ما لا تعرفه عن الداعية الكويتي «وليد العلي».. شهيد الغدر في بوركينا فاسو
لقي الداعية الكويتي الدكتور وليد العلي، والشيخ فهد الحسيني، مصرعهما، مساء أمس الاثنين، ضمن 18 قتيلاً من جنسيات مختلفة، هم ضحايا الهجوم المسلح، الذي استهدف مطعماً في مدينة واجادوجو عاصمة بوركينافاسو.
والشيخ وليد العلي لمن لا يعرفه أحد أشهر رجال الدين الكويتيين، ومعروف لدى دول الخليج والدول العربية والإسلامية، بسبب المنصب الديني الذي يشغله في بلاده كإمام وخطيب للمسجد الكبير في الكويت، أكبر وأشهر مساجد الكويت، إضافة إلى ظهوره الإعلامي ونشاطه الدعوي الذي وصل به إلى بوركينافاسو حيث قتل في الهجوم الغادر.
السيرة الذاتية :
وولد الدكتور وليد بن محمد بن عبد الله بن محمد العلي في الكويت عام 1973، وتخرج سنة 1995 في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالمدينة المنورة، وأكمل الماجستير وحصل سنة 2008 على درجة الأستاذية في تخصص العقيدة الإسلامية، وهو بذلك أول كويتي يحصل على هذه الدرجة العلمية في ذلك التخصص.
ونال درجة الأستاذية بعد أن قدم 12 بحثاً علمياً متنوعاً، تم تحكيمها ونشرها في مجلات إسلامية متخصصة داخل الكويت وخارجها، وقد تناول في هذه الأبحاث مجموعة من الموضوعات المتنوعة كمخاطر الإرهاب وأثره في تشويه صورة الدين والمتدينين، والقراءات العشر المتواترة وارتباطها بمسائل الاعتقاد، والأخلاق وأثرها في الأداء الوظيفي، وغيرها من المواضيع.
وللشيخ 26 مطبوعة بين بحث ورسالة وكتاب، وله إسهامات أيضاً في كتابة وتحكيم العديد من الرسائل والبحوث العلمية، إضافةً لحضوره في كثير من المؤتمرات والندوات العلمية داخلياً وخارجياً، وظهوره في البرامج التلفزيونية والإذاعية.
وللدكتور العلي مجموعة من البحوث والرسائل والكتب المطبوعة التي قام بكتابتها، منها “الإمام ابن قيم الجوزيَّة: كلماتٌ من وحي قلمه؛ وومضاتٌ من مشكاة كلمه”، و”شُعب الإيمان لابن كثير”، و“مباحث العقيدة في سُورة البيِّنة”.
وشغل منصب عضو مشارك في اللجنة العليا لجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته، والمأذون الشرعي بوزارة العدل، وكان حتى وفاته عميد كلية الشريعة المساعد لشؤون الأبحاث والاستشارات والتدريب، وإمام وخطيب المسجد الكبير.
وللدكتور العلي إسهامات في الحضور بالمؤتمرات العلمية، والإيفاد في بعض المهمَات الجامعية والوزارية للزيارات العلمية وإجابة الدعوات الثقافية المحلية والدولية، إضافة لكتاباته في الصحافة الكويتية.
آخر فيديو لـ«العلي»
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للدكتور وليد العلي، ألقاه قبل أيام من مقتله، وتحديدا يوم الجمعة الماضي يظهر فيه الداعية بجانب طالب من بوركينا فاسو، وقد أعلن إسلامه، داخل مسجد عمر بن الخطاب في العاصمة واجادوجو.
وهنأ الداعية الكويتي الشاب الذي أسلم، متمنيا له أطيب الأماني قبل أن يغادر المسجد فيما يبدو.
تكريم الفقيد :
وفي السياق ذاته كشف وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، فريد عمادي، في تصريحات صحفية أنه بناء على تعليمات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير الدولة لشؤون البلدية محمد الجبري سيتم إطلاق اسم إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير الشهيد الدكتور وليد العلي على المركز الثقافي التابع للمسجد الكبير والذي شارفت أعمال البناء والتشطيب فيه على الانتهاء، ليصبح اسمه مركز الشيخ الدكتور وليد العلي الثقافي.
وأوضح عمادي أن هذا المركز سيكون مخصصاً لدعوة الجاليات وتحفيظ القرآن وإقامة الدروس الشرعية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تأتي تقديراً من الوزير محمد الجبري للشيخ الشهيد ودوره في العمل الخيري والدعوي.