رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إخراج فيلم عن ثورة يناير أمر مؤجل .. حسام علي : فيلم "18 يوم" لا يستحق كل هذه الضجة

19-8-2017 | 11:37


حوار: نانسي عبد المنعم

منذ انطلاقته الأولى تمكن من أن يصنع لنفسه شكلا وطريقا متميزا بل مختلفا عما هو سائد؛ خاصة أنه شارك كمخرج مساعد في العديد من الأعمال التي كان لها نفس الأسلوب في الاختلاف عن السائد في الأعمال الدرامية سواء التليفزيونية أو السينمائية، فعمل في "استيفا وبنات سوبر مان والوعد وبيبو وبشير وقط وفأر ليفرض اسمه كموهبة إخراجية شابة تمتلك فهما واضحا لمقوماته الإبداعية ليصنع حالة من الإبهار المستمر لدي الجمهور.. إنه المخرج حسام على الذى صنع هذا العام حالة من النضج الفني المتوهجة من خلال مسلسل "30 يوم"، الذي تألق أبطاله في كل ثانية من العمل تاركين بصمات فنية مذهلة وغير مسبوقة في قلوب الجماهير العريضة التي تابعت العمل من المحيط للخليج، فمنذ الحلقة الأولى تمكن من أن يضع المشاهد على أحر من الجمر، متلهفا لمعرفة ما سيحدث طوال الـ«30 حلقة» المتواصلة من الإثارة والإبهار في الأدوات المستخدمة فنيا، لتقديم حالة إبداعية رائعة رفعت كل مؤشرات النجاح عاليا من خلال فريق عمل متكامل يعمل بروح التعاون ليضع هذا العمل في المقدمة في كل الإستفتاءات الجماهيرية، ليكون نقطة تحول غير عادية لموهبة إخراجية شابة فرضت نفسها بمنتهي الاحترافية، "الكواكب" حاورت المخرج حسام علي وتعرفت منه على تفاصيل "30 يوم" وعلى أعماله القادمة في سطور هذا الحوار...

قدمت هذا العام مسلسل "30 يوم" والذي حقق نجاحا كبيرا وسط منافسة درامية شرسة، فكيف فعلت ذلك؟!

أعتبر نفسي محظوظا دون أدني شك لقيامي بإخراج هذا العمل الذي احترمته فور قراءتي للحلقات الأولى منه، وقد رشحنى لأقوم بإخراجه المنتجة مها سليم والمنتج أحمد سمير، وذلك بعدما تم تأجيل مشروع آخر كان يتطلب وقتا أطول لتحضيره، فوقع اختيار الشركة المنتجة على هذا النص، وطلبت مني مها سليم في البداية قراءة بعض الحلقات فتسلمت خمس حلقات قرأتها في وقت قصير جدا، وهذا على غير عادتي تماما فى القراءة للأعمال، فأنا عادة ما أستغرق وقتا طويلا حتى أضع انطباعي علي أي سيناريو، لكن مسلسل "30 يوم" منذ أن طالعت عيناى ورقه تحمست كثيرا لقراءة حلقات أخرى، وطلبت باقي الحلقات من الشركة المنتجة الى أن وصلت تقريبا للحلقة 29 وكنت منبهرا وسعيدا جدا بالسيناريو وبدأت بالفعل التحضيرات الأولى له وكان أهمها بالنسبة لى الجلسات التى سأقوم بها مع الكاتب المشرف العام على العمل وهو أحمد شوقي والذي طلبت منه مقابلة مصطفى جمال هاشم للاتفاق على الخطوط العريضة للمسلسل ومن هنا بدأت رحلتى مع "30 يوم" .

لماذا كنت تعتبر هذا العمل تحديا كبيرا بالنسبة لك ؟

لأنه أول عمل درامي من العيار الثقيل أقوم بإخراجه، فهو يحتوي علي تفاصيل كثيرة جدا، وقد تطلب الأمر العمل على الورق بشكل مكثف حتى أضع الخطوط العريضة التى سيظهر بها، ثم بدأت الرحلة مع باقي العناصر أمام وخلف الكاميرا واعتبرنا جميعا هذا المسلسل مشروعنا الخاص وعلينا الإسهام في إنجاحه والحمد لله قبلت التحدى بداخلي ونجحت فيه بفضل ربنا وكل فريق المسلسل الذي ساندني لنخرج بأفضل صورة أمام الجمهور.

العديد من الآراء النقدية التى تناولت العمل أجمعت علي أن نجاحه يرجع لروح الفريق التى كانت بينك وبين "الكاست" خلف وأمام الكاميرا، وخاصة بينك وبين المؤلف مصطفى جمال هاشم فهل توافقهم على ذلك ؟

لا يوجد عمل فنى فى رأيي يخرج للجمهور بصورة مشرفة ومرضية إلا ووراءه مجهود عظيم من كل العاملين فيه من أصغر شخص في البلاتوه لأكبر نجم وأنا محظوظ جدا بكل من شارك معي من "الكرو"؛ لأنهم كانوا غاية في الالتزام والاحترام والتفاني والإخلاص من أجل إنجاح هذا المسلسل، وأنا أتوجه لهم جميعا بالشكر.

أما بالنسبة لعلاقتي بمصطفى جمال هاشم، فما أجمع عليه النقاد صحيح، لأن مسلسل "30 يوم" يرجع له الفضل فى صداقتي بهذا الشاب الموهوب المحترم الدقيق جدا فى عمله لأقصى درجة، وعندما تقابلنا لأول مرة حدثت بيننا "كيميا" غير عادية في العمل واتفقنا على الخطوط العريضة التى سيسير عليها المسلسل وأدق التفاصيل التي تمت إضافتها وتقبلها مصطفى بمنتهى المهنية من أجل مصلحة العمل ككل، وهذه الروح بالتأكيد كانت وراء خروج المسلسل بهذا المستوى.

وكيف كانت ردود الأفعال التى تلقيتها من خلال جمهور السوشيال ميديا والنقاد؟

الحمد لله .. ردود الأفعال فاقت كل توقعاتي وبالنسبة لي بشكل شخصي أنا دائما ما أنتظر رأي أسرتي لأنهم لا يجاملوننى أبدا وقد كانت آراؤهم إيجابية منذ الحلقات الأولى، وبعد ذلك أنتظر رأي أساتذتي الذين عملت معهم وعلى رأسهم المخرج محمد ياسين والمخرج تامر محسن والمنتج الفني إيهاب أيوب، وجاءت آراؤهم جيدة بالنسبة للعمل بشكل عام وهذا أسعدني جدا، وبعد ذلك بدأت فى متابعة ردود الأفعال على السوشيال ميديا ووجدت الجمهور متفاعلا بشكل يومي مع الحلقات معلقا على تفاصيل بعينها تمت إضافتها أثناء التصوير وكنت أراهن وقتها على أن الجمهور أصبح على قدر كبير من الوعى أثناء المشاهدة.

لماذا استعنت بطبيبة نفسية لمساعدتك فى رسم شخصيات المسلسل ؟

الدكتورة جورجيت كانت من العوامل الرئيسية في العمل، لأنه يحتوى على تجربة نفسية تمر بها الشخصيات الأساسية لاسيما بطل العمل آسر ياسين في دور الطبيب النفسي دكتور طارق لذلك كان لابد من الاستعانة بمتخصص ليرسم لي أبعاد الشخصيات والتطورات التي يمرون بها بعد الأحداث التي يواجهونها ولذلك تم رسل بروفايل لكل "كاركتر" بداية من آسر وأسرته وشخصية باسل وعبد الوهاب وقد رسمت لنا الخطوط المبدئية، وبدأنا نحن نتحرك من خلالها داخل سياق الأحداث.

وماذا عن علاقتك بأبطال المسلسل؟

رائعة ... وقد سعدت بالتعاون مع هذه النخبة المتميزة من الفنانين بداية من آسر ياسين الذي تربطني به صداقة طويلة منذ سنوات، وقد عملنا معا من قبل في فيلم "الوعد"، وكنت أعمل به كمخرج مساعد وبعد ذلك الفيلم "بيبو وبشير" وهو فنان مجتهد جدا، وموهوب يعشق عمله، وكذلك باسل خياط الذى تعاونت معه للمرة الأولى، وكانت التجربة أكثر من ممتعة لأنه فنان ملتزم يهتم بأدق التفاصيل حتى وإن كانت لا تخص دوره ويرحب بالنقاش حتى ولو كان سينتهى برأي آخر غير وجهة نظره، لكننا وصلنا سويا لحالة من الثقة والتفاهم كبيرة جدا، كما شرفت بالعمل مع الفنانين سلوى محمد على ونجلاء بدر وإنجى المقدم ووليد فواز، وهند عبد الحليم وباقي "الكاست" كله.

وما هى الأعمال التي لاقت إعجابك هذا العام ؟

مسلسل "هذا المساء" أعجبنى جدا و"لأعلى سعر وظل الرئيس والحساب يجمع وريح المدام ولا تطفىء الشمس وفى الـ «لالالاند» وكلها أعمال على مستوى عال فنيا.

ومن هم المخرجون الذين تحرص على متابعة أعمالهم؟

أنا أعتبر نفسي تلميذا يتعلم من كل تجربة يمر بها سواء في بدايتى كمخرج مساعد، أو بعد ذلك كمخرج فى أولى تجاربي التليفزيونية والسينمائية فأنا أحب التعلم ومتابعة كل ما هو جديد لأساتذتى وزملائى وبالتأكيد هناك الكثير من المخرجين الذين أهتم بمتابعة أعمالهم منهم شريف عرفة ومحمد ياسين وتامر محسن وكاملة أبو ذكري ومروان حامد ومن المدارس الإخراجية القديمة مدرسة المخرج الراحل عاطف الطيب رحمه الله.

عملت في فيلم "18 يوم" كمساعد مخرج فكيف وجدت الضجة التي استقبله بها الجمهور علي مواقع التواصل الإجتماعي بعد تسريبه؟

هذا الفيلم تم إنتاجه عام 2011 وهو عام ثورة 25 يناير، حيث فكرت الشركة المنتجة في تقديم فيلم يعكس حالة الحماس والسعادة التي كان يعيشها معظم القائمين على هذه الثورة وهو حال كثير من الكتاب والشعراء والمخرجين الذين قدموا أعمالا تؤرخ لهذه الفترة وفقا لرؤيتهم للأحداث في هذه المرحلة وكان الاتفاق وقتها أن الفيلم سيشارك في أحد المهرجانات الدولية، ولكننا فوجئنا بعدم نزوله فى دور العرض؛ كما كان مقررا عرضه وكانت النية أن تذهب جميع إيراداته لصالح مصابي ثورة يناير، ولكن لم يحدث ذلك إلى أن تم تسريبه على اليوتيوب خلال الأيام الماضية، ولا أرى سببا فى الضجة المثارة حوله خاصة أنه يعبر عن حالة كان يعيشها الناس في تلك الفترة.

هل من الممكن أن تخرج فيلما يناقش ما مرت به البلاد منذ ثوره يناير وحتى وقتنا الراهن ؟

لا أعتقد ذلك ... لسبب بسيط جدا هو أن رؤيتنا تجاه كل ما حدث مازالت غير واضحة وتستلزم الانتظار لأكثر من عشر سنوات قادمة حتى نفهم ما حدث فهناك كثير من الأمور لم نكن نتخيل نهايتها أو اتجاهاتها وفوجئنا بأمور أخرى لم نعمل لها أي حساب، لذلك فمن الصعب جدا أن أقبل على أي عمل يتناول هذه الفترة الآن.

أخيرا .. ما نوعية الأعمال التي تتمنى تقديمها خلال الفترة القادمة سواء فى السينما أو التليفزيون ؟

سأحاول الابتعاد تماما عن أى عمل قريب من "30 يوم"، ففي العام الماضي قدمت الكوميديا من خلال مسلسل "بنات سوبرمان"، ولذلك كان قرار تقديم مسلسل إثارة واجب بالنسبة لي حتى لا أصنف كمخرج لنوعية معينة من الأعمال فأنا أحب تقديم كل أنواع الفن وإن شاء الله العام القادم سأخوض تجربة مختلفة تماما عن هذا العام، وأنا لازلت فى مرحلة القراءة حاليا لاختيار الأفضل سواء للتليفزيون أو السينما.