أعلنت حكومة كولومبيا، أكبر منتج للكوكايين في العالم أنها لن تمارس الإزالة القسرية لمحاصيل أوراق الكوكا الصغيرة، في إطار سياسة جديدة لمكافحة تهريب المخدرات تهدف إلى مهاجمة كبار مهربي المخدرات أولا. 

وقال وزير الدفاع إيفان فيلاسكيز في مؤتمر صحفي في العاصمة بوجوتا إن التدمير القسري لمحاصيل الكوكا لن يطبق الآن إلا على "المحاصيل الصناعية". وأضاف أن "المزارعين الذين يعيشون على هذه المحاصيل لا يمكن أن يحكم عليهم بالجوع". ستسعى الحكومة إلى "حلول وسط" مع صغار مزارعي الكوكا "للحد" من انتاجهم واستبداله تدريجيًا بالمحاصيل القانونية، حسبما أوضح إيفان فيلاسكيز. من ناحية أخرى، ستستمر قوى النظام في القضاء على المزارع التي تبلغ مساحتها هكتارين أو أكثر.

هذا الإجراء، الذي سبق أن ذكره الرئيس اليساري، جوستافو بيترو، خلال لقاء أخير مع مزارعي الكوكا، أثار انتقادات من المعارضة، التي اعتبرتها خطوة أولى نحو إضفاء الشرعية على المكون الرئيسي للكوكايين. وركز الرئيس السابق إيفان دوكي (2018-2022) فترة ولايته على القضاء على محاصيل المخدرات بالقوة، من خلال العمليات العسكرية التي غالبًا ما أدت إلى اشتباكات مع المزارعين.

ويقدم اتفاق السلام الموقع بين الحكومة ومقاتلي فارك في 2016 بالفعل إعانات للمزارعين الذين يدمرون طواعية محاصيلهم غير القانونية واستبدالها بمحاصيل مشروعة. لكن الخطة تطلبت حتى الآن من المزارعين تدمير مزارع الكوكا الخاصة بهم قبل تلقي أي مساعدة، وهو قيد تسعى الحكومة الجديدة لتخفيفه بعد شكاوى تتعلق بعدم الامتثال للاتفاق.

وبحسب وزير الدفاع، ستركز السلطات على مصادرة شحنات المخدرات الكبيرة المتجهة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. كولومبيا هي أكبر منتج للكوكايين في العالم والولايات المتحدة هي المستهلك الرئيسي لها. في عام 2021، حطمت هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية رقماً قياسياً جديداً بزراعة 204 ألف هكتار من أوراق الكوكا، وفقاً للأمم المتحدة، بزيادة قدرها 43٪ في عام واحد.