أزاح الأمير «هاري» أمير المملكة المتحدة، في مذكراته  "البديل- Spare"، الستار عن أسرار حياته خلف أسوار القصر الملكي، حيث اتهم الأمير هاري زوجة أبيه «كاميلا باركر بولز» بتسريب محادثات خاصة له لوسائل الإعلام لتشويه صورته، مسلطاً الضوء على مساعي «كاميلا» لتحسين صورتها أمام الجمهور البريطاني بعد علاقتها الطويلة مع والده تشارلز الثالث الذي أصبح الآن، ملكا للبلاد.

جاء ذلك في معرض ترويجه لكتاب جديد خلال مقابلات تم بثها منذ يومين، وقال هاري لمحطة "C.B.S": "هذا جعلها خطرة بسبب العلاقات التي كانت تقيمها مع الصحافة البريطانية، وكانت هناك رغبة واضحة من كلا الجانبين لتبادل المعلومات، ومع وجود أسرة مبنية على التسلسل الهرمي، وبكونها على طريق نيل لقب الملكة القرينة، كان لابد من ترك أشخاص أو رفاق في العراء".

واعتزمت بعض المكتبات في المملكة المتحدة فتح أبوابها عند منتصف الليل لتلبية الطلب على المذكرات المرتقبة بشدة، والتي تسببت بعناوين صحف رئيسية ملتهبة، حيث أفادت تقارير بأن المذكرات تتضمن تفاصيل معارك عائلية مريرة، وأيضا قرار هاري وزوجته ميغان بالتخلي عن أدوارهما الملكية والانتقال إلى كاليفورنيا.

وأبقت بعض المتاجر البريطانية أبوابها مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل لطرح أبرز كتاب يتناول حياة العائلة المالكة منذ نشر "ديانا: هير ترو ستوري" عام 1992 الذي تعاونت فيه والدة هاري الأميرة ديانا مع أندرو مورتون.

أبرز تصريحات الأمير «هاري» في كتابه "البديل- Spare"

- كشف عن تعاطيه الكوكايين لأول مرة في عطلة نهاية أسبوع، عندما كان في سن السابعة عشرة”، كما اعترف بتعاطي مخدر يردي إلى الهلوسة، خلال حدث مليء بالمشاهير في كاليفورنيا، بالإضافة إلى تدخين الحشيش بعد موعده الأول مع ماركل.

- اعتقد ذات مرة أن والدته الأميرة دايانا زيفت موتها من خلال تحطم سيارة نفق باريس المأساوية للهروب من حياتها "البائسة"، وأنه يريد أيضًا إعادة فتح التحقيق في حادثة أميرة ويلز المميتة.

- عبر عن شعوره بالذنب خلال جنازة والدته الأميرة، ديانا، بسبب حرمانه من إظهار مشاعره خلال تلقيه العزاء، وكيف أنه لم يتمكن من إظهار أي عاطفة خلال هذا الحدث الجلل.

- أشار إلى أول لقاء له مع كاميلا، التي ألقت ديانا باللوم عليها في انهيار زواجها، ووصف كاميلا بالمملة خلال لقائهما الأول، وهو يعتقد أن ذلك هو السبب في أنه لم يكن وريثا للعرش.

- هاري وشقيقه ويليام توسلا إلى والدهما تشارلز ألا يتزوج كاميلا باركر بولز.

- ويليام لم يكن يحب كاميلا، حيث كان يعتقد أن طلاق والده من والدته ديانا كان بسببها.

- والده أمره بعدم إحضار زوجته لزيارة الملكة إليزابيث الثانية التي كانت تحتضر، كما أخبره بأن زوجته ميجان ماركل غير مرحب بها في بالمورال في اليوم الذي ماتت فيه الملكة إليزابيث.

- اتهم والده بالخوف من أن يغطي عليه نجم ميجان

- وصف شقيقه "ويليام" بأنه عدوه اللدود

- تعرض للهجوم، من قبل شقيقه، الذي وصف ميغان بأنها "وقحة" و"صعبة"

- ادعى الأمير هاري أن شقيقه الأمير ويليام اعتدى عليه جسديا وقال: "أمسك (ويليام) بياقتي، ومزق قلادتي، وطرحني على الأرض، سقطت على وعاء طعام الكلب الذي أُصيب ظهري بشظاياه".

- اتهم العائلة المالكة بعدم الدفاع عن زوجته ميغان في الجدل بشأن مقالة في صحيفة بريطانية كتبها جيرمي كلاركسون.

- قتل 25 شخصا خلال جولته الثانية في أفغانستان، من مقاتلى حركة طالبان.

من هو الأمير «هاري»؟

الأمير هنري تشارلز ألبرت ديفيد، ولد في 15 سبتمبر 1984، ثاني أبناء ملك المملكة المتحدة الملك «تشارلز الثالث» من زوجته الأولى «ديانا» أميرة "ويلز"، ويعتبر الخامس في ترتيب العرش البريطاني بعد شقيقه الأكبر الأمير «ويليام» وأبناء أخيه الأمير «جورج» والأميرة «شارلوت» والأمير «لويس».

تخرج «هاري» من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية التي يتخرج منها جميع ضباط القوات البرية البريطانية، كما أطلق " ألعاب انفيكتاس" عام 2014، ولا يزال راعي المؤسسة الخاصة بها، كما يقوم برعاية العديد من المنظمات الأخرى (هالو ترست، وماراثون لندن الخيري، ومؤسسة المشي مع الجرحى).

حياة الأمير «هاري» المبكرة

 عُمّد «هنري» في 21 ديسمبر 1984 في كنيسة سانت جورج، قلعة وندسور من قبل رئيس أساقفة كانتربري، روبرت رونسي، وأُطلق عليه أثناء نشأته اسم "هاري" من قبل العائلة والأصدقاء والجمهور.

كما أرادت الأميرة « ديانا» لهاري وشقيقه الأمير وليام، أن يتمتعا بمجموعة أوسع من الخبرات وفهمًا أفضل للحياة العادية من الأطفال الملكيين السابقين، فأخذتهم إلى أماكن كثيرة (عالم والت ديزني وماكدونالدز وعيادات الإيدز وملاجئ المشردين).

 بدأ هاري مرافقة والديه في زيارات رسمية في سن مبكرة؛ كانت جولته الخارجية الأولى مع والديه إلى إيطاليا عام 1985، كما سافر مع عائلته إلى كندا بين عامي 1991 و1998.

انفصل والدا هاري في عام 1996، وتوفيت والدته في حادث سيارة في باريس بالعام التالي، وكان هاري وويليام يقيمان مع والدهما في بالمورال في ذلك الوقت، وفي جنازة والدته، رافق هاري، الذي كان عمره ذلك الوقت 12 عامًا، والده وشقيقه، وجده وعمه، في السير خلف الجنازة من قصر كنسينغتون إلى وستمنستر، وقال الأمير هاري إنه بكى لمرة واحدة فقط طوال حياته، وذلك عند وفاة والدته.

وفي وقت لاحق أقر الأمير بعد عشرين عامًا بأنه قد طلب المشورة النفسية الخاصة بحالات الحزن بعد وفاة والدته.

الخصوصية ووسائل الإعلام

علاقة الأمير "هاري" مع الصحافة ليست على ما يرام وخاصةً المصورين، وكانت أشهر صداماته معهم أن تشاجر مع أحد المصورين بالأيدي قبالة إحدى الحانات الليلية، وأجبره والده ملك المملكة المتحدة على الدخول لمشفى خاص للعلاج من إدمان الكحول.

وفي مايو 2019، أصدرت "سبلاش نيوز" اعتذارًا رسميًا إلى العائلة الملكية لإرسال مصورين إلى سكنهم في "كوتسولدس"، مما عرض خصوصيتهم للخطر، كما وافقت الوكالة على دفع كامل التعويضات والتكاليف القانونية المرتبطة بالقضية.

وفي أكتوبر 2019، أُعلن أن هاري رفع دعوى قضائية ضد صحيفة "ذا صن وديلي ميرور" فيما يتعلق باختراق هاتفه المزعوم.

و أجرت "أوبرا وينفري" مقابلة مع هاري وزوجته في برنامج تلفزيوني خاص لشبكة سي بي إس، بُثت بتاريخ 7 مارس من عام 2021، تحدثت فيها ميغان عن الدخول إلى الحياة الملكية والزواج والأمومة وكيفية التعامل مع الحياة تحت الضغوط الشعبية المكثفة، وانضم إليها هاري لاحقًا، وتحدث الزوجان عن الصعوبات الأولية المرتبطة بانتقالهما إلى الولايات المتحدة في عام 2020 بالإضافة إلى خططهما المستقبلية.
زواج الأمير«هاري»

في 27 نوڤمبر 2017 أعلن الأمير "هاري" عن علاقته بالممثلة السابقة "ميغان ماركل" حيث أقاما حفل الخطوبة في نفس اليوم وأنهما ينويان الزواج في عام القادم 2018.

وفي 19 مايو 2018، تزوجا وأُقيمت مراسم الزفاف في 19 مايو 2018 في كنيسة سان جورج بقصر ويندسور داعيان 600 شخص لزفافهما، وفي المساء حضر 200 مدعو حفل استقبال خاص في فروجمور هاوس يقيمه الأمير تشارلز (والد الأمير هنري)، وذلك بعد أن منحته جدته الملكة "إليزابيث الثانية"، قبل ساعات من حفل الزفاف، ألقاب (دوق ساسكس وإيرل دمبارتون وبارون كيلكيل)، وكلها من ألقاب النبلاء بالمملكة المتحدة، وأنجبا نجلهما الأول "ارتشي ماونتباتن ويندسورط في 6 مايو 2019.

تخلي «هاري» عن المهمات الملكية

تخلى الأمير هاري وزوجته ميغان عن دورهما كـ«عضوين رفيعي المستوى» في العائلة المالكة، في الثامن من يناير 2020، وذلك بعد اعتزامهما على العمل  ليصبحا مستقلين ماديا، ويقضيان وقتهما بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وسيستمران بالقيام بواجباتهما تجاه الملكة ومسؤوليات الرعاية التي اضطلعا بها. 

ووافقت الملكة إليزابيث الثانية في 13 يناير 2020، على رغبة هاري وميجان في حياة أكثر استقلالية، وقررت أن ينتقلا إلى العمل بدوام جزئي إلى كندا.