أوكرانيا تعلن تضرر بنيتها التحتية بشكل غير مسبوق.. وروسيا تؤكد استهداف مجمع صناعي بكييف
أعلنت أوكرانيا وصول الأضرار التي لحقت بمرافق ومنشآت البنية التحتية للطاقة إلى مستوى غير مسبوق، فيما أكدت روسيا استهداف مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني المشاركة في إنتاج المسيرات الهجومية، التي قالت إنها "تستخدم لتنفيذ هجمات إرهابية ضدها".
وقال مدير عام شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية "أوكرإينرجو"، فلاديمير كودريتسكي، إن الأضرار التي لحقت بمرافق ومنشآت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وصلت إلى مستوى غير مسبوق.
وأضاف كودريتسكي- في تصريح، أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، اليوم الأحد - أن "مستوى الضرر لا سابقة له، من الواضح أن جزءا كبيرا من المنشآت والمواقع قد تعرض للتدمير والتلف.
وأكد أن الضرر عظيم وسيستغرق الأمر شهورا، إن لم يكن سنوات، لاستعادة عمل شبكة الكهرباء بالكامل، موضحا أنه في الوقت الحاضر تم تسجيل أضرار كبيرة في مرافق الطاقة، ولا سيما في مقاطعتي نيكولايف وخاركوف، وكذلك في مناطق من مقاطعة خيرسون التي تسيطر عليها كييف.
ولفت كودريتسكي الانتباه إلى أن الدولة يمكن أن تتعرض، ولو من الناحية النظرية، لانقطاع كامل في مجال الكهرباء والطاقة، لكنه في الممارسة العملية لا يرى احتمال حدوث ذلك.
من جهته.. قال نائب رئيس وكالة الاستخبارات الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي- في تصريح متلفز، بحسب وكالة أنباء (يوكينفورم) الأوكرانية- إن روسيا بدأت في تغيير تكتيكات الهجمات ضد أوكرانيا.
وأضاف سكيبيتسكي، أن "أوكرانيا تبذل قصارى جهدها لمنع زيادة إنتاج أي أسلحة في روسيا، وفي غضون ذلك، بدأت روسيا في دمج وتغيير تكتيكات الهجمات ضد البلاد".
وتابع: "نحن نرى تأثير العقوبات الاقتصادية على الاتحاد الروسي، إنهم يحاولون الالتفاف على العقوبات واستيراد المكونات، لكن ليس من السهل القيام بذلك، أولا نجمع مثل هذه المعلومات ونشاركها مع شركائنا".
وأوضح أن العجز الروسي اليوم مرتبط بصواريخ إسكندر الباليستية ومخزونات كاليبرس، كما أن صواريخ (كروز -555) الجوية آخذة في التناقص.
ولفت إلى أنه "في الوقت نفسه لا تتوقف روسيا عن إنتاج الصواريخ لكن ليس بالضخامة"، قائلا: "إننا نجد الآن حطامًا من الصواريخ المصنوعة في الربع الرابع من عام 2022، حيث يتم إنتاجها وتسليمها على الفور للقوات لقصفها".
وأشار إلى أن روسيا بدأت تواجه نقصًا في أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، مضيفا أنها "جلبت كميات كبيرة من بيلاروسيا ويعملون بنشاط كبير مع دول أخرى للعثور على مخزون".
وأضاف سكيبيتسكي أن "مديرية الاستخبارات الأوكرانية تعمل أيضا على الحصول على معلومات من روسيا، من أجل فضح خططها في الوقت المناسب لتحذير الدولة وقيادتها العسكرية حتى يكون رد أوكرانيا مناسبًا".
في المقابل.. أفادت وزارة الدفاع الروسية- في بيان، أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية- بأن قواتها ضربت، أمس /السبت/، مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني المشاركة في إنتاج المسيرات الهجومية، التي تستخدم لتنفيذ هجمات إرهابية ضد روسيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيجور كوناشينكوف "إن الضربات التي قامت بها القوات الروسية نفذت بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى تطلق من الجو، استهدفت أيضا مواقع لتخزين وإطلاق تلك المسيرات"، مشيرا إلى أن هدف الضربة قد تم تحقيقه، وأحبطت خطط كييف لشن هجمات إرهابية على روسيا في وقت قريب جدا.
وأضاف كوناشينكوف أنه تم القضاء على أكثر من 40 عسكريا أوكرانيا على محور كوبيانسك (شمال لوجانسك)، وتحييد أكثر من 150 عسكريا أوكرانيا بين قتيل وجريح على محور كراسني ليمان (شمال دونيتسك).
وتابع أنه تم القضاء على أكثر من 50 عسكريا أوكرانيا بإحباط محاولات العدو لاستعادة بلدة دوروجنياتكا، مشيرا إلى أن القوات الروسية تمكنت من تدمير 6 مجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية في زابوروجيه ودونيتسك، وإصابة 68 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق نار وقوات ومعدات عسكرية في 102 منطقة، وتمكنت أيضا من تدمير رادار مضاد للبطارية (AN / TPQ-50) أمريكي الصنع في دونيتسك ومستودع ذخيرة للمدفعية في زابوروجيه.
ونوه إلى أن القوات الروسية تواصل التقدم على محور دونيتسك، وقضت على أكثر من 110 عسكريين أوكرانيين وسط استمرار العمليات الهجومية، ودمرت مدفعي ذاتيي الدفع من طراز "كراب" بولندي الصنع، ومستودعا للذخيرة المدفعية في مقاطعة زابوروجيا، وأسقطت مروحية هجومية أوكرانية من طراز "مي 8"، و15 طائرة بدون طيار في مناطق متفرقة، واعترضت 7 قذائف من راجمات الصواريخ هيمارس.
يشار إلى أن إجمالي ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة بلغ 355 طائرة، و199 مروحية، و2779 طائرة بدون طيار، و399 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و7350 دبابة ومدرعة أخرى، و957 راجمة صواريخ، و3756 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و7859 مركبة عسكرية خاصة.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا بدأت منذ 24 فبراير 2022 عملية عسكرية خاصة في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا، في أعقاب طلب إقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك "رسميا دعم موسكو التي اعترفت بكل منهما "جمهورية مستقلة" ودخلت في مواجهات عسكرية مع الجيش والقوات الأوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة 30 سبتمبر2022، في كلمة ألقاها بالكرملين أمام المئات من كبار السياسيين الروس، عن ضم أربع مناطق شرقي أوكرانيا هي: لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، بعد "استفتاءات" رفضت نتيجتها كييف وعواصم الدول الغربية، والأمم المتحدة التي قال أمينها العام: إن "الضمّ يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وما يمثّله المجتمع الدولي".