رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«نساء مصر» ينعي المناضلة السودانية فاطمة أحمد إبراهيم

13-8-2017 | 14:56


نعى الاتحاد العام لنساء مصر المناضلة السودانية فاطمة أحمد إبراهيم، التي رحلت عنا فجر أمس السبت الموافق 12 أغسطس بعد رحلة نضال طويلة في مجالات العمل الاجتماعي والسياسي.
 

ولدت فاطمة إبراهيم عام 1935 وكانت أول سيدة تنتخب في البرلمان السوداني خلال مايو  1965، وطالبت خلال عضويتها بالبرلمان بحصول المرأة على  كامل حقوقها الاقتصادية والاجتماعية وكذلك التصدي لكافة أشكال التمييز ضدها، فطالبت بتولي المرأة مواقع اتخاذ القرار وعدم التمييز ضدها وتطبيق المساواة فيما يخص الأجر وكذلك الحق في إجازة الولادة المدفوعة الأجر، وإلغاء قانون بيت الطاعة.

كما أسست الراحلة  العديد من الصحف والمؤسسات النسوية منها الاتحاد النسائي السوداني، وأصبحت بفضل كفاحها المتواصل من أجل قيم الديمقراطية والعدالة ورفض التمييز رمزا نسويا عربيا وعالميا، لذا لم يكن غريبا أن تختار كأول سيدة عربية في منصب رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1991، كما حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان "UN Award" فى عام 1993  .

 

لم تكن فاطمة إبراهيم من أبرز قيادات العمل الحقوقي والنسوي فحسب، بل تحولت بفعل نضالها إلى رمزا وطنيا وثوريا ملهمًا على المستوى العربي والعالمي، فقد تصدت بشجاعة للحكم العسكري لنظام النميري، وكذلك ناهضت نظام التحالف العسكري الديني الرجعي الذي أشعل الحرائق والحروب في السودان،  ولم تمنعها أسوار السجون من فرص العمل أو الملاحقات المتكررة التي تعرضت لها من استمرار  رحلة كفاحها إلى أخر نفس من عمرها، وظلت منذ أن انخرطت في الحركة الطلابية وقادت إول إضراب لمدرسة البنات في السودان وحتى رحيلها تكافح من أجل الشعب والوطن وتحلم بعالم أفضل، وتتحرك بحس إنساني ثوري يؤمن بعالمية النضال وتكامل أوجه الكفاح المتعددة .

وتميزت شخصية فاطمة إبراهيم بالثراء فهي أستاذة أكاديمية وكاتبة لها العديد من المؤلفات ومناضلة سياسية في صفوف الحزب الشيوعي السوداني، وناشطة نسوية ورمزا نسويا حظيت بتقدير عربي ودولي بما بذلته من نضال من أجل إنهاء التمييز الديني والنوعي والطبقي ، كما اتسمت فاطمة بصلابة مبهرة فلم تكسرها السلطة حين أعدمت سلطة الديكتاتور النميري  زوجها  القائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ والذي كان أحد أبرز قادة الحزب الشيوعي السوداني، ورحلت المناضلة كالأشجار وهي واقفة فخورة بحياتها لأنها مثل يحتذى به.