رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ارتفاع التضخم في الصين 2 فى المائة خلال ديسمبر الماضى

12-1-2023 | 13:40


الصين

دار الهلال

تسارعت معدلات التضخم السنوي في الصين خلال ديسمبر الماضي، مدفوعا بارتفاع أسعار المواد الغذائية حتى مع تذبذب الطلب المحلي بسبب القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي خلال الشهر مع انفجار عدوى تفشي كورونا.

وأدى الانتشار السريع للعدوى في ديسمبر إلى إبقاء العديد من الأشخاص داخل منازلهم وأفرغ المتاجر والمطاعم، كما أُجبرت المصانع على إغلاق أو خفض الإنتاج بسبب مرض العمال.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء الصيني اليوم /الخميس/ أن مؤشر أسعار المستهلك في ديسمبر ارتفع بشكل متماشي مع التوقعات بنسبة 1.8 فى المائة بالمقارنة مع العام السابق، بزيادة عن النسبة المسجلة عند 1.6 فى المائة في نوفمبر الماضي.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بالصين - وهو مقياس رئيسي للتضخم - بنسبة 2 فى المائة على أساس سنوي عام 2022، مقارنةً بالهدف الحكومي البالغ حوالي 3 فى المائة.

كما أظهرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين انخفاضًا سنويًا للشهر الثالث على التوالي ، وفي ديسمبر الماضى ، انخفض بنسبة 0.7 فى المائة بالمقارنة مع العام السابق. وكان اقتصاديون قد توقعوا هبوطا بنسبة 0.1 فى المائة.

وقال المكتب إن مؤشر أسعار المنتجين لعام 2022 ارتفع بنسبة 4.1 فى المائة عن العام السابق.

وتخلت الصين عن إجراءاتها الصارمة الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا المعروفة بصفر كوفيد، الشهر الماضي، ورفعت عمليات الإغلاق، وأوقفت الاختبارات المنتظمة.

يذكر أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم ما يزال يعاني من تراجع قطاع العقارات في ظل ديون ضخمة.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينج قد توقع الأسبوع الماضي أن اقتصاد بلاده قد نما بنسبة 4.4 فى المائة على الأقل ما يعادل 17.4 تريليون دولار، عام 2022، وهو رقم أكبر بكثير مما توقعه العديد من الاقتصاديين وبيوت الخبرة العالمية.

وتوقع الاقتصاديون بشكل عام، أن ينخفض النمو إلى معدل يتراوح بين 2.7 فى المائة و3.3 فى المائة عام 2022. 

وحافظت الحكومة الصينية على تحقيق هدف نمو سنوي أعلى بكثير يبلغ حوالي 5.5 بالمئة.

وتضرر الاقتصاد الصيني من إجراءات الإغلاق واسعة النطاق لمواجهة فيروس كورونا، والتراجع التاريخي في قطاع العقارات العام الماضي. وتعهد صانعو السياسة بالسعي إلى تحقيق تحول في عام 2023، وهم يراهنون على أن نهاية سياسة صفر كوفيد، وسلسلة من إجراءات دعم الممتلكات، ستنعش الاستهلاك المحلي وتعزز النمو.

لكن انفجار عدوى كوفيد، الناجم عن التخفيف المفاجئ للقيود الوبائية في أوائل ديسمبر، يعيق التوقعات، حيث تكافح البلاد أكبر انتشار لفيروس كوفيد على الإطلاق.

وقررت بكين إنهاء متطلبات الحجر الصحي للقادمين من الخارج، بداية من 8 يناير الحالي، في خطوة كبيرة نحو إعادة فتح حدودها.

وفاجأ الإنهاء المفاجئ للقيود الكثيرين في البلاد، وفرض ضغطا هائلا على نظام الرعاية الصحية.

وكانت بيانات رسمية قد أظهرت تقلص نشاط المصانع في ديسمبر بأسرع وتيرة، خلال ما يقرب من ثلاث سنوات، كما انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي (PMI) إلى 47 الشهر الماضي من 48 في نوفمبر ، حسبما أعلن المكتب الوطني للإحصاء.

ويشكل هذا أكبر انخفاض منذ فبراير 2020، كما أنه ثالث شهر على التوالي من انكماش المؤشر، الذي تشير قراءته الأقل من 50 إلى تقلص النشاط.

كما تراجع مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي، الذي يقيس نشاط قطاع الخدمات، إلى 41.6 الشهر الماضي من 46.7 في نوفمبر، ليبلغ أدنى مستوياته، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

من جانبها، قالت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، "في الشهرين المقبلين، سيكون الأمر صعبا بالنسبة للصين، وسيكون التأثير على النمو الصيني سلبيا، وسيكون التأثير على المنطقة وعلى النمو العالمي سلبيا".

كما يتوقع المحللون أن يواجه الاقتصاد الصيني، بداية صعبة في عام 2023، مع انكماش محتمل في الربع الأول، حيث أدى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس /كوفيد -19/ إلى تراجع إنفاق المستهلكين وتعطيل نشاط المصانع.

ومع ذلك، توقع البعض أن ينتعش الاقتصاد بعد مارس، حيث يتعايش الناس مع كوفيد، وتتوقع العديد من البنوك الاستثمارية الآن، أن يبلغ معدل النمو في الصين، أعلى من 5% عام 2023.