في ذكرى ميلاده .. مواقف بارز ة في مسيرة «صالح عبد الحي»
كتب ـ خليل زيدان
تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أعمدة الطرب الأصيل وهو المطرب صالح عبد الحي الذي لقب بـ "مطرب الملوك والأمراء" وهو الذي غنى أمام الملك فؤاد الأول وعباس حلمي الثاني وغنى أمام الملك فاروق، وأحيا زفاف أبناء الملوك والوزراء، حتى ذاع سيطه وشهرته وحصد من الأموال مالم يحصده غيره من المطربين آنذاك، حيث حصل في إحدى لياليه على أجر 200 جنيه ذهبياً .. في ذكرى ميلاده ننشر وثيقة من مجلة الكواكب تظهر ما آل إليه صالح عبد الحي في أيامه الأخيرة بعدما تجاهلته الدنيا وأوقفته الإذاعة عن الغناء.
الإذاعة توقفه عن الغناء
قررت الإذاعة وقف المطرب الكبير صالح عبد الحي عن الغناء، وكانت بهذا القرار كأنما تحالفت عليه مع المرض والعوز، ولكن الأيدي الرحيمة لم تلبث أن أحاطت بالمطرب الكبير الذي كان يحمل في يده صولجان الطرب، وكانت له من الأمجاد الفنية فيما مضى مالم يتمتع به مطرب من المطربين الجدد المحدثين.
إن صالح عبد الحى لم يزل يجد مكانة في قلوب محبيه، ولم يزل يجد عشاقه أرحم به من الزمن والعوز والمرض، وما نرويه هنا إنما نهديه لجيلنا الجديد الذي لم يعاصر صالح عبد الحى ولم ير أمجاده.
في وقت من الأوقات كان صالح عبد الحي يمسك بيده صولجان الطرب، لم تكن عائلة من العائلات الكبيرة تقيم حفلة من حفلاتها إلا ويحييها صالح، وإلا انطلقت الهمسات الشامتة تحيط بها من كل مكان تنعي عليها انحدارها إلى الدرجة التي لم تستطع معها أن تستقدم صالح عبد الحى، وهو الذي أحيا حفل زفاف المرحومين محمد محمود وحفني محمود وعبد المجيد صالح وحفني الطرزي وعمر سلطان، وهو الذي غنى لعبد الحميد عبد الحق ونجيب الهلالي في فرحيهما، بل هو الذي زف أكثر أبناء الأسر الكبيرة المعروفة وشباب البيوتات القديمة في مصر .
صداقته مع عبد الوهاب
جمعت بين صالح عبد الحي والمطرب الجديد آنذاك محمد عبد الوهاب صداقة قوية، وكان عبد الوهاب يقدر في صالح الموهبة الفنية التي لا تجارى، إلا أن هواة "دس المقالب" اتخذوا من هذه الصداقة هدفًا لهم، كان يقولون لعبد الوهاب أن صالح عبد الحى يتهمه بأنه يقضي على الموسيقى الشرقية، ثم ينقلون إلى صالح أن عبد الوهاب يحاربه في الإذاعة ويصف غناءه بما لا يليق من الأوصاف.
وذات يوم يقرأ عبد الوهاب رأيًا منشورًا بإحدى المجلات على لسان صالح عبد الحى، يهاجمه فيه هجومًا عنيفًا ويطالب بمنعه من الغناء، وفي نفس اليوم جمعت الصدفة بينهما، وأحس صالح أن لقاء عبد الوهاب كان فاترًا، فسأل عبد الوهاب عن سر فتوره، فأطلعه عبد الوهاب على الرأي المنشور، ونفى صالح أنه صاحب الرأي، وأرسل برقية تكذيب إلى المجلة التي أسندت إليه الرأي، لكن عبد الوهاب لم يصدق، وظل الاثنان على جفوة وخصام في السنوات الأخيرة .
صالح عند وزير العدل
كان المرحوم أحمد خشبة وزير العدل من أشد المعجبين بصالح عبد الحى، وكان يحلو له أن يجلس معه ليتبادلا الحديث عن الموسيقى، وذات ليلة اختلفا على لحن للمرحوم سيد درويش، وافترقا على خلاف، وفي اليوم التالي ذهب صالح إلى مكتب الوزير خشبة وطلب من سكرتيره أن يأذن له بالدخول، وحاول السكرتير أن يقول لصالح إن الوزير عنده لجنة من اللجان القانونية، ولكن صالح أصر على المقابلة، وما إن علم الوزير بأن صالح عبد الحى في انتظاره حتى أجل اجتماع اللجنة واستقبله ليتما النقاش في لحن سيد درويش، واقتنع الوزير بوجهة نظر صالح، وعاد يستأنف لجنته بعد انصرافه.