أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التطورات الأخيرة في حرب أوكرانيا دفعت واشنطن إلى التفكير جديًا في تقديم منظومة صواريخ باتريوت المتقدمة للجانب الأوكراني لتعزيز قدراته في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.

وأضاف التقرير، الذي شارك في كتابته كل من دان لاموث وكارين ديونج وأليكس هورتون، أن تلك الخطوة من جانب الولايات المتحدة تأتي في أعقاب القصف الروسي المكثف لشبكة الطاقة الأوكرانية ما أدي إلى تعرض البلاد لأزمة طاقة حادة بعد تدمير ما يقرب من 50 بالمائة من البنية التحتية للطاقة هناك.

وسلط التقرير الضوء على تصريحات أحد كبار المسؤولين الأمريكيين أمس الثلاثاء التي أوضح فيها أن واشنطن تستعد حالياً لإرسال منظومة الصواريخ المتطورة باتريوت في ظل الهجمات الروسية العنيفة على شبكة الطاقة الأوكرانية.

وأشار المسؤول الأمريكي، كما ورد في التقرير، إلى أنه على الرغم من عدم موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميًا على تلك الخطوة حتى الآن، إلا أنه من المتوقع أن يتم تنفيذها في أقرب وقت ممكن، مضيفًا أن تقديم هذا النوع من الصواريخ لأوكرانيا يمثل استجابة لطلب طالما ألحت كييف على الولايات المتحدة لتحقيقه ولاسيما أنه يأتي في أعقاب عمليات قصف روسية لا هوادة فيها على منشآت الطاقة في البلاد ما أدى إلى إغراقها في ظلام دامس بالإضافة إلى انعدام وسائل التدفئة خلال فصل شتاء قارس البرودة تنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن حجم المعونات العسكرية التي قدمتها إدارة الرئيس بايدن لأوكرانيا منذ بداية العملية الروسية في فبراير الماضي وصل إلى ما يقرب من 20 مليار دولار، إلا أن الإدارة الأمريكية كانت ترفض إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة خشية أن تفسر روسيا تلك الخطوة على أنها تمثل تورط واشنطن في الحرب في أوكرانيا.

ويوضح التقرير أن التطورات الأخيرة في ميدان المعركة في أوكرانيا دفعت مجلس الأمن القومي الأمريكي بإصدار توصية بتغيير الموقف الأمريكي بعد أن قامت موسكو بتكثيف ضرباتها الصاروخية في جميع أرجاء أوكرانيا.

ولفت التقرير أن الولايات المتحدة كانت قد اتخذت خطوات أخرى الشهر الماضي لتعزيز القدرات العسكرية للجانب الأوكراني منها إرسال منظومتي دفاع جوي متطورة وتوقيع اتفاق بقيمة 1.2 مليار دولار لتصنيع ست منظومات أخرى خلال العامين القادمين.

وأشار التقرير إلى تصريحات الضابط الأمريكي المتقاعد مارك كانسيان عضو مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي التي يعرب فيها عن اعتقاده أن واشنطن تُقدم على مغامرة باتخاذها تلك الخطوة موضحاً أنه يبدو أن حاجة أوكرانيا الملحة للحصول على مثل هذا النوع من الصواريخ المتطورة هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ هذا القرار الذي يتعارض مع موقف البيت الأبيض السابق.