المخدرات.. ظاهرة تهدد إسرائيل.. (تقرير)
بدأت تنتشر في أنحاء إسرائيل مؤخرًا مخدرات مسممة طبقا لما صرح به جهاز الشرطة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة, كما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ست حالات مختلفة صعبة على الأقل وعن حالة وفاة واحدة إثر استهلاك المخدرات المسممة.
قبل ثلاثة أيام فقط، استدعيت قوات الإنقاذ للمرة الأولى إلى شقة في مركز البلاد وعالجت امرأة في الثلاثينيات من عمرها لأنها كانت تعاني من حالة طبية خطيرة, وعند محاولة معرفة السبب من شريك حياتها اتضح أنهما تناولا مخدر "MDMA"، الذي قال: "إنه بعد أن تعاطت شريكته المخدرات شعرت بسوء وتدهورت حالتها بسرعة".
وقال المسئولون في المستشفى إنها تعاني من موت سريري، وبعد ذلك اضطُر الأطباء إلى الإعلان عن وفاتها, وحين حاول محققو الشرطة معرفة مصادر المخدرات المسممة، قال شريك حياة المتوفية إنها اشترت المخدرات وهو لا يعرف من أين.
وقبل نحو أسبوع، طرأت عدة حالات شبيهة وكان جميعها في اليوم ذاته في ثلاث حالات مختلفة حدثت في مركز البلاد، بفارق ساعات قليلة، مكث في المستشفى أربعة أشخاص كانت حالتهم حرجة بعد أن استهلكوا الكوكايين, ووفق تقديرات محققي الشرطة، كان الكوكايين الذي تعاطوه ممزوجًا بمادة سامة وخطيرة.
حتى الآن لم ينجح محققو الشرطة في الكشف عن مصادر المخدرات السامة، وهم يحذرون حاليًا الجمهور من استهلاك المخدرات الضارة، لا سيما المخدرات التي هناك شك أنها تتضمن مواد خطيرة، والمنتشرة في أنحاء البلاد.
منذ الثمانينيات من القرن الماضي، تحوّل تعاطي المخدرات في إسرائيل من هاجس هامشي إلى مشكلة عامة, حيث إن ظاهرة المخدرات بين الشباب الإسرائيلي رائجة متفشية جدًا, إنهم متعاطو للمخدرات من الأيام الأولى من المدرسة ويرجع البعض السبب في ذلك إلى أن المخدرات في إسرائيل في متناول اليد بسهولة ولا يجد أحد أي عناء ومشكلة في الحصول عليها، فإن الأطفال والمراهقين الراغبين في شراء المخدرات بإمكانهم شراؤها بسهولة ففي الغالب يتم بيع المخدرات في مدارسهم وحاراتهم.
تشير الإحصائيات إلى أنه يتعاطى نحو 300ألف شخص في إسرائيل المخدرات بشكل منتظم, من بين هؤلاء 70000 بين الثانية عشرة حتى الثامنة عشرة من العمر، وهذا العدد يشمل 11 بالمئة من إجمالي الشباب, في إسرائيل يعيش نحو 25000, يخضع نحو ثلث هذه الحالات المذكورة للعلاج، والحال أن نسبة نجاح علاج هؤلاء الأشخاص لا يتجاوز نحو ثلاثين بالمئة.
تزايدت أيضًا بشكل كبير وملحوظ حالات تعاطي الحشيش والماريجوانا بين الشباب في سن الثامنة عشرة حتى الثلاثين, ووفقا للإحصاءات، فإن 200 ألف مراهق إسرائيلي في طريقهم إلى تعاطي المخدرات, حيث إن المبادرات التعزيزية والرادعة لم تكن مؤثرة بالشكل الكافي".
كما تشير الإحصاءات أيضا إلى أن 31 بالمئة من طلبة الجامعات يتعاطون المخدرات، كما تبين أيضًا أن 70 بالمئة من الممارسات المشوبة بالعنف التي يقوم بها المراهقون، ومنها السرقة، قد وقعت تحت تأثير المخدرات أو الكحول, وفقا للإحصاءات، إن 19 بالمئة من الذكور و 8 بالمئة من الإناث في سن 11 عامًا يحتسون الكحول مرة في الأسبوع على أقل تقدير.
تدير السوق غير الشرعية للمخدرات في إسرائيل 6 مليارات من أشكال جديدة لدوران الأموال سنويا, وتشكل هذه السوق نحو 100 طن من الماريجوانا و34 طنًا من الهيروين ونحو ثلاثة أطنان من الكوكايين، والتي يتعاطاها اليوم جميع الشرائح والمجموعات الاجتماعية سواء الفقير منها والغني, ويرى الباحثون أن تنامي تعاطي المخدرات خصوصًا بين الشباب الإسرائيلي سوف يؤدي إلى القضاء على جزء عظيم من اليد العاملة في إسرائيل، وهو أمر يجعل إسرائيل في مهب الريح و سوف يسرع من انهيارها.