإسراء والمعراج بمسجدهم، إذ أن رباطهم وصمودهم يشكلان حجر الزاوية في الدفاع عنه.
وأشار إلى أن "وقفية المصطفى" تأتي في هذه الأوقات التي تهدد المسجد المخاطر باستمرار الاقتحامات وعسكرة المسجد وانتهاك قدسيته، مضيفاً: "فيما وسائل إعلامهم تصدر الأصوات النشاز التي تنادي بالافتئات على حقوق الأوقاف الإسلامية بالقدس، وتهدد بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك".
وشدد سلهب على أن كل ذلك يتطلب تضافر جهود قادة الأمة وزعمائها، للوقوف إلى جانب الملك عبدالله الثاني، للعمل على لجم أطماع الاحتلال وحماية المسجد الأقصى المبارك، ودعم صمود المرابطين المعتكفين فيه، وإفشال كل المحاولات الرامية لتهويده والنيل من قدسيته.
من جهته، ثمن المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، مواقف العاهل الأردني والملوك الهاشميين تجاه المسجد الأقصى المبارك، والأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف في رعاية وإعمار هذه المقدسات.
وأشار إلى أن الإعلان عن وقفية المصطفى من قبل الملك عبدالله الثاني هي مأثرة تضاف إلى مآثر كثيرة سبقتها، وجزء من الأيادي البيضاء التي ساهمت وتساهم في إعمار المسجد الأقصى منذ ما يزيد على قرن في ظل الوصاية الهاشمية.