رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الأفضل» فاز بالرهان!!

27-12-2022 | 19:24


د. هبة سعد الدين,

يعرفون جيداً كيف يصيبون عدة أهداف بضربة واحدة، قد تتأخر أو تحتاج إلى استعدادات خاصة أو تحيط بها ظلال لكنها ستحقق حتماً كاتريد ؛ هكذا جاء فيلم «توب جن: مافريك» لتوم كروز وكتيبة ضخمة من النجوم منهم ميليس تيلر، جنيفر كونيللي، مونيكا باربارة، وفال كيلمر؛ كعاصفة اجتاحت دور العرض بعد ست وثلاثين سنة من عرض جزئه الأولى «توب جن» 1986 الذي حقق أيضاً نجاحاً غير متوقع؛ ليحطم كل الأقاويل والآراء التي ظنها البعض لن تتغير ويحتل المركز الأول لقائمة الأفلام الأعلى إيرادا حول العالم، بأكثر من مليار ونصف دولار!!!

انتظر الفيلم حبيساً أكثر من عامين؛ بعد ظهور الوحش «كورونا» الذي عصف بكل شيء؛ ومن ضحاياه صناع السينما الذين خسروا الكثير؛ لكنه وحده "مافريك" الذي لم يستجب كغيره ويرضى بالعرض في المنصات الإلكترونية أو عدد محدود من السينمات؛ بل قرر الانتظار حتى زوال العاصفة وفاز بكافة الرهانات، وأولها: الإنتاج الضخم الذي لجأ إلى الأساليب التكنولوجية المعتادة بصورة محدودة ولم يستعن بقدرتها اللامتناهية على جعل المحال واقعاً بأقصر الطرق وأقلها إِنْفَاقًا ، وتجاهل الطرق المعتادة وسار في الماراثون الخاص به ليستعين بطائرات حقيقية، وأصر على إخضاع الممثلين لتدريبات شاقة يخوضها الطيارون الحقيقيون وجعلهم يتعرضون لضغط جاذبية يتجاوز ثمانية أمثال الجاذبية الأرضية ويخضعون لتمارين تحت الماء؛ ليصنع ملحمة بصرية انتصرت على كافة التحديات.

لم لا يكون الأفضل اسماً وواقعاً وقد تحمل أن يتجاوز كافة الطرق التي اعتادها الجميع، ومزج بين حنين من شاهد الفيلم الأول وصنع أسطورته الخاصة التي لا ترضى بدور العرض بديلا.

لم يكتفِ النجم العالمي توم كروز المشارك في الإنتاج في ذات الوقت بالحالة الملحمية لفيلمه؛ بل صنع حالة ترويجية ساهمت في الوصول إلى المركز الأول، ليصل بطائرة هليكوبتر إلى مهرجان كان السينمائي ثم عرض الفيلم ملكياً في لندن قبل طرحه في دور العرض؛ لتتوالى الخطوات التي تجعل من الصعوبة تجاوز ما حققه، وليصبح منطقياً الإقبال على شراء الملايين "بدلة" مافريك وكافة الأشياء الخاصة التي ظهر بها؛ ليظل عالم "مافريك" وتفاصيله محل تساؤل بدءاً من الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت وتنفيذ المشاهد والتصوير داخل كابينة الطائرة والعلاقات الإنسانية حوله ويظل السؤال كيف صنع تلك الحالة بعد كل هذه الأعوام وحافظ على بريقها وواكب التطورات وتحدى الجميع وفاز بالرهان من جديد؟؟؟