تبذل المؤسسات الطبية والسلطات الصحية في جميع أنحاء الصين أقصى جهودها لتوسيع قدرة عيادات الحمى على التعامل مع الزيادة في عدد المرضى بسبب تفشى كوفيد-19.
وفرض الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابات الجديدة مؤخرا ضغطا هائلا على الموارد الطبية. ووسط تحول التركيز في استراتيجية الاستجابة لكوفيد-19 في البلاد من الوقاية من العدوى إلى علاج الحالات، عملت الصين على تسريع الجهود لإنشاء المزيد من عيادات الحمى.
وتم تشغيل عيادة مؤقتة للحمى بنيت في ملعب في حي شيتشنج في بكين للاستجابة للزيادة في الطلب الفوري على الخدمات الطبية.
وتحتوي العيادة المؤقتة، التي يعمل فيها أطباء من العديد من المستشفيات العامة في الحي، على أربع غرف استشارية، كما أنها مزودة بصيدليات مؤقتة ومخزون كاف من الأدوية، حيث يمكن للمرضى الذين يعانون من الحمى الحصول على خدمة استشارية سريعة من الطبيب والحصول على الدواء.
وقال تو تشي تاو، رئيس مديرية الطب الصيني التقليدي ببكين، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين المنصرم، إن العدد الإجمالي لعيادات الحمى في بكين ارتفع بسرعة من 94 إلى 1263، بما في ذلك العيادات الفرعية التي افتتحت في 960 مؤسسة رعاية صحية مجتمعية.
وخلال فصل الشتاء، بسبب تداخل آثار الإنفلونزا الموسمية، يصبح المرضى المصابون بأمراض الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية والأوعية الدماغية أكثر عرضة للإعياء، ويحتاجون إلى المزيد من الرعاية الطبية، مما يضع المؤسسات الطبية تحت ضغط كبير.
وزادت المستشفيات المحلية من عيادات الحمى وغرف الطوارئ في مدينة هاربين حاضرة مقاطعة هيلونغجيانج في شمال شرقي الصين، وأنشأت عيادات خاصة لمرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى رعاية طبية جراء معاناتهم من أمراض مصاحبة أخرى.
وقام المستشفى الأول التابع لجامعة هاربين الطبية بتوسيع عدد عيادات الحمى إلى ثلاث، كما تلقى جميع الموظفين الطبيين في المستشفى تدريبا على مكافحة العدوى والرعاية الذاتية ومواضيع أخرى.
وقال يوي كاي جيانج، رئيس المستشفى، إن قسم الطوارئ بالمستشفى شهد زيادة بنسبة 85 في المائة في زيارات المرضى في الأيام الأخيرة، مضيفا أنه سيتم استخدام المزيد من غرف الطوارئ اعتمادا على الاحتياجات الفعلية.
وفي مدينة شيآن، حاضرة مقاطعة شنشي في شمال غربي الصين، يمكن للمرضى المصابين بكوفيد-19 والأعراض ذات الصلة الحصول على الرعاية الطبية على مدار 24 ساعة سواء في الموقع أو عبر الإنترنت.
وتفتح عيادات الحمى في المستشفى الثاني التابع لجامعة شيآن جياوتونغ أبوابها على مدار الساعة، وتوفر أيضا استشارات عبر الإنترنت لخدمة مرضى كوفيد-19 والإنفلونزا، وتقدم خدمات تسليم الأدوية إلى المنزل، وخدمات أخرى لتقليل وقت الانتظار للمرضى، وتقليص خطر انتشار العدوى.
وعلاوة على ذلك، يمكن للنساء الحوامل والمرضى المصابين بأمراض الدم أو غيرها من الأمراض الخطيرة تلقي العلاج في الوقت المناسب في المستشفى، حيث يتم فتح قسم التوليد وأمراض النساء وقسم العدوى وغسيل الكلى الطارئ على مدار 24 ساعة.
وقامت المستشفيات في بلدية شنغهاي في شرقي الصين بتبسيط الإجراءات لتشخيص وعلاج الأطفال الذين يعانون من أعراض كوفيد-19، حيث يمكن للمرضى تحت سن البلوغ إكمال اختبارات الأجسام المضادة واختبارات الحمض النووي واختبارات الدم الروتينية في عيادة الحمى بمستشفى الأطفال بجامعة فودان، وهو ما يوفر وقت زيارة الطبيب إلى حد كبير.
وفي مدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو في شرقي الصين، أعيد استخدام أكشاك اختبار الحمض النووي القديمة وتحويلها إلى عيادات لمعالجة الحمى. وبفضل هذه العيادات المؤقتة، لا يستغرق المريض المصاب بالحمى سوى 10 دقائق تقريبا فقط لزيارة الطبيب والحصول على الأدوية.
وهناك 1035 عيادة مؤقتة من هذا النوع حاليا في المدينة قادرة على استقبال أكثر من 80 ألف مريض يوميا.