(التقرير لا يزيد عن 400 كلمة) .........." هل كان عبد الناصر إخوانيا؟" كتاب يكشف علاقة الزعيم بالبنا
تساؤلات كثيرة تدور حول شخص " عبد الناصر " وعلاقته بجماعة الاخوان وحقيقة إنضمامه إليها يجيب عنها المؤلف ثروت الخرباوى فى كتاب جديد من إصدارات " كتاب اليوم " بعنوان " هل كان عبد الناصر اخوانياً " ؟ حيث إعتمد المؤلف على إخضاع الأمر للدراسة والتحليل والموضوعية ليؤكد على إبتعاده عن الذاتية والشخصنة حتى لا تتوه الحقيقة نتيجة أمريين أولهما غياب الوثائق ونقص المصادر.
يتحدث الخرباوى عن شروط العضوية فى الاخوان ومفاهيم تلك العضوية التى لها الكثير من الأشكال المختلفة , ومن هو الذى يعتبره الاخوان عضواً ومن الذى لا يعتبرونه كذلك حتى ولو ظن هو أنه أقسم أيمانا مغلظة أنه من الاخوان .
ويؤكد المؤلف فى حديثه عن " عبد الناصر " من خلال الأستاذ أحمد إبراهيم أبو غالى على أن " عبد الناصر " فى أحد مراحل حكمه للبلاد كان صديقاً للاخوان ولم يكن عضواً فى جماعة الاخوان المسلمون وهناك فرق بين مفهوم الصداقة ومفهوم العضوية .
ينتقل المؤلف للحديث عن محمد علوان القطب الوفدى الكبير والذى كان رأيه فى" عبد الناصر " مختلفاً عن كثير من الوفديين حيث كان يرى أن " عبد الناصر " كان متديناً إلى حد الخشوع يؤمن بالعروبة والمفاهيم القومية هذه المفاهيم تتنافى مع أفكار حسن البنا وجماعته وأظنها كانت حداً فاصلاً بينه وبين الجماعة ويوضح الخرباوى أن الإلتحاق بالجماعة كان من خلال الانتماء بأسرة اخوانية وقد أقر حسن البنا نظام الأسر فى الاخوان فى نهايات عام 1942 وهى الفترة التى قيل أن " عبد الناصر " دخل فيها التنظيم الاخوان فإذا كان " عبد الناصر " عضواً تنظيمياً لدرجة أن يقسم قسم البيعة وهى مرتبة عالية , فمن هم الذين كانوا معه فى أسرته آنذاك ؟ هل أجاب على هذا السؤال أحد من المؤرخين ؟ الحقيقة أن أحداً لم يتطرق إلى هذا الأمرعلى الإطلاق ومن ثم لم يتم بحثه .
يتحدث الخرباوى عن الشهود الذين قالو أن " عبد الناصر " كان اخوانياً أقسم لهم قسم البيعة والخضوع وأولئك الذين لم يدخل الاخوان أصلاً و منهم خالد محيى الدين عضو مجلس قيادة الثورة ورفيق " عبد الناصر " لفترات قبل الثورة الذى أكد فى كتابه " الان أتكلم " أنه فى عام 1944 عرفنى الضابط الاخوانى عبد المنعم عبد الرؤوف بـ"عبد الناصر "ثم محمود لبيب كضابطين من الاخوان ثم قمنا بتشكيل مجموعة من العسكريين الاخوان ولكن لم نكن جميعاً من أصحاب الولاءات للاخوان فمنا من كان من الاخوان تماماً ومنا من كان مجرد ضباط يبحثون عن طريق وكان " عبد الناصر "يقول لى أن الاخوان يريدون استغلال الضباط وليست لهم أهداف وطنية وظل عبد الناصر مصراً على ظنه بهم ويجزم سامى شرف سكرتير " عبد الناصر " أنه لم ينضم يوماً للاخوان ولكنه لا ينكر تعامله معهم وأن الأمر كان مجرد تحالف سياسى بينه وبينهم .كما يؤكد ثروت عكاشة عضو تنظيم الضباط الاحرار على عدم انضمام " عبد الناصر " للاخوان ولكنه تعاون معهم فقط ثم أنشأ تنظيم الضباط الأحرار وضم إليه عبد المنعم عبد الرؤوف ثم طرده من التنظيم عندما أصرعلى ضم الضباط الأحرار للاخوان .
ينتقل المؤلف إلى اعتراف " عبد الناصر " وهو يتحدث عن علاقته بالاخوان مع الصحفى البريطانى " دايفيد وين مورجان " الذى أكد فيه على أنه كان على إتصالات متعددة بالاخوان المسلمين رغم أنه لم يكن قط عضواً فى هذه الجماعة ويستطرد " عبد الناصر " قائلاًكان تصرف الاخوان ضرباً من التعصب الدينى وما كنت أرضى لا بإنكار عقيدتى ولا بأن تحكم بلادى طائفة متعصبة .
وفى نهاية الكتاب يضع المؤلف وثيقة ختامية عن طبيعة القسم الذى أقسمه " عبد الناصر " مع حسن البنا تلك الوثيقة التى نتحدث عن أن "عبد الناصر"أقسم للاخوان قسم التحالف بين تنظيم الاخوان وتنظيم الضباط الأحرار, لم تكن هناك بيعة ولم يكن هناك إندماج بل كان هناك تحالف وهذا التحالف إنهار بعد مقتل حسن البنا وطرد عبد المنعم عبد الرؤوف من تنظيم الضباط الأحرار وعندما أراد عبد الرؤوف أن يعاود الكرة ويضم التنظيم للاخوان رفض الضباط وأخرجوه من تنظيمهم هذههى الحقيقة .. والحقيقة كانت بسيطة وسهلة الفهم ولكنالمشكلة كانتفى العثور عليها.