حصاد «البحوث الإسلامية» 2022.. اهتمام واسع بقضايا البيئة ومواجهة التطرف والتوعية بقضايا الأسرة
أسهم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، خلال العام الجاري 2022، بدور مهم في التوعية بمخاطر التغيرات المناخية؛ انطلاقًا من توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بتوجيه قطاعات الأزهر لدعم الاستراتيجيات الوطنية في جميع المجالات.
ونفذ المجمع - بحسب تقرير حصاده السنوي لعام 2022 - مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي استهدفت نشر الوعي المناخي لكل مصري بغية الإسهام في الحد من تأثير المناخ، وخلق بيئة مستدامة، وتقديم رؤية أزهرية شرعية علمية لمواجهة التغيرات المناخية بطريقة تكاملية تحقق رؤية الدولة واستراتيجيتها الوطنية من خلال تكاتف الإنسانية والمجتمعات بطريقة أكثر تناغما لتقديم حلول ابتكارية لمواجهة التغيرات المناخية، وتمكين الأفراد في المجتمعات لإحداث تغيير طويل الأمد ودائم من خلال محو الأمية المناخية، وتطوير دعاة أقوياء وخلق روح المواطنة البيئية بشكل واسع لديهم، ونشر مفاهيم تغير المناخ بهدف دمج المواطن في أساليب المواجهة.
وعلى مستوى المبادرات المجتمعية، أطلق المجمع مبادرة بعنوان: «مناخنا حياتنا»، بالتعاون مع وزارة البيئة لنشر الوعي المناخي، والإسهام في الحد من تأثير المناخ والسعي في الرجوع إلى بيئة صالحة للحياة وذلك تجاوبا مع توجيهات القيادة السياسية بضرورة تضافر المؤسسات وتكاملها للقيام بما ينبغي تنفيذه؛ من أجل رؤية موحدة إيجابية تتعلق بقضايا الواقع ومشكلات المجتمع، وتنفيذا لتوجيهات فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بضرورة الاشتباك مع قضايا الواقع بكل أبعاده، والعمل على إيجاد حلول واقعية من خلال عدة محاور تنفيذية متنوعة.
وفي هذا الإطار؛ عقد وعاظ وواعظات الأزهر الشريف 180 ألفا و957 لقاءً توعويا بالمساجد، وقصور الثقافة، والأندية ، ومراكز الشرطة، ومراكز الشباب، والمدارس والمعاهد والجامعات في مختلف محافظات الجمهورية؛ لإلقاء الضوء على مخاطر التغيرات المناخية وآثارها السلبية من الناحية العلمية، ونظرة الشريعة الإسلامية إلى هذه الظاهرة التي تهدِّد المجتمعات، كما أطلق مجمع البحوث الإسلامية نحو 15 قافلة توعوية للحديث عن التغيرات المناخية في قرى الجمهورية ومدنها ومحافظاتها استهدفت رفع وعي أفراد المجتمع بالتغيرات المناخية، وضرورة الحفاظ على البيئة بكل مكوناتها استنادا إلى منهج الإسلام في هذا الصدد، ودعوة نصوصه لدفع الضرر ونبذ كل السلوكيات السلبية.
وبشأن دور المؤسسات الدينية والعلمية ومؤسسات المجتمع المدني في مواجهة قضية التغيرات المناخية، والتغلب على ما يترتب عليها من آثار شارك المجمع في كثير من المؤتمرات والفعاليات المتعلقة بهذه القضية، ومنها مؤتمر جامعة سوهاج بالتعاون مع مركز الفلك الشرعي بمجمع البحوث الإسلامية، ومؤتمر «الاستراتيجيات العربية للحدِّ من مخاطر التغيُّرات المناخية» الذي عقدته المؤسسة المصرية العربية للاستثمار والابتكار والتنمية الصناعية بمشاركة المجمع، والمشاركة في إعلان مدينة الخارجة بالوادي الجديد مدينة خضراء صديقة للبيئة والمناخ، هذا بالإضافة إلى تنظيم أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، لبرنامج تدريبي عن التغيرات المناخية وأثرها، وذلك لوعاظ الأزهر وواعظاته.
وبشأن التوعية بقضايا الأسرة أسهم مجمع البحوث الإسلامية بدور مهم في هذا الإطار، وذلك انطلاقا من توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بتوجيه قطاعات الأزهر لدعم الاستراتيجيات الوطنية في المجالات كافة، واهتمام المجمع بالقضايا التي تؤرق المجتمع المصري، واستجابة لاستراتيجية الدولة المصرية في نشر الوعي المجتمعي وتقرير الاستقرار الأسري.
ونفذ المجمع خلال العام الجاري مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي استهدفت قضايا الأسرة والطفل، هذه القضايا التي أولاها الإسلام المزيد من العناية حيث يتضح ذلك بجلاء من خلال الوقوف على أهداف الأسرة، ومراحل تكوينها، وذلك بالتأكيد على المعالجة العلمية والحلول البحثية تجاه القضايا المجتمعية، واستجابة لحاجة المجتمع إلى مثل هذه الفعاليات المهمة التي تمثل نتائجها طريقًا للوصول إلى مجتمع مستقر ينعم بالسلام بين جميع أفراده.
وعلى مستوى المبادرات المجتمعية، أطلق مجمع البحوث الإسلامية مبادرة موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج في محافظات الجمهورية بعنوان: «لتسكنوا إليها» لتحقيق مجموعة من الأهداف التي تقضي على العادات السيئة والمتبعة في الزواج، أملا في تيسير الأمور المتعلقة به، ومواجهة المغالاة في تكاليفه خاصة في مثل هذه الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع؛ حيث اشتملت المبادرة على عدة مراحل بدءا من فترة الخطبة، ثم مرحلة الإعداد للزواج، وأثناء الزواج.
وفي هذا الإطار عقد وعاظ الأزهر الشريف وواعظاته 53 ألفا و73 لقاء توعويا بالمساجد، وقصور الثقافة، والأندية، ومراكز الشرطة، ومراكز الشباب، والمدارس والمعاهد والجامعات في مختلف محافظات الجمهورية؛ ناقشوا من خلالها مجموعة محاور مهمة من أبرزها أهمية الأسرة ومكانتها في الإسلام، وأسباب الطلاق وسبل مواجهتها للحفاظ على الأسرة، و وسائل حماية الأسرة في الإسلام، والتربية الإيجابية ونظرة الإسلام إلى التنشئة والتربية السليمة.
وفيما يتعلق بالقوافل المخصصة لهذا الشأن أطلق المجمع نحو 13 قافلة دعوية استهدفت العمل على إيجاد حلول للمشكلات الأسرية المتنوعة التي تهدد استقرار الأسرة المكون الرئيس للمجتمع وبقدر تماسكها وترابطها يكون المجتمع قويا، خاصة في توقيت تعاني فيه الأسرة بعضًا من المشكلات والعقبات التي تحتاج إلى تكاتف جماعي للمؤسسات والهيئات بل والأفراد لمواجهتها.
فيما نظمت أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، نحو 45 برنامجا تدريبيا في إعداد المدربين لتأهيل المقبلين على الزواج، وإعداد وتأهيل المصلح الأسري؛ حيث بلغ عدد المتدربين نحو 1285 متدربا.
وفيما يتعلق بالتوعية بقضايا الهوية الوطنية والتعايش السلمي؛ نفذ مجمع البحوث الإسلامية خلال العام الجاري مجموعةً من الأنشطة والفعاليات التي استهدفت التوعية بقضايا الهُويَّة الوطنية والتعايش المشترك بين الجميع؛ من خلال مجموعة من حملات التوعية الشاملة والقوافل الدعوية، وما اشتملت عليه من محاور تسهم في دعم المفاهيم المرتبطة بتلك القضية المهمة، وذلك بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وفي هذا الإطار عقد وعاظ الأزهر الشريف وواعظاته نحو 49 ألفا و404 لقاءات توعوية ناقشوا خلالها مجموعة محاور مهمة، أبرزها الانتماء، وقبول الآخر، والعيش المشترك، والعمل الجماعي، والحفاظ على اللغة العربية، والحضارة والبناء، والأخوة الإنسانية، وغيرها من المفاهيم التي تحقق الأمن والاستقرار المجتمعي، وتسهم في الحفاظ على الحضارة كما تعزز من القدرة على البناء.
وفي إطار تأكيد دور المؤسسات الدينية والعلمية ومؤسسات المجتمع المدني في التوعية المجتمعية الشاملة؛ شارك المجمع في كثير من الفعاليات المتعلقة بقضايا تنمية الوعي المجتمعي تجاه الانحرافات الفكرية والسلوكية، و(الشباب وبناء قِيَم المستقبل)، و(التحصين الفكري للمجتمع وتعزيز الانتماء الوطني)، وغيرها إلى جانب دور مجلة الأزهر الشريف في التوعية بالقضايا المجتمعية من خلال أبواب المجلة، إضافة إلى إصدارات السلسلة العلمية للمجمع، التي تؤكد هذه المفاهيم بمعالجة علمية تناسب كثيرا من الفئات والشرائح المجتمعية.
حصاد الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء خلال العام 2022م
أما عن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خلال عام 2022 فقد بذلت جهودا كبيرة في تفنيد الفكر المتطرف والمتشدد، والرد على الشبهات المثارة حول الإسلام الحنيف، ومعالجة الظواهر الفكريَّة الدخيلة التي تستهدف العبث بعقول الشباب والنشء، وقد تنوعت الأعمال التي تقوم بها الأمانة العامة للهيئة، وشملت العديد من الجهود والفعاليات ، حيث عقدت الهيئة عددًا كبيرًا من الملتقيات العلمية وصلت لـ 12 ملتقى علميا، ناقشت من خلاله العديد من القضايا المهمة التي تشغل بال المهتمين بالفكر الديني والدعوي، كما أصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء مجموعة متنوعة من الإصدارات وعددها 55 إصدارا علميا، تناولت فيها فنونًا مختلفة من العلوم، شملت الجوانب العقديَّة والفلسفيَّة والفقهيَّة والتاريخيَّة والعربيَّة.
وفي مجال المشاريع العلمية والأبحاث المحكمة فقد نفذت الهيئة 3 مشاريع علمية للجنة السُنة من أهمها ( قضايا المرأة في السنة النبوية شبهات وردود - الشروح الحديثية بمجلة الأزهر)، ومشروعين للجنة التفسير من أهمها (التفسير الوجيز للقرآن الكريم) و 4 مشاريع علمية للجنة التاريخ منها(الجهود الحضارية للأشاعرة عبر العصور- موسوعة التعايش ) فضلا عن 2 مشروع علمي للجنة العقيدة منها (القراءات الحدثية لنصوص الوحي.. عرض ونقد - العقيدة الإسلامية كما جاء بها القرآن الكريم .. دراسة وتحقيق). و 223 بحثا علميا محكما حيث تقوم الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بمهمة تحكيم الأبحاث لكل قطاعات الأزهر وذلك بالتنسيق مع أعضاء هيئة كبار العلماء، والحكم عليها من حيث الصلاحية العلمية من عدمها، وبلغ عدد الأبحاث المحكمة 223 بحثا علميا.
ولم تغفل هيئة كبار العلماء مخاطبة الجمهور بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وفتح مجال التواصل مع الشباب من خلال تدشين موقع إلكتروني علمي وثائقي لهيئة كبار العلماء على بوابة الأزهر، وكذلك مكتبة إصدارات إلكترونية تضم 45 إصدارا إلكترونيا ضمن خطة الهيئة للمكتبة الإلكترونية، وتدشين نظام حفظ إلكتروني لملفات أعلام الهيئة والتحول من الحفظ والأرشفة الورقية إلى نظام حفظ مميكن يضمن سلامة الوثائق ويضمن الحفاظ عليها من التلف، بالإضافة إلى إنتاج 15 فيلما وثائقيا عن أعلام الهيئة القدامى في الفترة من 1911م حتى 1961م.