وحيد الطويلة لمحبيه: لا تزعجوا أنفسكم .. هذا قدري
نشر الروائي وحيد الطويلة رسالة طمانة لقرائه وأصدقائه ومحبيه، عن حالته الصحية، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يحكى فيه عن بدايات شعوره بالوعكة الصحية التي ألمت به فجأة.
وقال الطويلة: "أنت رحت.. ورجعت".. هكذا قالها أحد مساعدي الطاقم الطبي الذي أجرى القسطرة لي.
كنت قد أحسست في الصباح الباكر بأعراض قريية من أزمة قلبية أو جلطة في القلب.. حاولت ألا أزعج منى زوجتي، خرجت من غرفتنا لأقوم بالكحة حسب البوستات التي نقرأها بين الحين والآخر على جدران الفيس بوك.. اعتقدت للحظة أن هواء التكييف لطشني.. لكن منى الواقعية غير المرتابة أحضرت قرصًا لإذابة الجلطة إن كانت.
ويبدو أنه كان قرص السعادة.
دخلت المستشفى على قدميّ.
ويضيف: دون أن أطيل، بعد قليل كنت في غرفة العمليات.. أشاهد، بنصف وعي، إذابة الجلطة.
فجاة صاح الطبيب المعالج ينادي بإحضار بعض الأطباء.. وهو في عجب من أمري دخلت من أجل جلطة فاكتشفنا عيبًا خلفيًا بالشرايين.. لم تكن عندي شرايين طبيعية كالبشر ضاقت وتحتاج لتوسيع أو لدعامات.. بل شرايين واسعة كخراطيم مياه.. ربما تعود للسلالات الأولى من البشر.. لا ينفع معها دعامات ولا تسليك ولا تحتاج.. شرايين بها تعرجات لا يصلح معها إجراء قسطرة أخرى بسهولة.
المهم.. شريانان واسعان يكفيان بالكاد للأحبة.. حين وصل الطبيب للشريان الثالث رأيت بقايا الجلطة.. حين اقترب منها غبت عن الوعي.. وحين بدأت في العودة كان الألم يمزق صدري.
بعد سويعات عرفت أنني خرجت فعلا، فاستعملوا الصدمات الكهربائية لإسعاف القلب.
قال أحدهم: أنت بهدلتنا.
قال ثان: استدعوني على عجل لأشارك في إسعافك.
قال ثالث، بابتسامة طيبة جدا: أنت رحت ثم رجعت.
وأردف صاحب "باب الليل": وأنا أكتب هذا البوست أفكر أننا عند غياب أحد نكتب بحسرة "يجب أن نقول لمن نحبهم إننا نحبهم في الحياة". محبتكم وسعت كل شيء.. وأنا حصلت على نصيب كبير.
واختم قائلا: أكتب هذا البوست من وراء ظهر منى. ؤؤ وسأكون بخير وعليّ أن أتعايش. سنمضي في طريق العلاج الدوائي حتى يقرر الله أمرا. أعتذر لأنني لا أستطيع الرد على المكالمات. أنا بخير بمحبتكم ودعائكم.