رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"ما موقع اللغة العربية من الإعراب".. يبحث مشكلاتها ومستقبلها

13-2-2017 | 11:36


 

فى كتابه "ما موقع اللغة العربية من الإعراب"، يبحث الدكتور كمال الإخناوي، فى بعض النقاط وثيقة الصلة بالعربية وبماهيتها وبتطورها وباساليب تدريسها، ويتناول السبب وراء عدم اعتراف بعض المؤسسات الاكاديمية بها على انها لغة تواصل حية، رغم انها لغة معترف بها من قبل الامم المتحدة.

ويرجع المؤلف اسباب عدم اعتراف بعض المؤسسات الاكاديمية باللغة العربية، الى انها ليست لغة حديث يومى بين العامة من الناس، كما يرى ان اشكالية العربية تكمن فى كيفية رؤية المشكلة، فرؤية اللغة على انها لغة مقدسة، وتحويل الهدف من اللغة وهو التعبير عن احتياجات الناس، الى هدف دينى ايديولوجى والاصرار الصارم بالتركيز على اتخاذ علامة الاعراب فقط منهجًا علميًا ووظيفيًا للغة، ابعد اللغة عن هدفها الرئيسي، بل وساعد فى ضياع علامات الاعراب على مر القرون.

ويبرز الكتاب الصادر عن دار صفصافة للنشر بالقاهرة، عدد من الاسباب التى ادت الى تصدع فى مفهوم اللغة العربية، وكيفية تطويرها، وهو الاختلاف والخلاف حول مفهوم العربية، فبعض الفقهاء يرونها هى تلك اللغة المستخدمة فى القرآن الكريم، والبعض يراها فى لغة القانون والعلم، والبعض يراها حية فى العاميات لان قواعد الفصحى جامدة لا تواكب التطور، ولانها ليست لغة حديث.

ويشير الكتاب الى ظهور خمسة مستويات للعربية، تتشابك وتتماسك وتتحد فى تباديل وتوافيق مفرداتها، وبنية الكلمة، وبنية الجملة من نحو وصرف، وهى فصحى التراث، اى لغة القرآن والاحاديث النبوية، وفصحى العصر، وهى اللغة الموحدة للعرب سياسيا ورسميا، فنجدها فى القوانين، والدساتير، والانباء، والاتفاقيات الرسمية، وكتب العلم والادب، وثالثًا عامية المثقفين:وهى لغة النخبة المثقفة، وكذلك عامية المتنورين: وهى لغة التعبير فى مواقف المواطن العادى اليومية. وخامسًا واخيرًا عامية الاميين: وهى لغة بلا مستقبل، وكلما زاد التعليم بين طبقة الاميين، كلما قلت.

 

وفى هذا يتوقع المؤلف ان يحدث تقارب والتحام بين عامية المثقفين وعامية المتنورين بفصحى العصر وتتلاشى عامية الاميين على المستوى المحلى من خلال الدور الذى تلعبه وسائل التقنية الحديثة ووسائل الاعلام من فضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعى والتى تلعب دورا بارزا فى ظهور هذا الوليد الجنينى الجديد.

 

ويرى المؤلف ان هناك عوامل مؤثرة ومتداخلة قد تحدد مستقبل اللغة عربية ومستوياتها، ومن تلك العوامل: الاحداث السياسية والاجتماعية التى تمر بها الامة العربية من رياح تغيير وتهجير ابناء الوطن الواحد الى عدة دول مما نتج عنه حدوث تزاوج اقتصادي، ولغوي، ومادي، واجتماعي، وثقافي.وكذلك الادب والدراما من افلام ومسلسلات ووسائل الاعلام من قنوات فضائية وغيرها لها دور مؤثر وفعال فى اللغة يؤثر فى لغة الام ومن ثم يؤثر فى لغة الطفل ومستقبل اللغة.