سلط مقال نشرته صحفية "ذا جارديان" البريطانية الضوء على تصريحات وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنكوف، ومسئولين أوكران والتي تحذر فيها من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط حالياً لشن عملية عسكرية ضخمة ضد أوكرانيا خلال الأيام القليلة المقبلة، وخلص إلى أنها توحي بجهود أوكرانية منسقة لإبراز التهديد الذي تتعرض له أوكرانيا من جانب روسيا.

وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من: إزوبيل كوشيو وبيتر بيمونت، أن وزير الدفاع الأوكراني أعرب عن اعتقاده أن الضربة العسكرية الروسية قد تتم خلال شهر فبراير من العام المقبل، إلا أن مسئولين أوكرانيين أفادوا أنها قد تتم قبل ذلك الموعد.

وأوضح ريزنكوف -في لقاء صحفي مع "ذا جارديان"- أنه على الرغم من قدرة القوات الأوكرانية في الوقت الراهن على صد الهجمات الروسية ولاسيما تلك التي تستهدف البينة التحتية للطاقة في البلاد إلا أن التقديرات تشير إلى احتمال قيام القوات الروسية بشن عملية عسكرية واسعة النطاق خلال الفترة القادمة.

وينقل المقال عن ريزنكوف قوله أن الجانب الأوكراني بإمكانه التصدي لتلك العملية العسكرية المحتملة في ظل التدريبات التي يتلقاها الجنود الأوكرانيون في بعض الدول الغربية، إلى جانب تعزيز القوات الأوكرانية بجنود أجانب مدربين تدريباً عالياً فضلاً عن الأسلحة المتطورة التي يوفرها الغرب لأوكرانيا. ويوضح المقال أن بريطانيا والعديد من الدول الغربية تقوم حالياً بتدريب آلاف من الجنود الأوكرانيين مما يعزز من قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.

ويشير المقال إلى أن تصريحات وزير الدفاع الأوكراني تتوافق مع ما نشرته مجلة "الإكونوميست" هذا الأسبوع نقلاً عن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي وكذلك قائد الجيش فاليري زالوجني التي أكدوا فيها استعداد الجانب الروسي للقيام بعملية عسكرية ضخمة في القريب العاجل، ويوضح أن تلك التصريحات المتوافقة من جانب المسئولين الأوكرانيين توحي بوجود جهود أوكرانية منسقة من أجل إبراز التهديد الذي تتعرض له أوكرانيا من جانب روسيا.

ونقل المقال عن وزير الدفاع الأوكراني قوله أن عملية التعبئة التي أجريت في روسيا في أكتوبر الماضي لانضمام 300 ألف مجند للقوات الروسية المحاربة في أوكرانيا تؤكد التقارير التي تشير إلي استعداد موسكو للقيام بعملية عسكرية ضخمة ضد بلاده ولاسيما أن القيادة الروسية لم تنشر سوى 150 ألفا فقط من هؤلاء الجنود ما يوحي بتدريب بقية الجنود تدريباً جيداً استعداداً للعملية العسكرية المحتملة.

ويضيف المقال أن تلك التصريحات تأتي في وقت تنتشر فيه الدلائل على رغبة الرئيس الروسي في استمرار الحرب في أوكرانيا، حيث يؤكد المحللون أن الكرملين ليس لديه النية للانسحاب من الصراع الحالي في أوكرانيا.

وأوضح وزير الدفاع الأوكراني، كما يشير المقال، أن الأسلوب الذي تتبعه موسكو في الوقت الحالي هو أسلوب "مفرمة اللحم" حيث تلقي بأكبر قدر من جنودها في أتون المعركة لتحقيق التفوق العددي على القوات الأوكرانية، موضحاً أن الكرملين يبذل كل ما في وسعه من أجل تحقيق النصر في حرب أوكرانيا بأي ثمن.

ويلقي المقال الضوء في الختام على تصريحات نائب وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار التي حذر فيها من مغبة تراخي المجتمع الدولي في مواجهة الجانب الروسي وتهاون الدول الغربية فيما يخص التهديد الروسي لأوكرانيا، موضحاً أن الهدف النهائي لروسيا هو سحق أوكرانيا.