رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الجارديان: معاناة المرأة الأفغانية تتفاقم في ظل حكم طالبان

3-1-2023 | 10:01


المرأة الأفغانية

دار الهلال

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية في مقال افتتتاحي أن معاناة المرأة في أفغانستان تتزايد على نحو مضطرد في ظل حكم حركة طالبان، مشيرةً إلى أن الموقف الأمني في تراجع مستمر إلى جانب تفاقم الأزمة الاقتصادية التي طالت كل أبناء الشعب الأفغاني تقريباً في الوقت الذي تنشغل فيه سلطات طالبان بفرض عقوبات على المرأة في أفغانستان والتي تمثل تقريباً نصف عدد السكان هناك.

وتضيف الصحيفة أن فرض العقوبات من جانب حركة طالبان على المرأة في أفغانستان لم يعد يتعلق فقط بقضية حقوق الإنسان ولكنه بات مسألة حياة أو موت إذ أنه لم يصبح مجرد إجراء قاسي أو عنيف ضد المرأة ولكنه أصبح إجراءً مميتاً وقاتلاً.

وتوضح الصحيفة أن مواقف حركة طالبان المتشددة تجاه المرأة تأتي في وقت يعاني فيه ما يقرب من 97 بالمائة من سكان أفغانستان من الفقر المدقع ويترنح فيه الاقتصاد بسبب الإنهاك الشديد بحيث أصبح ما يقرب من ثلثي السكان في أشد الحاجة إلى مساعدات إنسانية ويواجه ما يقرب من 20 مليون شخصاً في أفغانستان خطر الموت جوعاً مما دفع بعض الأهالي إلى بيع أعضاء من أجسادهم لكي يجدوا ما يطعمون به أولادهم.

وتشير الصحيفة إلى أن قرار حركة طالبان بمنع المرأة الأفغانية من العمل لدى منظمات الإغاثة الدولية غير الحكومية يعني حرمان العديد من الأسر في البلاد من مصدر حيوي وهام ليس فقط للدخل ولكن بالأحرى لاستمرارها على قيد الحياة.

وتتناول الصحيفة رد فعل منظمات الإغاثة الدولية بعد ذلك القرار حيث قام العديد من تلك المنظمات بتعطيل أنشطتها الإنسانية في البلاد في الوقت الذي أوقفت فيه الأمم المتحدة العديد من البرامج الحيوية هناك بينما طالبت القوى العظمي في جميع أنحاء العالم طالبان بالعدول فوراً عن قرارها الخطير والمندفع كما أعلن العديد من مسؤلي الأمم المتحدة أن دور المرأة الأفغانية في تقديم الخدمات الإنسانية اللازمة للشعب الأفغاني هو دور لا يمكن الاستغناء عنه.

وتوضح الصحيفة أنه فضلاً عن ذلك، فإن النساء اللواتي يشملهن القرار والتي يصل عددهن إلى عشرات الآلاف هن العائلات الوحيدات لأسرهن وأن هذا القرار يعني حرمان تلك الأسر من الدخل الذي تدره عليهم تلك الوظائف لدى المنظمات الدولية وهو ما يهدد حياة تلك الأسر.

وتضيف الصحيفة أنه مما زاد الأمر سوءً أن ذلك القرار يأتي مواكباً لقرارات أخرى مشابهة اتخذتها طالبان مؤخراً بحرمان الفتيات من التعليم الجامعي والثانوي وهو ما يعني خلو الحياة العامة في أفغانستان من المعلمات والطبيبات.

وتوضح الصحيفة أنه على الرغم من الوعود البراقة التي أطلقتها حركة طالبان في أعقاب عودتها لحكم البلاد في العام قبل الماضي وتعهدها بعدم تكرار السياسات التي كانت تتبعها في فترة التسعينات، إلا أن أي من تلك الوعود لم يتحقق بل على العكس بدأت تتخذ قرارات أكثر تشدداً عن ذي قبل.

وتشير الصحيفة في ختام المقال إلى أنه إن لم تكن أولويات حركة طالبان في الوقت الراهن مرعبة ومخيفة فهي على الأقل سخيفة وغير منطقية حيث أنها تأتي في وقت تعاني فيه البلاد من أزمات طاحنة في شتى مجالات الحياة.