بالصور.. قصر ثقافة البدرشين يتحول لـ«زريبة حيوانات»
القصور الثقافية في مصر تراجع دورها بشكل كبير في تنمية المهارات الثقافية والأنشطة الحيوية في مختلف أرجاء المعمورة ،بل يعتبرها البعض أن دورها انتهى بشكل واسع مما فتح الباب أمام المتطرفين والإرهابيين لنشر أفكارهم بين الشباب في القرى والنجوع، مما يتطلب الأمر إلى إحياء دور تلك المراكز التي كانت مركزًا للتنوير بمختلف المحافظات.
وكانت مصر أنشأت الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1945 تحت مسمي الجامعة الشعبية، وتغير اسمها بعد ثورة 1952 في سنة 1965 إلي الثقافة الجماهيرية.
وفي عام 1989 صدر القرار رقم 63 لتتحول إلي هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة وتابعة لوزارة الثقافة.
575 قصرًا ثقافيًا
الدكتور عبد الواحد النبوي، وزير الثقافة سابقًا، كشف خلال توليه الوزارة، عن عدد مراكز القصور الثقافية في مصر، قائلاً إنه لا يوجد سوى 575 قصرًا للثقافة في مصر يعمل منهم 300 قصر فقط، وأن كثير من النشاط الثقافي فيها لا يعبر عن الجماهير ولا يتصل بها.
وتقوم المؤسسات الثقافية بدورها في التوعية الهادفة القائمة على شرح والتحليل، فوزارة الثقافة تضم بين طياتها العديد من المؤسسات منها هيئة الكتاب المجلس الأعلى للثقافة، دار الكتب والهيئة العامة لقصور الثقافة، اللذين تراجع دورهم خلال الفترة الأخيرة.
جولة بقصر ثقافة البدرشين
«الهلال اليوم» ألقى الضوء على أحد قصور الثقافة التي يعصف بها الإهمال من كل جانب وتضربها الانتهاكات وسط حالة من الصمت التام من جانب المسئولين، إلا هو قصر ثقافة البدرشين الذي أنشئ عام 1979 على مساحة 3 أفدنة، ومكون من أربع صالات مختلفة ومكتبة وبعض الأماكن الإدارية.
وقدم قصر البدرشين العديد من المواهب والفنانين منهم مخلص البحيري، حمدي حسين، عبد الرحمن الصياد وغيرهم من المخرجين والفنانين، كما وقف على خشبته منير عاشور، زين نصار، محمود البزاوي، حيث يعتبر المسرح الوحيد بالجيزة بعد إغلاق المسرح العائم بشارع البحر الأعظم، كما أنشأت فرقة المسرح في نفس العام الذي أنشئ فيه المسرح.
القصر يحتوي على ورش فنون تشكيلية ومسرح يقدم عروض مسرحية للكبار والأطفال، ونادي لأدب الكبار والصغار، كما توجد مكتبة للطفل تحتوي على كل ما يخص الأطفال، إلى جانب دورات تدريبية للمرأة تقدم استشارات أسرية لكل ما يخص المرأة، ونادي المرأة أيضًا لتعليم الخياطة والتريكو، بالإضافة إلى خدمات تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة، كل هذه الخدمات التهما الإهمال لتتحول لمقلب للنفايات والمخلفات.
ورغم تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، على دور القصور الثقافية في دعم الجانب الثقافي لدى الشباب, لكن يصيبك الإحباط بمجرد رؤية قصر ثقافي تحول إلى أكوام من القمامة محطم من جميع الزوايا متآكل فيه جميع الأساسيات.
وكر مخدرات و"إسطبل خيول"
أحمد فتحي، أحد الأهالي، يقول إن المسرح مغلق منذ ما يقرب من عامين دون أن نعرف الأسباب ولجأنا لوزير الثقافة حلمي النمنم، ووزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز، دون فائدة حتى أصبح المركز تحت سيطرت البلطجية وموبوء بتجار المخدرات.
محمود عزام، أحد الأهالي أيضا، قال إن قصر الثقافة تحول لخرابه بسبب الإهمال وبدلا من أن يكون مقرًا لنبع الثقافة أصبح منبعًا للقمامة بل خصص بعض الأشخاص جزء منه ليكون إسطبل لأحصنتهم.
أسماء سيد قالت:" لم نعد نتعجب أن نرى قصر ثقافة بهذه الحالة التي يرثى لها"، متسائلة عن دور وزارة الثقافة وغيرها من المؤسسات الثقافية في إنقاذ المنشات الهامة من الإهمال؟.
هشام فرج، أحد شباب البدرشين، قال إنه يجب إعادة فتح قصر الثقافة لتمجيد الثقافة وتوعية الشباب بأهميتها، لأن مصر افتقرت للثقافة بسبب إهمال القصور حتى وصل حالها إلى ما آلت إليه، مناشداً وزير الثقافة ووزير الشباب والرياضة وكل المسئولين بسرعة إنقاذ القصر من مرض الإهمال الذي أصابه".
جدول الإصلاحات
أسامة هيكل، رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، أكد لـ«الهلال اليوم» أن المشكلة القصور الثقافية طُرحت على وزير الثقافة حلمي النمنم، ولكن الوزارة تضع عددًا معينًا سنويًا من القصور الثقافية في منظومتها لتطويرها، ومن غير المؤكد إدراج قصر البدرشين ضمن هذه القصور خلال العام الجاري.
وشدد "هيكل" على أنه يجب على نائب الدائرة تقديم المشكلة للجنة ليتم رفعها للوزارة مرة ثانية والبت فيها.
مجهودات برلمانية
النائب صبحي الدالي، نائب دائرة البدرشين، قال إنه تقدم بالفعل بطلب لوزارة الثقافة لإنقاذ القصر من الإهمال، موضحاً أن أساس المشكلة مع المقاول المسئول عن إعادة تأهيل القصر، ولكن سيتم الخلص من هذه المشكلة في القريب العاجل وسيتم إعادة تشييد القصر وإعادة الحياة له والعروض والندوات إيمانا منا بأهميته للشباب".