رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قمة في الأردن في محاولة لنزع فتيل أزمات المنطقة

20-12-2022 | 11:05


الأردن

دار الهلال

يستضيف الأردن الثلاثاء قمة تجمع فرنسا واللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والسعودية الخصمان الإقليميان، في محاولة لنزع فتيل الأزمات المتفاقمة في المنطقة عبر الحوار.

ويعقد مؤتمر "بغداد 2" بعد ظهر الثلاثاء في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على ساحل البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان)، بعد دورة أولى أقيمت في العاصمة العراقية في أغسطس 2021 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعراق.

وقالت الرئاسة الفرنسية "الهدف من اجتماع كهذا هو جمع جيران العراق وشركائه حول الطاولة في محاولة للمضي قدما عبر تعزيز الحوار".

لكنّ الرهان يبقى محفوفاً بالمخاطر في منطقة غير مستقرة أساساً. فتشهد إيران قمعا لتظاهرات شعبية فيما توصل العراق قبل فترة وجيزة لتسوية هشة بعد أزمة سياسية استنزفته مدة سنة. أما سوريا فلا تزال ساحة مواجهات بين قوى متناحرة، فيما يغرق لبنان في شلل سياسي على وقع فراغ رئاسي، من بين أزمات إقليمية أخرى.

ويهدف المؤتمر، وفق قصر الإليزيه، إلى "تقديم الدعم لاستقرار العراق وأمنه وازدهاره، ودرس الوضع في المنطقة بأسرها، باعتبار أن العراق بلد محوري فيها".

ويقول مدير معهد الشرق الأدنى والخليج للدراسات العسكرية رياض قهوجي إن للمؤتمر "طموحات كبيرة لكن لا أحد ينتظر معجزات".

ويرى أن فرنسا هي بمثابة "رأس حربة للغرب في إبقاء شعرة معاوية مع الطرف الإيراني، خصوصاً على وقع الجمود في مفاوضات فيينا" النووية.

ويشارك في المؤتمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكل من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي ينسّق مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني ومنسق الاتحاد الأوروبي لهذه المحادثات إنريكي مورا.

كذلك، يشارك في المؤتمر وزراء خارجية إيران والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي وعدد آخر من وزراء الخارجية العرب.

ورأى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الإثنين أن القمة الاقليمية قد تشكّل "فرصة" لتحريك المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي، والمتعثرة منذ أشهر.

ومن الضروري، وفق قهوجي المقيم في دبي، معاينة موقف إيران باعتبارها "العنوان الكبير" ذلك أن يدها "موجودة في كل مكان، من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن".

ويضيف "لا يريد الإيراني أن يتنازل عن أي مكتسبات، فهو يتفاوض من منطلق +ما لي هو لي+ في هذه الدول"، معتبراً أن السؤال الأبرز يبقى "هل ستظهر إيران ليونة أكثر أو استعداداً أكثر أو تقدم نتائج ملموسة؟" خلال المؤتمر.

لكنه في الوقت ذاته، لا يتوقع أن "تتحلحل الأمور" طالما أن "الموقف الإيراني لا يتغير".

ويشكل المؤتمر اختباراً لرئيس الوزراء العراقي الجديد محمّد شياع السوداني، الذي جاء تعيينه بعد جمود سياسي أستمر لأكثر من عام.

وسيكون المؤتمر أول لقاء دولي رفيع المستوى يرأسه المسؤول الذي يُعتبر أقرب إلى إيران من سلفه مصطفى الكاظمي.

وتشير الرئاسة الفرنسية إلى أن السوداني "يشاركنا في تنظيم المؤتمر. لذلك ثمّة رغبة في الاستمرارية من جانبه، وهذا أمر يجدر ملاحظته".

ويرى الباحث الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية حمزة حداد أنّ "القمة الأولى هدفت إلى إظهار أن بمقدور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن يجمع قادة المنطقة، لا سيما دول الخليج، في بغداد".

وفي النسخة الثانية في عمان، "سيكون هدف رئيس الوزراء السوداني إظهار قدرته على الحفاظ على هذه العلاقات"، وفق حداد.

ويضيف "مع ذلك، أعتقد أن العراقيين وغير العراقيين يودون هذه المرة أن يروا الاجتماع يفضي إلى أجندة أكثر جدية".

ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع كذلك قضايا مشتركة على غرار الاحترار المناخي والأمن الغذائي فضلاً عن التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.

وعلى جدول أعمال ماكرون لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثاني "الحليف في محاربة الإرهاب"، بحسب باريس.

وأجرى الملك عبدالله الثاني الاثنين، اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق فيه الى "عدد من المستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب الديوان الملكي الأردني.

وأعلن الجيش الأردني أنه سينشر قوات من مطار الملكة علياء الدولي (30 كيلومترا جنوب عمان) إلى مكان انعقاد المؤتمر في البحر الميت (50 كيلومترا غرب عمان).