رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الزائر الغير مرغوب فيه

18-12-2022 | 21:50


ألفت حلمي سالم

ألفت حلمي سالم

أنت يا من يسمونك بالإحباط.. نعم، أحدثك تأتي إلينا بقوة دون استئذان، ولا يعنيك عند من ستكون وكل من تأتيه يكون في حالة لا تسمح بوجودك أصلًا، ورغم ذلك تدخل نفوسنا وتسكن فيها..!!

أرجوك ترفق بنا فنحن ضعفاء أحيانًا... بمشاعرنا المضطربة وما نمر به في الحياة من حولنا... ألا ترى حالنا..؟؟ فنجد الناس يقولون (عندي إحباط)... إذًا أنت جئت بدون أن يدعوك أحد!! ألا تشعر ببعض الحرج وأنت تأتي بدون دعوة؟

 ألا تشعر الحرج وأنت تحزن قلوبنا.. وتجعلنا يائسين مشتتين أو ... مُحبطين فلتعلم أنه ليس كل الناس يستوعبونك أو يحتوي هذه المشاعر العارمة المحيطة فهناك من ينهار بوجودك فيه وتسوَّد الدنيا في عينه ويتصرف بطرق مضطربة وتسوء حالته ويستسلم لليأس والحزن.. ألا يعينك هذا؟؟

ألا تلمس أيها الإحباط أن وجودك في حياتنا شيء سلبي تمامًا قد يهدم حياة الناس ويُتعسهم.. ولكن اعلم أن هناك أُناس أخرى قوية لديها من الحكمة والمنطق والقيم الدينية والمبادئ النقية ما يجعلها تحكم فيك عقلها قبل مشاعرها ويحاول كل فرد من هؤلاء الأقوياء أن يفهم من أين جاءت المشكلة، ولماذا هو محبط ويبدأ يحلل الأسباب، ويدرس الأحداث ويحاول فهم الناس من حوله قد يكونوا هم سبب المشكلة... وكل ذلك من أجل الخروج منك أيها الإحباط.

سبحان الله لقد جئت وحدك ولكن نحن الذين نبذل الجهد لنخرجك من صدورنا.. فأنت جئت لا لتحل المشكلة بل لتزيدها تعقيدًا.. ولكن كن على يقين أنك مهما أصبت النفوس بالإحباط، فإن النفس النقية القريبة من ربها المتأسية بنبيها تستعين بالله منك وتعلم أنه لا ييأس من فضل الله إلا القوم الغافلون البعيدين عن الدين، وأننا بالله دائمًا فائزين، ونعلم جيدًا أن كل شيء يحدث بيد الله الرحيم.. ولن يصبنا إلا ما كتبه الله لنا

فاعلم أيها الإحباط أن لدينا خلطة سحرية هي سلاحنا أمامك.. وهو سلاح أقوى مما تتصور، فهي خلطة مزيج من اليقين في الله سبحانه مع قليل من الأصدقاء الصالحين الذين يحبون الخير لنا ويخرجوننا من كل ضيق ممكن أن نمر به وضف عليهم بريق من الأمل الذي لا يموت ينير لنا عتمة الحياة لتحقيق أحلامنا وللتغلب على صعابها.

فنحن أقوى مما تظن.. فا بالله عليك أستأذنك بالخروج من حياتنا.. اتركنا نحلم ونعمل وننجح، اتركنا نحل مشاكلنا بدونك، اتركنا نسير في دروب الحياة بكل ما فيها، اتركنا نرى بعضنا بحب، بوضوح، جرب، واتركنا.. وسترى النتيجة.