نجحت دار الأوبرا المصرية أن تحول قلعة صلاح الدين إلى ساحة فنية عالمية تعلو بين جدرانها نغمات الموسيقى، وأصوات المطربين لتصبح حصنا جديدا للدفاع عن الفنون.
ففى مساء الإثنين 14 أغسطس تدفق الجمهور إلى مسرح المحكى، ووصل عددهم إلى عشرة آلاف مشاهد مما دفع إدارة الأوبرا إلى الاستعانة بثلاثة آلاف مقعد إضافي لاستيعاب حشود الجمهور، كما تم وضع شاشات ضخمة على أسوار القلعة في حفلي ثنائي البيانو والفيولينه فؤاد ومنيب والمطربة التونسية غالية بن علي ضمن فعاليات الدورة الـ 26 لمهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا ونجيب المنيف سفير تونس بالقاهرة.
فى البداية ملأت سماء مسرح المحكى ألحان مصرية معاصرة من إبداع العازفين محمد فؤاد (بيانو) وأحمد منيب (فيولينه) واستمتع بها سبعة آلاف مشاهد تعرفوا على أحد أشكال التأليف الموسيقي الحديث، ولفت الأنظار استجابة الجمهور وإعجابه بالموسيقى الخالصة.
ثم ظهرت التونسية غالية بن علي في ملابس ذات الطابع الغجري ممسكة بيدها ريشة بدلاً من مروحتها الشهيرة، وقابلها الجمهور بعاصفة من التصفيق وتغنت بمجموعة من روائع الموسيقى العربية وأعمالها الخاصة بأسلوبها المميز وصوتها الذي يحمل الطابع الشرقي والغربي والغجري وتنوعت ما بين العامية المصرية والفصحى، وصاحبتها بأداء حركي رشيق واستأنفت غالية برنامجها بـ مالي فتنت، هيمتني، يا مسافر وحدك، مولاي أنت، وغيرها من الأغنيات. واختتمت الحفل باغنية يا سيدي من التراث التونسي.