رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دكتورة نبيلة غالب: «الفيسبوك والواتساب الوسيلتان الأكثر انتشارا في اليمن»

25-12-2022 | 17:29


نبيلة غالب

محمد الحمامصي

تعد التغيرات التكنولوجية من الوسائل التي شكلت فارقًا في حياة الشعوب، يأتي في مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على تسهيل عمل منظمات المجتمع المدني في سبيل تعزيز العمل الطوعي في المجتمعات، من هنا هدفت الباحثة الإعلامية اليمنية دكتورة نبيلة سعيد أحمد غالب، في كتابها "فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العمل الطوعي" إلى دراسة هذه الوسائل بالتطبيق على عينة من منظمات المجتمع المدني باليمن، مستخدمةً في ذلك المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على تفسير وشرح واقع الظاهرة، والمنهج المسحي الذي يعد من أهم المناهج المستخدمة في مجال الدراسات الإعلامية، ولتحقيق ذلك استخدمت الكاتبة الأدوات البحثية: الملاحظة، والمقابلة، والاستبانة البحثية التي تم توزعيها على عينة عمدية قوامها 262 من العاملين في 19 من منظمات المجتمع المدني العاملة في اليمن، من بينها منظمات المجتمع المدني عينة الكتاب الميدانية: منظمة أدرا، الملتقى الوطني لحقوق الإنسان، مؤسسة الشفقة، مؤسسة رمز للتنمية، الجمعية الوطنية لأمراض الثلاسيميا، مؤسسة فكرة الحقوقية الإعلامية، مؤسسة الوعد التنموية، شبكة النماء اليمنية للمنظمات الأهلية، مؤسسة بنات الحديدة التنموية الاجتماعية، جمعية شركاء للتطوير والتنمية، مؤسسة معاذ التنموية، جمعية أبي موسى الأشعري، مركز بناء للتدريب والاستشارات، جمعية الغدير الاجتماعية الخيرية.

لفتت غالب إلى أنه برغم أن اليمن ظلت مجزأة لسنوات طويلة إلى دولتين ولم تعرف ما نطلق عليه "المنظمات غير الحكومية" وإن وجدت بعض الجمعيات، فإن نطاق اهتماماتها كان الأعمال الخيرية التعاونية، إلا أنه لم يظهر النوع الآخر من المنظمات والمؤسسات إلا بعد قيام الوحدة، ومنذ 22 مايو 1990 وحتى الآن شهدت اليمن طفرة في عمل المنظمات غير الحكومية، حيث سمح بتشكيل الجمعيات والنقابات، فتمكّنت منظمات المجتمع المدني من العمل وعلى نطاق أوسع من محافظات الجمهورية.. وقد شهد اليمن زيادة في هذه المنظمات في السنوات الأخيرة، حيث تظهر الأرقام نموًا سريعًا فيوجد حاليًا أكثر من 8300 منظمة مسجلة في البلاد، نحو ربعها نشأ بعد بدء الفترة الانتقالية في اليمن عام 2011، فضلًا عن عدد كبير من المنظمات والشبكات غير الرسمية، ويعكس نشاط هذه المنظمات تقليدا طويلًا من التضامن المجتمعي في اليمن، حيث لمنظمات المجتمع المدني القدرة على تعبئة الشباب والمتطوعين داخل المجتمع المحلي، وهذا من أكثر الموارد غير المستغلة في اليمن، مايخلق فرصة فريدة للحكومة لبناء شراكات مبتكرة في مجال التنمية وقنوات ليُعبّر المواطنون من خلالها عن آرائهم".

ورأت إن أول نشاط لمنظمات المجتمع المدني في اليمن بدأ من ثلاثينات القرن الماضي، ارتبط هذا النشاط بعدد من المجالات ذات الصلة بالعمل الطوعي والمجتمعي والأعمال الإنسانية المختلفة ولم يختلف هذا الحضور للمنظمات سواءً في المدينة أو الريف بل اتسعت تجربة عمل المنظمات ووصلت إلى يومنا هذا لتكون تجربة ملهمة لتفعيل قدرات وملكات وإمكانيات أفراد المجتمع، فكانت هناك تجارب كبيرة يحتذى بها ولم تكن الظروف السياسية في اليمن مساعدة لإبراز هذه التجربة بطريقة أكثر أداءً ومهنية.

 

استخدمت غالب المنهج الوصفي التحليلي بهدف التوصل إلى وصف علمي دقيق ومتكامل للظاهرة، كما استعانت الكاتبة أيضًا بالمنهج المسحي والذي يمثل جهدًا علميًا منظمًا، مستهدفة أولا التعرف على مفهوم وسائل التواصل الاجتماعي ودورها. ثانيا إلقاء الضوء على الدور الذي تلعبه وسائل التواصل في العمل الطوعي. ثالثا التعرف على مدى فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي داخل منظمات المجتمع المدني. رابعا التعرف على إمكانية أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي إعلامًا بديلًا لمنظمات المجتمع المدني. وأخيرا اكتشاف الأساليب التي تستخدمها وسائل التواصل الاجتماعي في العمل الطوعي.

 

أظهرت غالب أن المتغيرات الديموغرافية والتي تتعلق بالجنس في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي النسبة 56.9% للذكور مقابل نسبة 43.1% للإناث. وقالت "يشير المتغير الديموغرافي فئة العاملين في منظمات المجتمع المدني باليمن ـ متغير العمر ـ أن الفئة العمرية من 20-30 ومن 31-40 تتواجد بنسبة 39.3% وهذا يدل أن هذه الفئة العمرية هي الأكثر تواجدًا للعمل داخل منظمات المجتمع المدني وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي داخل المنظمة. يوضح هذا المتغير الديموغرافي المتعلق بالحالة الاجتماعية لفئة العاملين في منظمات المجتمع المدني باليمن إلى أن أكبر نسبة من العاملين هي للمتزوجين حيث ظهرت بنسبة 64.1%، تليها بنسبة 32.4% لفئة "أعزب"، وقد تعتبر هاتان الفئتان هما الأكثر استقرارًا في العمل داخل منظمات المجتمع المدني والأكثر مرونة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والتعاطي مع تعزيز قيم العمل الطوعي.

 

وبينت أن نسبة 69.1% لمن يمتلكون مؤهلًا جامعيًا بالنسبة للمتغير الديموغرافي الخاص بالتعليم للعاملين في منظمات المجتمع المدني، بينما جاء مؤهل التعليم العالي والدراسات العليا بنسبة 18.3%، وهما المؤهلان الأكثر تواجدًا في منظمات المجتمع المدني باليمن.

 

وأضافت "بالنسبة لنوع منظمات المجتمع المدني باليمن من 2017-2020، كشفت الدراسة أن نسبة 55.7% هي لعينة منظمات المجتمع المدني غير الحكومية، تلتها نسبة 32.8% للمنظمات الطوعية، وقد تزايدت أعداد المنظمات غير الحكومية والطوعية بشكل كبير في العشرة الأعوام الماضية بصورة لافتة ما يؤكد أن هناك تعاطيًا كبيرًا مع قيم العمل الطوعي قد تكون عززتها وسائل التواصل الاجتماعي. وفيما يتعلق باستخدام المنظمات لوسائل التواصل في تواصلها مع الجمهور الداخلي والخارجي تظهر الدراسة في هذا الكتاب أن نسبة 84% يؤكدون استخدام المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي.

 

وتشير نتائج دراسة غالب إلى أن عدد سنوات العمل الطوعي للمنظمات بين 1-5 سنوات ظهرت بنسبة 34.7% وهذا يؤكد أن أعداد منظمات المجتمع المدني زادت خلال سنوات الحرب والصراع في اليمن بهدف ممارسة الأعمال الطوعية. توضح فيما يتعلق بالمتوسط الزمني اليومي لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل المنظمات أن نسبة 42.4% يستخدمون وسائل التواصل من ساعتين لأكثر، ونسبة 39.3% تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بين ساعة إلى أقل من ساعتين مؤكدةً ما تشكله وسائل التواصل من استغراق في الاهتمام والعمل عليها بشكل لافت داخل منظمات المجتمع المدني. فيما يتعلق بأكثر أنواع وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا داخل منظمات المجتمع المدني اليمني يأتي في المرتبة الأولى "الفيس بوك" وذلك بنسبة 79.0%، ومن بعده "الواتساب" بنسبة مقاربة 78.6%، ويمكن تفسير ذلك بأنهما أصبحتا الوسيلتين الأكثر انتشارًا لدى منظمات المجتمع المدني في اليمن، بينما يأتي بعدهما في نسبة الاستخدام "التويتر" بنسبة 24.8%، ثم " اليوتيوب" بنسبة 22.9% وهذا دليل أيضًا على تقارب اهتمام منظمات المجتمع المدني بنفس وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وتكشف نتائج الدراسة المتعلق باللغة التي تعتمد عليها المنظمات في نقل ونشر أنشطتها الطوعية أن نسبة 55.3% تستخدم اللغة العربية بينما نسبة 40.1% تستخدم اللغة العربية بجانب الإنجليزية، التي تعتبرها الكاتبة من النقاط الملحة للتطوير والتي يبنى عليها العمل على وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة أكثر احترافية تسهم في التوصل إلى نتائج مهمة في توسيع رقعة التعريف بالعمل الطوعي الذي تعمل عليه المنظمات. كما أن نسبة متابعة منظمات المجتمع المدني لقضايا العمل الطوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصل إلى35.1% بشكل "دائم"، ونسبة 30.9% بشكل "كثير"، ونسبة 26.7% تتابع قضايا العمل الطوعي "أحيانًا"، يحقق ذلك إسهامًا في تفاعل المنظمات مع قضايا العمل الطوعي.

أما النتائج المتعلقة بنوع الرسالة التي تقوم المنظمة بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتشير إلى أن الصورة والنص هو النوع الأكثر استخدامًا بنسبة 91.2%، بينما تتفاوت النسب الباقية لنوع الرسالة بين 49.6% و48.1%للفيديو، والفيديو مع التعليق على التوالي، بمعنى أن قرب النتائج ربما يوضح أيضًا أن هناك استخدامًا متقاربًا بين الفيديو والتعليق، كما تشير إلى أن نسبة30.5% ونسبة 29.0%أيضًا هي نسبة متقاربة لاستخدام المنظمات لنوعي الهاشتاج، والنص بدون الصورة.

 

وتؤكد غالب أن ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من محتوى له صلة مباشرة بالمساعدات الإنسانية بنسبة 88.2%، والنصائح والتوجيهات بنسبة 58.4%، والتوعية من الأمراض بنسبة 57.6%، والشكر والعرفان بنسبة 46.2%، وحملات النظافة بنسبة 37.0%، والمناشدات الحقوقية بنسبة 35.9%، والتعازي بنسبة 33.2%. فيما يتعلق بأهداف النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن التوعية أخذت المرتبة الأولى بنسبة 84.4%، وفي المرتبة الثانية الإعلان كهدف للنشر بنسبة 68.7%، تلاه التوجيه والإرشاد بنسبة 65.6%.

 

وتلفت غالب إلى أن المعوقات التي تواجه إدارة المنظمة أثناء العمل الطوعي معوقات سياسية بنسبة 66.4%، بينما تأتي نسبة 38.5 لمعوقات اجتماعية تقف أمام العمل الطوعي في منظمات المجتمع المدني، وتأتي بنسبة مقاربة لها معوقات تقنية تصل نسبتها حسب نتائج الدراسة إلى 29.8%، فيما تقف أيضًا بالقرب منها نسبة 22.1% لمعوقات إدارية خاصة بالمنظمة، تأتي بعدها معوقات إعلامية تصل نسبتها إلى 21.8% وهذا التقارب الكبير يوضح ترابط الجانب الإداري للمنظمة مع استراتيجيتها الإعلامية في العمل الطوعي داخل المنظمة.

 

وتوضح أن فوائد وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العمل الطوعي داخل منظمات المجتمع المدني جاءت بنسبة 71.4% لفائدة "تعرف أفراد المجتمع على الجديد في مجال العمل الطوعي"، تلتها فائدة "المساعدة في تثقيف المجتمع بأهمية العمل الطوعي داخل المنظمات "بنسبة 67.9%، ثم بنسبة مقاربة لها جدًا وصلت إلى 67.6%، جاءت فائدة "تشجيع أفراد المجتمع على ممارسة العمل الطوعي داخل المنظمات"، وبنسبة مقاربة أيضًا وصلت إلى 67.2% كانت فائدة "التعرف على مشكلات يعاني منها المجتمع"، وجاءت نسبة 44.3 % لفائدة "توضيح المفاهيم المرتبطة بالعمل الطوعي".

 

وترى غالب بخصوص معوقات العمل الطوعي داخل منظمات المجتمع المدني عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن المعوق "ضعف الحوافز المعنوية والتشجيعية للمشاركة في العمل الطوعي" جاء في المرتبة الأولى بنسبة موافقة إلى حد ما بلغت 50.0%، وموافقة بشدة بلغت 39.7%، وجاء في المرتبة الثانية معوق "ضعف كفاية التدريب على استخدام وسائل التواصل في العمل الطوعي" بنسبة موافقة "إلى حد ما" بلغت 52.7% وموافقة شديدة وصلت 35.1%، وبنفس الرتبة جاء معوق "ضعف الوعي بالعمل الطوعي مفهومه وأهميته وأشكاله" بنسبة 55.3% لـ "موافق إلى حد ما"ونسبة 32.4% لـ "موافق بشدة"، ثم في الرتبة الثالثة كان معوق "ضعف ثقة الأفراد بالمعلومات الواردة بوسائل التواصل الاجتماعي" بنسبة موافقة "إلى حد ما" بلغت 60.7% ونسبة موافقة بشدة بلغت 26.3%، وجاء في نفس الرتبة معوق "ضعف مستوى قناعة الأفراد بأهمية العمل الطوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي" بنسبة 55.7% لـ "موافق إلى حد ما" ونسبة 29.8% لـ "موافق بشدة"، وجاء في الرتبة الرابعة معوق "ضعف تفاعل الأفراد مع وسائل التواصل الاجتماعي" بنسبة 53.8% للموافقة إلى حد ما ونسبة 27.5% للموافقة بشدة.