رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الممرضون في بريطانيا يبدأون إضرابًا غير مسبوق

15-12-2022 | 10:26


ممرضة

دار الهلال

يبدأ الممرضون في بريطانيا إضرابًا اليوم في مواجهة أزمة غلاء المعيشة والصعوبات التي تواجه نظام الصحة العامة، في تحرك غير مسبوق يعكس مدى السخط في المملكة المتحدة. 

ومن المقرر أن يشارك ما يصل إلى 100 ألف ممرض في إضراب يوم الخميس، وهو الأول من نوعه في تاريخ نقابتهم " الكلية الملكية للتمريض" الممتد منذ 106 عامًا، وكذلك في 20 ديسمبر. تشمل الحركة إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية.

ويأتي ذلك بعد إضراب جديد ضرب السكك الحديدية يومي الثلاثاء والأربعاء وشكل بداية توترات اجتماعية نادرة من حيث شدتها في فترة الأعياد. من عمال السكك الحديدية إلى شرطة الحدود، ستضرب العديد من الفئات المهنية في نهاية العام، مما يزعج خطط بعض البريطانيين. وسيضرب موظفو هيئة البريد البريطانية، يومي الأربعاء والخميس، خلال فترة طلبات الهدايا العديدة.

وتبقي حكومة المحافظين، التي تكافح في صناديق الاقتراع، على موقف حازم للغاية ضد النقابات وتتعهد بإصدار تشريعات لتقليص مساحة المناورة لديها. ويطلب الممرضون زيادة في الرواتب تمثل ما يزيد قليلاً عن 19٪ لتعويض سنوات النقص التي نتج عنها، بالنسبة لنقابتهم، انخفاض في قوتهم الشرائية بنسبة 20٪ منذ عام 2010 ووصول المحافظين إلى السلطة. وهو طلب تعتبره الحكومة "غير مقبول".

ورحب وزير الصحة ستيف باركلي بـ "التفاني المذهل" لهذه المهنة، ورأى أنه "مؤسف للغاية" أن جزء من أعضاء النقابة يبقون على الاضراب بعد فشل المناقشات الأخيرة. وأكد في بيان صحفي أن "أولويته رقم 1" هي سلامة المرضى، مذكراً أن خدمات الصحة العامة المعروفة بهيئة الصحة الوطنية، مفتوحة، ولا سيما للرعاية العاجلة.

وتعاني المملكة المتحدة من أزمة حول تكلفة المعيشة، حيث تجاوز التضخم 10٪ وسجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا كبيرا، يقول ممثلو الممرضات إن أعضاءهم يتخطون وجبات الطعام ويكافحون من أجل إطعام وكساء أسرهم وينتهي بهم الأمر بمغادرة هيئة الصحة الوطنية بشكل جماعي. وقال مارك بوثرويد، ممرض الطوارئ في مستشفى سانت توماس في لندن أن "عبء العمل مروع. إن الممرضين مرهقون، ولا يمكنهن تقديم خدمة آمنة للمرضى. العديد من الوافدين الجدد إلى المهنة يغادرون بعد عام أو عامين فقط بسبب تدني الرواتب، ما يضع من يبقون تحت ضغط شديد.

وفقًا لنقابة التمريض، لن يتم الإضراب في بعض الخدمات مثل العلاج الكيميائي وغسيل الكلى والعناية المركزة ووحدات المرضى المعتمدين بشدة على الرعاية. لكن الأقسام الاخرى ستشهد انخفاض أرقامهم بحيث تشابه أعداد الحضور يوم عيد الميلاد. قبل الإضراب، شهدت البلاد تبادلات مريرة بشأن آثار الإضراب، حيث حثت كالي بالمر، المسئولة عن ملف السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، في رسالة كشفت عنها شبكة "سكاي نيوز" النقابة على ضمان عدم تأثير الإضراب على العلاجات "المنقذة للحياة"، التي تقوم بالمساعدة في علاج المرض أو إطالة عمر المرضى.

وانتقد متحدث باسم النقابة "إرادة سياسية تهدف لتشويه الممرضين من جانب الحكومة التي تخذل مرضى السرطان" ، وأصر على أنه "لا شك" في أن المرضى سيستفيدون من هذه الرعاية العاجلة. وقالت المتحدث إن "سلامة المرضى هي الأولوية القصوى للجميع"، مشيرة إلى أن النقابة وافقت يوم الثلاثاء على توسيع الخدمات التي لن تتأثر بهذه الخطوة.

خلال وقت الأسئلة الأسبوعية في البرلمان يوم الأربعاء، وصف زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر الإضراب بأنه "شارة عار"، داعيًا رئيس الوزراء ريشي سوناك إلى التفاوض من أجل إلغائه، الأمر الذي سيسمح "للبلاد بأكملها بالتنفس الشعور بالإرتياح". ورد عليه ريشي سوناك بأن حكومة المحافظين كانت تتبع توصيات الهيئة المستقلة في مقترحاتها للزيادات، واصفا الإضرابات بأنها "كابوس قبل عيد الميلاد" محملا مسئوليته إلى حزب العمال بسبب صلاته بالنقابات.