صدر حديثا عن مؤسسة الولاء للنشر والتوزيع أولى كتب حسام الدين محمود، الباحث في السياسات المناخية وعضو لجنة بناء القدرات بالاتفاقية الإطارية للمناخ باريس 2015، وهو كتاب «المناخ قضية القرن» والذي يتكون من ثمانية فصول رئيسية تتناول ما تم خلال نصف القرن الحالي من اتفاقيات دولية ومؤتمرات حول المناخ.
وقال الباحث حسام الدين: «تكمن رمزية الكتاب وأهميته في أن مسيرة العمل المناخي قد بدأت عام 1972 في أول للبيئة في مدينة ستوكهولم في السويد ووصولا إلى آخر قمة مناخية والتي عقدت في مدينة شرم الشيخ، فهذا الكتاب يحتوي قراءة لكل ما تم أعمال خاصة بها الأمم المتحدة أو انجازات قدمتها هي أو إحدى الدول واللجان الأعضاء بها».
وأضاف محمود في تصريحات خاصة لـ«بوابة دار الهلال»: «من أهم الأهداف هي أن يكون هناك كتاب علمي مبني على مجموعة من الأبحاث والمصادر الحقيقية لهذه المسيرة بحيث يمكن أن يطلع عليها كل المهتمين بالشأن المناخي، لأن المناخ قضية قرن مضى منه خمسون عام ويتبقى مثلهم، سوف يكون بها أبحاث كثيرة للعمل المناخي يعمل عليها الإنسان للخروج من تلك التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم أجمع، ولكي يتمكن من إيجاد ذلك المخرج يتحتم عليه الرجوع للماضي».
وتابع: «من بين الموضوعات التي تناولتها أحد في فصول الكتاب، المشروعات الخضراء والذكية التي قدمها المجتمع الدولي ومنظماته أو الأمم المتحدة نفسها، وكيفية العمل بالطاقة المتجددة، وانتاج الطاقة الشمسية وكيفية التخلص من طرق إنتاج الطاقة الغير نظيفة، ومن الممكن أن يجد العلم حلا آخر خلال السنوات القادمة».
ومن بين الموضوعات التي أفرد لها الكاتب فصلا في كتابه هي الاحتباس الحراري، قائلا إن سبب التغير المناخي هو الاحتباس الحراري والذي هو احتباس الكرة الأرضية بشيء من غاز ثاني أكسيد الكربون مما تسبب في ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، وسبب هذه الظاهرة في الأصل هي الثورة الصناعية التي قامت في أوروبا وكيف أثرت على درجة حرارة الكوكب وكيف كانت حركة التنمية في أوروبا سببا في إفساد مناخ باقي الدول عامة والنامية خاصة.
وأضاف أنه من بين الموضوعات أيضا في كتاب المناخ قضية القرن هي التصحر والهجرة المناخية والنظم الإيكيولوجيا، فقد حدث تغير كامل في شكل البيئة في إفريقيا، وهذا التأثر ظاهر على مستوى الزراعة والحيوان والمياه في إفريقيا، وصولا للمشكلة التي تلتحق بها وهي مشكلة التصحر، فهناك العديد من الدول تواجه، والذي من شأنه التسبب في نقص الغذاء، وإضافة إلى الهجرة المناخية، والتي ظهرت حديثا كمصطلح جديد، وهل أوروبا اليوم تستطيع أن تستضيف موجات هجرة من إفريقيا، وهل دول شمال إفريقيا مستعدة لإستقبال نزوح المهاجرين من جنوب القارة ووسطها.
وأشار إلى أن التغير المناخي في إفريقيا مؤثر بشكل كبير جدا، وقال لذلك تعد عملية تعويض هذه الدول هامة جدا، فهو اليوم ليس بالشكل الذي نرجوه للقارة السمراء، لكن على الأقل نحن في انتظار نقل تكنولوجيا خضراء وفتح استثمارات جديدة خضراء، بحيث يتأقلم سكان القارة مع ذلك التغير، وهذا الحل هو مكون من اتجاهين أولهما التخفيف والثاني التكيف، والمقصود بالتخفيف هو تخفيف الانبعاثات الصناعية من الدول الكبرى، مثل الصين وفرنسا وألمانيا وغيرها، وكان هناك اتفاقيات لتخلص الدول من هذا الإنبعاثات بحلول عام 2050، وبالنسبة للدول الصناعية الكبرى هي ايضا معنية بتعويض الدول التي تحتاج إلى تكيف مناخي ففي اتفاقية باريس 2015 تم توقيع تمويل بقمية 150 مليون دولار كان القصد منه أن تعوض الدول المتضررة، وهذا التمويل يشمل نقل تكنولوجيا، فالوقت لا يحتمل مزيد من التأخير، وايضا هذا الدول لا تستطيع ان تعوض ذاتها اثار لم تتسبب بها.
وكشف عن أنه خلال المؤتمرات والإتفاقيات إقرار العديد من التوصيات دخل جمعيها حيز التنفيذ، ولكن التعويض المناخي دخل بشكل نسبي، ولكن أصبح هناك اهتمام أكثر بالقضية، بسبب ما طال الدول الصناعية من تغير مناخي، فنجد حرائق غابات في الولايات المتحدة وعواصف الثلج، وايضا موجات الجفاف التي ضربت أوروبا، وبالتالي أصبح لزاما عليها أن تتحول للأخضر لكي تتفادى ارتفاع أكثر في درجة حرارة الأرض.
ومن الموضوعات ايضا قال محمود، الشباب ودورهم في حماية المناخ، وتأثير المناخ على المستوى المجتمعي، والغذاء والصحة النفسية، وكيفية التحول إلى مجتمع بيئي، وتأثير التغيرات المناخية على اقتصاديات الدول، وجهود مصر في العمل المناخي.
وعن جهود مصر في التحول للأخضر قال الباحث حسام الدين محمود، إن حجم انبعاثات مصر من الكربون 0.6% وحجم انبعاثات افريقيا بالكامل 3% ومع ذلك نحن أكثر المتأثرين بالتغييرات المناخية، وتحولنا هو نموذج للعالم، وأيضا تفاديا لتلك التغيرات، ومصر كانت لها استراتيجية قبل قمة المناخ هي الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والهدف منها هو إدراج البعد البيئي في كافة مجالات عمل الدولة المصرية.
وأشار محمود إلى المجموعة الإفريقية في الأمم المتحدة هي التي رشحت مصر لكي تكون هي المستضيفة لمؤتمر قمة المناخ cop 27، وذلك لثقة القارة في أن الدولة المصرية تستطيع أن تحصل على حقوقها وأيضا حقوق جيرانها، كما ان مصر قدمت نموذج مناخي ناجح يمكن أن يكون ملهما للقارة الأفريقية وشعوبها، ومنذ عام 1972 كانت مصر حاضرة بمسئوليها لدى الأمم المتحدة، وكان لهم دور بارز منذ مؤتمر البيئة في ستكهولهم وكافة المؤتمرات الأخرى، كما إننا وقعنا على اتفاقية باريس 2015، وكل ذلك جعل المجتمع الدولي يثق في قدرة مصر استضافة قمة المناخ.
واختتم حديثه: كما تناولت المبادرات على المستوى المجتمعي وفي تقديري أن ثقافة المناخ هي ثقافة مستدامة ويمكن لهذا الكتاب ان يكون نموذج ومرجع للقراء المهتمين بالشأن البيئي، ومن هذه الإستدامة جاء عنوان الكتاب.