رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«جماعات المعنى والواقع الثقافي الجديد» في ثالث الجلسات البحثية بمؤتمر الأدباء

30-12-2022 | 21:01


جانب من جلسات المؤتمر

دار الهلال

عُقدت بمكتبة مصر العامة بالوادي الجديد ثالث الجلسات البحثية بعنوان «جماعات المعنى والواقع الثقافي الجديد»، ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر، في دورته 35، الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، بمحافظة الوادي الجديد، «دورة المفكر شاكر عبد الحميد»، أدار الجلسة د. عادل ضرغام، وشارك بها كل من الدكتور محمود الضبع، والدكتورة هويدا صالح.

وفي بحث بعنوان «ثقافة الميتافرس والسرد الأدبي» أوضح «الضبع» أنه طوال القرن العشرين لم يكن هناك وجود لمفردة الميتافيرس من الأساس، وأول من استخدام مصطلح الميتافيرس كان الروائي نيل ستيفنسون مؤلف الخيال العلمي في رواية بعنوان «تحطم الثلج» عام 1992، والتى بنى فيها عالما روائيا متخيلا يتفاعل فيه الناس مع بعضهم باستخدام الأفاتارات نسخة أخرى من الإنسان بأبعاد وهيئة مختلفة، وسماه الميتافيرس، ذلك العالم الافتراضي الذي سيسمح للإنسان بالدخول فيه من خلال الدمج بين مواقع وصور وكيانات من العالم الواقعى عبر التوأمة الرقمية باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد شخصياتها أفاتارية.

وتحدث « الضبع» عن السرد في الميتافيرس بتطبيقاته التى ظهرت حتى الآن في السينما أو ألعاب الفيديو التفاعلية، أو التطبيقات التكنولوجية المعتمدة التقنيات ثلاثية الأبعاد، وأنه يمكن القول إن السرد يمثل خلفية مرجعية فى كل هذه الأشكال من الميتافيرس والمتأمل لكل أشكال الواقع الافتراضي، كما طرحته تكنولوجيا الألفية الثالثة سيجد أنه يعتمد في المقام الأول على نسج سردية محبوكة العناصر، وأنه إذا تم تفريغه من هذه السردية، فإنه يفقد الحكاية، التي تفقده بدورها عالمه السحرى، ففى إنترنت الأشياء، هناك سردية كامنة تتعلق بقصة حياة الإنسان وطريقة عيشه، أو بمعنى أدق الصيغة التى يرغب أن يعيش بها.

وفى ألعاب الفيديو الإلكترونية، تقوم كل لعبة على سردية أو فكرة حكاية يتم تقديم بعض عناصرها، ويقوم اللاعب باستكمالها، وكأنه يكمل سرديته هو على نحو تفاعلي بمفهوم الأدب التفاعلي. 

وتناولت الجلسة بحثا آخر بعنوان «الثقافة الاستهلاكية ونماذج جمالية بديلة» للدكتورة هويدا صالح، قدمت به رصدا للتغيرات التي حدثت فى القيم الجمالية الأدبية، متخذة من مجال الرواية نموذجا، وأوضحت أن الرواية هي النوع الأدبى الأكثر شعبية واستهلاكا مقارنة بالشعر والقصة القصيرة والمسرح، ذلك أن ثمة قيم تتعلق بسوق النشر والقراءة أحدثت فيها الثقافة الاستهلاكية تغيرات كبرى تستحق الرصد والتأمل والتحليل منذ إطلاق دعوى زمن الرواية التى ظهرت في التسعينيات على يد الناقد جابر عصفور.

وأشارت "صالح" إلى أن الثقافة الاستهلاكية أحدثت تغيرات فى الجماليات القديمة، وأوجدت نماذج جمالية بديلة، منها تغيرات طرائق السرد فيما سمى بروايات ما بعد الحداثة، وتغيرات فى الموضوعات التي يتناولها الروائيون فيما سمى بروايات الديستوبيا وروايات المستقبل. كما أن نفس الثقافة الاستهلاكية أثرت فى الترويج لأنواع أدبية على حساب أخرى، حيث أسهمت ذات الثقافة فى ظهور ما يسمى بـ "البيست سيلر"، مشيرة إلى أن  آليات السوق التى تحكم التوزيع والتسويق، مثل الاهتمام بالروايات على حساب الأنواع الأدبية الأخرى مثل القصيدة والقصة والمسرحية. 

أعقب ذلك فتح باب المناقشة مع الحضور، وجاءت المداخلات حول المحاور والرؤى التى طرحتها الأبحاث، منها مداخلة من د. عبدالرحيم الكردى الذى ألقى الضوء على مجموعة من الرسائل الإنسانية التى تضمنتها الروايات قديما في فن المحاكاة، وقال إن الميتافرس هو عدو للقيمة الإنسانية والقيمة الحضارية للمجتمع والإنسان، أما الكاتب سيد الوكيل فعبر عن مخاوف وقلق المثقف نحو التكنولوجيا الحديثة وأثرها السلبية على المجتمع والإنسان، بدوره الكاتب أحمد الصغير قدم الشكر للجهد العلمى المشمول بالواقع، معلقا على الربط الذى قدمه د. الضبع في بحثه بين الميتافرس والسرد، مشيرا إلى أن السرد الأدبى ليس الوحيد الذى يمتلك ويعتمد على الخيال لأن العالم كله إذا فقد السرد والخيال سوف تتوقف الحياة. 

وتشهد فعاليات المؤتمر الذي يعقد برئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوي، وأمانة الباحث حمدي سليمان، والذي تنظمه الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، والإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع، عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية والإبداعية، التي يقدمها إقليم وسط الصعيد الثقافي برئاسة ضياء مكاوي بالتزامن مع جلسات المؤتمر، حيث يقيم الإقليم بواحة الداخلة وقراها معارض تشكيلية وعروضا فنية وآلات شعبية ومنفذا لإصدارات الهيئة وغيرها من الفعاليات.