قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن القمة الأفريقية الأمريكية تكتسب أهمية كبرى حيث يقبل عليها الأفارقة بشكل إيجابي وسط محاولات أمريكية بناء علاقات مع أفريقيا بشكل مختلف عما كان عليه الوضع في الماضي، مضيفا أنه سيكون هناك آذان صاغية لمشاغل الدول الأفريقية حيث سيتم التعامل معها بعيدا عن أي ضغوط أو شروط.
وأوضح الحفني، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه سيكون هناك بحث مشترك لكيفية التغلب على التحديات التي تواجهها الدول الأفريقية، وخاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية هي قوة عظمى تمتلك كل الإمكانيات والخبرات والتجارب والكثير مما يمكن للدول الأفريقية أن تنهل منه إذا ما خلصت النوايا والتزمت الطرف الأمريكي بتنفيذ وعوده والالتزام بتعهداته.
وأكد أن هناك مشكلات خاصة بالأمن الغذائي وأمن الطاقة وأهمية تعزيز قدرات القارة الأفريقي في مجال الرعاية الصحية وخاصة في مواجهة الأوبئة وكذلك التحدي الوجودي وهو تغير المناخ وضرورة مواجهته وتعزيز الولايات المتحدة للقدرات الإفريقية في التكيف مع هذه الظاهرة وخاصة دعم مساعي القارة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة الخضراء وهي كلها مطروحة على أجندة القمة.
وأشار إلى أن من بين القضايا ذات الأولوية أيضا ملف تعزيز القدرات الأفريقية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وهناك تطلع لأن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا في حل الأزمات الأفريقية وهي تملك المقومات اللازمة للقيام بهذا الدور لما تملكه من تأثير في عدة اتجاهات ومع كافة الأطراف، وهناك مشاكل في الصومال وإثيوبيا والسودان والكونغو ومنطقة الساحل.
ولفت إلى أن مشاركة الرئيس السيسي في القمة في واشنطن مهمة ومطلوبة فلن يكتمل هذا المحفل الأفريقي الأمريكي إلا بوجود مصر، لأنها إحدى الأعمدة الرئيسية في القارة الأفريقية كانت ولا تزال وستظل دائما، مضيفا أن مصر دورها تعزز بشكل كبير خلال السنوات الثمانية الماضية لأنها قدمت نموذجا للتنمية للدول الأفريقية تحاول بعضها أن تحتذي به.
وأضاف نائب وزير الخارجية الأسبق أن الدول الأفريقية تشعر بالتقدير لما حققته مصر من إنجازات على امتداد الفترة الماضية ووجودها مطلوب، موضحا أن الرئيس السيسي لا يكتفي فقط بالمحفل الذي يشارك فيه ولكن يوظف هذا الحدث في إجراء الكثير من اللقاءات الثنائية مع المسئولين الأمريكيين وكذلك الأفارقة ومتابعة كافة الملفات المشتركة والقضايا ذات الاهتمام والأولوية وتعزيز المشاورات والتنسيق.
وشدد على الحفني على أن الدور المصري مطلوب لأن القمة لها طابع سياسي واقتصادي وأعمال وشباب ويهم بالمرأة والحكم الرشيد ومصر لها باع طويل في هذا الملف، وكذلك موضوعات حقوق الإنسان والحوكمة وكلها ملفات توليها مصر أهمية.