«كنت برجع لأختي وهدومي مليانة طين».. حكايات العندليب الأسمر وعلاقته بكرة القدم
عشق الكثير من الفنانين الساحرة المستديرة، ومنهم من كان يهوى لعب كرة القدم وحضور المباريات لتشجيع فرقهم المفضلة، ويعد العندليب الأسمر الفنان الراحل عبد الحليم حافظ من أحد الفنانين الذين عشقوا لعبة كرة القدم.
ويأتي مع استمرار مباريات كأس العالم 2022 المقامة حاليا في قطر، حكاية العندليب عن لعبه كرة القدم حينما كان صبيًا، وذلك كما ورد في كتاب «السينما والكرة.. أسرار وحكايات» للكاتب الصحفي حاتم جمال.
وتستعرض «بوابة دار الهلال» جزءًا من نص الكتاب على النحو الآتي:
كثير من أبناء الكرة الأرضية وجد نفسه مفتونا بعشق كرة القدم وهذا حال العندليب منذ أن كان صبيًّا صغيرًا، مارس كرة القدم في أزقة قرية الحلوات بالشرقية ثم حارات وشوارع مدينة الزقازيق.
وروى عبد الحليم في حوار إذاعي نادر سجلته الإعلامية الرائدة صفية المهندس لإذاعة الكويت، أنَّه كان مفتونا بلعبة كرة القدم منذ الطفولة وأنّه كان يقضى في ممارستها وقتًا طويلاً، وقال إن أخاه الأكبر إسماعيل حكى له لاحقا أنه وهو في الرابعة أو الخامسة كان «يكور» أى شيء يقع في يده قابل للتكوير ويقذف به إلى أعلى ويعيد تلقفه كحارس مرمى، أو يلقيه ويجرى وراءه في حالة من السعادة والنشوة.
وأضاف حليم، لصفية المهندس: «عندنا في الشرقية كل أراضي الحوارى مليانة تراب، ويمكن طين ومع كده ما كناش بنرحم نفسنا من اللعب بالكرة، بالذات ساعة العصرية، وكنت برجع لأختى علية وهدومى مغطيها الطين والتراب وأقولك الحق.. كانت علية بتتغاظ لكن عمرها ما ضربتني أو زعقتلي، ولسه لغاية دلوقتي أحن علي من أمى اللى ما مشفتهاش».
واستطرد في حواره الإذاعي: «لعب الكرة كان يُجِر علي مشاكل كثيرة، فقد تشاجرت ذات مرة مع زميل لأنه دخل فيا جامد ويومها تشابكنا بالأيدى وعايرني زميلي بأن أحدًا من أسرتي لا يأتي لزيارتي في الملجأ وماتصوريش أنا زعلت قد إيه لما قاللى صاحبی کده، وفضلت يومها أعيط لغاية ما نمت، بس عارفة.. أنا دلوقت كل ما افتكر اللى حصل أقعد أضحك.. آه أضحك.. لأن صاحبي هو كمان ما كانش حد بيزوره بل يمكن أنا كنت بأخرج أحيانًا لكن هو لأ».
واختتم: «لكن الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم حكى مرة أنه تعرف على عبد الحليم في ملجأ الزقازيق ولاحظ أن هذا الصبي الحزين لا يشغله إلا أمرين لعب كرة القدم مع زملاء الملجأ وحب الموسيقى التي كانت تملأ عليه حياته».