رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سر الإقبال .. ورسائل الاطمئنان

20-1-2023 | 19:59


عبد الرازق توفيق,

زار الرئيس عبدالفتاح السيسى الكلية الحربية.. وهو عائد قبل ساعات من الإمارات.. تفقد الرئيس عمليات التدريب والتأهيل التى تجرى على أعلى مستوى علمى وعصرى للطلاب والمستجدين.. لم تخل الزيارة من رسائل الاطمئنان والحوار والتواصل مع الطلاب وأسرهم.. الاطمئنان على الحاضر والمستقبل فهؤلاء المقاتلون الجدد هم امتداد لأمجاد وبطولات خير أجناد الأرض.. سيكونون ركيزة الأمن والاستقرار والحفاظ على الوطن.. وأيضاً رسائل الثقة حول قدرة مصر على تجاوز وعبور التحديات وتحقيق آمال وتطلعات المصريين.

فى «مصنع الرجال.. وعرين الأبطال» تعرف المعنى الحقيقى للإرادة والتحدى.. والقدرة على عبور المستحيل.. فقد شهد المكان على مدار تاريخه رموزاً سطروا أمجاداً مضيئة مازال الوطن يفخر بها.. وفى هذا المكان وقف القائد الأعلى الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث مع حماة المستقبل وهو القائد الفذ وأحد أبرز رموز الوطنية المصرية.. أنقذ وأنجز لهذا الوطن ما لم يسبقه إليه أحد.. لذلك جاءت الرسائل لتطمئن الجميع.

رسائل رئاسية مهمة من مصنع الرجال وعرين الأبطال ومع خير الأجناد.. حول البلاد والعباد.. تزرع فى النفوس الثقة والأمل.. فى الحاضر والمستقبل

خلال عملى على مدار أكثر من 25 عاماً تعرفت وتعلمت فى القوات المسلحة على المعنى الحقيقى لكلمة الرجولة والشهامة والولاء والانتماء والوطنية فى أسمى صورها.. وجدت رجالاً شرفاء يجزلون العطاء والفداء لهذا الوطن.. دون التفكير أو انتظار مقابل.. نموذج فى التفانى وإنكار الذات.. والخلق الحميد والمبادئ الرفيعة.. والصلابة والشجاعة فى مواجهة التحديات والبطولة والفداء فى مواجهة التهديدات.

حالة من الانبهار الشديد تستطيع أن ترصدها بسهولة.. وهى رغم التحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه مصر على مدار أكثر من عقد من الزمان استلزمت تقديم تضحيات وأرواح ودماء.. إلا أن الإقبال على الالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية وحتى التجنيد تضاعف مرات ومرات.. ويمكن تفسير هذه الظاهرة واسنادها إلى أمرين أو سببين مهمين للغاية.. أولاً: المعدن النفيس لشعب مصر العظيم ومدى ارتباطه بالوطن.. وعشقه للدفاع عنه والفداء من أجله.. الأمر الثانى المهم.. هو مدى الفخر والاعتزاز بالانضمام لصفوف قواتنا المسلحة التى تحظى برصيد غير محدود من الإجلال والفخر والاعتزاز والمكانة المرموقة لدى المصريين.. وما تقدمه لهذا الوطن من بطولات وتضحيات وإنجازات بالإضافة إلى المخزون اللامحدود من المواقف الوطنية المضيئة والانتصارات والبطولات.. والسجل الحافل بالرموز العسكرية الوطنية.. الذين ساهموا بقدر كبير فى أمجاد هذا الوطن.. وصفحاته الخالدة التى ترسخت فى نفوس ووجدان هذا الشعب وبات الالتحاق بصفوف القوات المسلحة حلماً يراود جميع المصريين.

الحقيقة ان الصورة الذهنية لدى المصريين جيلاً بعد جيل عن قواتنا المسلحة وتاريخها وحاضرها.. وما تمثله لهذا الوطن كونها عمود الخيمة والقلب والعقل والعصب.. ويصفها المصريون دائماً بأنها السند والحصن والدرع ويفاخرون بأن لديهم جيشاً وطنياً شريفاً.. قوياً وقادراً هو الجيش الأسطورة.

بالأمس تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة الكلية الحربية.. وشارك الطلبة خلال تنفيذهم عدداً من الأنشطة والتدريبات التى يتم تدريب الطلبة المستجدين بالأكاديمية والكليات العسكرية عليها يومياً بمقر الكلية الحربية للاطمئنان على العنصر الأساسى فى بناء الفرد المقاتل وهو اللياقة البدنية والرياضية التى يتم بناؤها بشكل علمى وعصرى لتواكب طبيعة المهام والتحديات التى يجب أن يتحلى بها المقاتل خاصة المقاتل المصرى شديد الخصوصية والقوة والقدرة فهو خير أجناد الأرض كما وصفه المولي- عز وجل- على لسان سيد الخلق سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم.

زيارة الرئيس السيسى للكلية الحربية بالأمس وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة فجراً وهو عائد قبل ساعات من المشاركة فى القمة المصرية- الخليجية- الأردنية بالإمارات الشقيقة.. تشير وتجسد ان الرئيس السيسى يولى اهتماماً كبيراً بالاطمئنان على كافة مكونات الدولة المصرية فهو دائم الاطمئنان على مواصلة البناء والتنمية والتطوير والتحديث وعلى أحوال المواطن.. وتوفير احتياجاته وتحسين جودة حياته وظروفه المعيشية وتخفيف الأعباء عنه فى أوج تداعيات الأزمة العالمية.. بالإضافة إلى تأكيد الرئيس السيسى على الدوام أن الأوطان تستطيع مواجهة التحديات والأزمات وتضع الحلول لها من خلال الأفكار الخلاقة والرؤى غير التقليدية والابتعاد عن النمطية.. لذلك نجد ان مصر تتحرك فى مواجهة تحديات وتداعيات الأزمة العالمية من خلال مسارات غير تقليدية تستطيع أن توفر الحلول للتحديات التى تواجه الوطن.

الاطمئنان على الفرد المقاتل يبدأ من مرحلة الالتحاق والاختيار والتأهيل والتدريب.. لذلك فإن وجود ومشاركة الرئيس السيسى وزيارته للكلية الحربية.. هو وقوف على مدى مواكبة الأبطال الجدد.. لعمليات التدريب العلمية والعصرية بما يتناسب مع جيش عظيم يواجه الكثير من التحديات فى بلد يعيش فى منطقة شديدة الاضطرابات تموج بالكثير من الصراعات والأطماع والأوهام.. وفى عالم يشهد حراكاً خطيراً نحو نظام عالمى جديد.. يتجه نحو المزيد من التصعيد.. واتساع رقعة الصراع وهو الأمر الذى يتطلب اليقظة والانتباه وامتلاك القوة والقدرة لمواجهة التحديات والتهديدات وما قد تفرضه الأقدار من أجل الحفاظ على الأمن القومى.. وأعلى معايير الأمن والاستقرار.

الجيش المصرى عهدته دائماً طبقا لظروف ودروس الماضى يعمل ألف حساب لكل كبيرة وصغيرة.. ولديه من السيناريوهات والتوقعات واستعداد كامل لمواجهة اسوأ الاحتمالات وأعقد المواجهات.. يستبق الجميع ويضع الخطط والتصورات لأكثر من 50 عاماً قادمة.. ويختار عناصره بكفاءة وعلم.. بما يضمن قدرتهم على العمل بكفاءة واحترافية لأكثر من 30 عاماً يدرك انه جيش عظيم يحمى دولة وأمة عظيمة تواجه تحديات وتهديدات غير مسبوقة.

الحقيقة أيضاً ورغم التاريخ الزاخر لقواتنا المسلحة وكونها واحدة من أفضل وأقوى جيوش العالم وأقواها فى المنطقة إلا انه شهد فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أكبر عملية تطوير وتحديث وامتلاك القوة والقدرة الاحترافية والجاهزية لمواجهة كافة التحديات والتهديدات ويمضى بثقة وثبات وبعلم وتقديرات موقف فى هذا الطريق بنجاح عظيم.. وهو الجيش الذى يمتلك رصيداً غير محدود من الخبرات والدروس المستفادة المتراكمة على مدار العقود الماضية.. جاءت من حروب ومواجهات وانتصارات هى أقرب للمعجزات والأساطير.. وأيضاً دروس فريدة ومصدر اعتزاز وفخر جميع المصريين.. حيث واجه الجيش المصرى العظيم تحديات وتهديدات خلال الـ10 سنوات الأخيرة لا تطيقها الجبال ورغم ذلك انتصر وحمى الوطن من السقوط.. ودحر كل المؤامرات والمخططات.. ولعل معركة الوطن مع الإرهاب والفوضى كانت النموذج والمثال لقدرة وقوة الجيش المصرى العظيم.. الذى طهر البلاد من دنس الإرهاب ورسخ فى ربوعها الأمن والاستقرار.

لم تكن استعادة كامل الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها وممارسة المواطن المصرى السيناوى كامل نشاطاته اليومية بحرية وبسط البناء والتنمية فى سيناء.. إلا إعلاناً لعظمة وقوة وقدرة الجيش المصرى.. الذى نجح وحيداً فى دحر أكبر حملة إرهابية مدعومة وممولة تستهدف تقويض البلاد.. واختطاف سيناء ليتأكد للجميع ان كل مؤامرات ومحاولات العبث مع خير أجناد الأرض لن تفلح.

أعظم ما حققه الجيش المصرى العظيم فى عهد الرئيس السيسى انه نجح فى لجم وتحجيم حالة الفوضى والأطماع والأوهام فى المنطقة التى استهدفت مصر وأمتها العربية.. واستطاع ان يعيد التوازن فى موازين القوة بالمنطقة وإصلاح الخلل الإستراتيجى فيها بما أعاد الثقة والطمأنينة لمصر والأمة العربية.. تأكد للجميع أيضاً ان لهذه الأمة جيشاً يحميها ويدافع عنها ويستطيع ان يسحق الطامعين والمتآمرين عليها وهو إنجاز فريد يجب على كل عربى شريف ان يدركه جيداً.. فالجيش المصرى العظيم أنقذ المنطقة العربية بكاملها من مصير مجهول عندما انحاز لإرادة المصريين.. ونفذ مطالبهم.. وحماهم من بطش وبربرية الجماعة الإرهابية.. ونجح الشعب المصرى فى عزل أخطر جماعة إرهابية متآمرة ومتحالفة مع أعداء الأمة العربية.. ولولا موقف الجيش المصرى العظيم لأصبح الجميع لقمة سائغة فى أيدى دول معادية تسعى لتقويض الأمة وإثارة الفوضى فيها ونهب ثرواتها.. وخداع شعوبها إلى الإسقاط والتقسيم.. لذلك فإن فضل مصر على الجميع لا يقدر بكنوز الدنيا.

لم ينس الرئيس السيسى كعادته وحرصه على الحوار المفتوح سواء مع الطلبة الجدد وأسرهم وترسيخ بناء الوعى الحقيقى واطلاع المواطنين على الحقائق والتحديات والجهود بكل موضوعية وبأسلوب مبسط يتناول كافة القضايا المحلية والإقليمية والدولية وارتباط مصر بهذه التحديات وتأثيراتها عليها وجهود الدولة فى مواجهة ذلك.. وهذا التواصل الرئاسى المستمر هو درس لكل مسئول مازال يصر على الانغلاق والبخل فى الحديث مع الناس أو الإعلام ولا يدرك طبيعة ودقة الوقت وتحدياته وما يروج فى الفلك الإلكترونى المعادى وأبواق الشر ومنابر الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتخويف.. ولا أدرى لماذا لا يدرك بعض المسئولين قيمة التواصل والحوار مع الناس من الوزير وحتى المحافظ وحتى المسئول الصغير.. نريدهم ان يخفضوا جناح الرحمة بالعقل المصرى.. من خلال الاستماع إلى الأحاديث الواقعية المستندة إلى المعلومات والأرقام والحقائق وما أكثرها حتى نستطيع حماية العقل المصرى مما يضخ فيه على مدار اليوم من كل صوب وحدب.. وهو صامد واثق فى قيادته السياسية التى لا تتوقف جهودها فى العمل من أجل المواطن المصرى وتسابق الزمن فى التخفيف من الأعباء عليه.. وتحرص على الحديث والتواصل معه فى جميع المناسبات وتطمئنه وتخبره ألا يقلق ولا يخاف.. لذلك أتمنى من كل مسئول ان يتجه نحو فضيلة التواصل والحوار مع الناس عبر وسائل مباشرة أو غير مباشرة ولعل أحاديث المؤتمرات الصحفية للدكتور مصطفى مدبولى خلال هذا الأسبوع والتى وصلت إلى 3 مؤتمرات صحفية.. حققت نجاحاً ملحوظاً.. وبعثت برسائل التفاؤل والاطمئنان.. وان هناك حكومة تقف فى ظهر مواطنيها.. وتتخذ من الإجراءات التى تستطيع ان تعبر بنا إلى شاطئ النجاة من براثن الأزمة العالمية.. وتبرز الجهود المتواصلة والخلاقة للدولة المصرية.

فى النهاية أقول.. لا تقلق على بلد تعهد الله بحمايته ورعايته.. ثم لا تقلق على بلد يقوده رئيس وطنى شريف يتحلى بالحكمة والإرادة والعمل المتواصل من أجل تحقيق آمال وتطلعات شعبه وبناء وطنه.. ثم لا تقلق على بلد فيه جيش مصر العظيم خير أجناد الأرض.. ولا تخش على وطن عقيدة جيشه (النصر أو الشهادة) وشرف الدفاع عن الوطن.. هو السند والحصن والدرع.. تجده فى كل التحديات يقف كالجبال فى مواجهة الخطر لديه رجال لا يهابون الموت.. ولا يركعون إلا لله جل أهدافهم حماية الأرض والوطن وطمأنة المصريين والحفاظ على كرامتهم وتهيئة الأمن والاستقرار للبلاد والعباد.. ولا تقلق على بلد لديه شعب أصقلته التحديات والمحن والشدائد.. وسطر على صفحاتها الأمجاد تلو الأمجاد.. وقدرة فائقة على تحويلها إلى منح.. لا تقلق على وطن يتسابق أبناؤه على الالتحاق بالكليات العسكرية وكلية الشرطة فى خضم التهديدات والمخاطر.. ولا تقلق على وطن شعبه على قلب رجل واحد خلف قيادة سياسية تاريخية واستثنائية صنعت كثيراً من الأمجاد لوطن يمضى بثبات نحو القمة.

«كنوز فى الجامعات»

قلت من قبل: إن الحلول بداخلنا.. لابد أن نبحث عنها جيداً.. ونعظم من قدراتنا وما بين أيدينا.. ومن أمثلة ما لدينا.. هو كنوز فى الجامعات المصرية.. الموجودة فى كافة المحافظات وفى ربوع البلاد على امتداد الوطن.. لذلك خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحافظة سوهاج وافتتاح مشروعات قومية عملاقة.. وانتهاء العمل بقرى المرحلة الأولى من «حياة كريمة» لتطوير وتنمية الريف المصرى وزيارة الرئيس لقرية (أم دومة) تابعت إنشاء وافتتاح المستشفى الجامعى الجديد.. بالإضافة إلى قرب الانتهاء من مستشفى الأطفال بسوهاج على غرار مستشفى «أبوالريش» والشروع فى انشاء مستشفى لعلاج الحروق بالمحافظة.. وكل ذلك يطرح التساؤلات حول أهمية المستشفيات الجامعية والتوسع فى تطويرها وامتدادها وزيادة عدد أسرتها خاصة فى ظل وجود القدرات البشرية الطبية.

تابعت أيضاً إنشاء جامعة طنطا بمحافظة الغربية بمستشفى علاج سرطان الأطفال كبديل لأحد المستشفيات التابعة لجمعية خيرية.. وقلت لنفسى لماذا لا يكون لدى كل جامعة مصرية فى جميع محافظات الجمهورية مستشفى لعلاج سرطان الأطفال يتبع مستشفياتها الجامعية فهل من المعقول ان نعتمد على الجمعيات الخيرية فقط فى إنشاء مثل هذه المستشفيات الحيوية ومن خلال وجود مستشفى لعلاج سرطان الأطفال فى كل جامعة ومحافظة نستطيع ان نحقق الكثير من الأهداف الحيوية سواء من خلال تقديم خدمةعالية المستوى والجودة لأبنائنا وأهالينا.. تتوفر فيها كافة الخدمات وأحدث الأجهزة الطبية وتوفر رحلة العذاب والمعاناة لدى الأسر للسفر إلى القاهرة أو الغربية أو غيرها من المحافظات البعيدة وتكلف الأسر مادياً وبدنياً وأيضاً تزيد من فواتير استهلاك الطاقة والتكدس والزحام ناهيك عن المعاناة التى تلقاها الأسر.. وطول الانتظار والوضع على قوائم تستمر لشهور دون وجود حل حقيقى.

الأمر الثانى لابد ان تخصص المستشفيات الجامعية عيادات مسائية وتتوسع فيها خاصة فى المحافظات النائية وبسعر عادل ومعقول يحقق مصلحة المواطن.. وأيضاً مصلحة الجامعة والمستشفى فى تحقيق التوسع والتطوير وإيجاد ميزانيات للإنفاق على عمليات التوسع والتطوير والتحديث فى ظل الزيادة السكانية التى تصل إلى أكثر من مليونى مواطن أو مولود سنوياً.

- الأمر المهم أيضاً هناك قدرات علمية وبحثية لدى الجامعات وكوادر على درجة عالية من التقدم فلماذا لا نفسح المجال لجامعاتنا الوطنية التى تملكها الدولة لإقامة مشروعات (إنتاجية) فى الزراعة والصناعة وربما تستطيع الدخول فى تحالفات وتشارك مع القطاع الخاص مع الخضوع الكامل للحوكمة والرقابة والمراجعة المستمرة لتضيف طاقات إنتاجية خلاقة.. وتحقق عوائد مهمة للإنفاق على تطوير التعليم.. وتحقيق عوائد للإنفاق على التعليم المجانى وأيضاً الاهتمام أكثر بالبحث العلمى.. ومراكز التطوير والأبحاث التابعة للجامعات بما يخدم عملية تطوير الصناعة المصرية والاستفادة من هذه الخبرات بدلاً من الجهود المبعثرة وضرورة ربط الجامعات ببعضها البعض لإيجاد جهود تكاملية ومشتركة لخدمة أهداف محدودة.

لدينا ثروات علمية وبحثية وجامعية غزيرة آن الأوان لتعظيم الاستفادة منها بما يحقق أهداف الجميع.. الوطن والجامعة وأعضاء هيئة التدريس وحتى الطلبة يمكن ان تتيح لهم فرصاً للعمل والكسب أو فرصاً للعمل بعد التخرج.. فعلى سبيل المثال إذا تبنت الجامعة من خلال كليات الزراعة التابعة للجامعات إنشاء مشروعات زراعية عملاقة متفردة أو بالشراكة مع جامعات أخرى أو القطاع الخاص ويشارك فيها الطلاب كقوى عاملة لتصقل مهاراتهم.. وتساعدهم على تطبيق ما تعلموه وتكسبهم خبرات على أرض الواقع وتمنحهم أجراً ودخلاً وهذا يطبق فى العديد من المؤسسات حتى العقابية منها.

تغيير القوانين أمر مهم للغاية بما يواكب العصر والتحديات التى نعيشها والتوسع فى القطاعات الإنتاجية والاستفادة من كافة الجهود هو أمر ضرورى فإذا كان قانون تنظيم الجامعات يمنع ذلك فلماذا لا نغيره ويكون لدى الجامعات مستشفيات للمواطن البسيط وبدعم الدولة ومستشفيات استثمارية وعيادات أيضاً خاصة بالمواطن العادى وعيادات خاصة بأصحاب القدرة المالية العالية بالإضافة إلى تحسين الجامعات من إقامة مشروعات فى العديد من المجالات مثل الزراعة والثروة الحيوانية ومنتجات الألبان والصناعة وتقديم منتجات بالتعاون مع الكيانات الصناعية فى الدولة أو القطاع الخاص.. لتكسب الدولة فى النهاية قيمة وجهوداً مضافة وتزيد من حجم الإنتاج.. ومن خلال الأبحاث والبحث العلمى تستطيع الجامعات تجاوز والتغلب على العقبات والتحديات ولا تكون فقط مجرد (بيوت خبرة) وهو أمر ضرورى ولكن أيضا قطاعات إنتاجية تجمع بين مهام التعليم والإنتاج.. وتحقيق مصالح وأهداف الجميع بما فيهم الدولة.. وليس تقديم الاستشارات فقط ولكن العمل وتنفيذ المشروعات والإنتاج ويهدف لتحقيق مكاسب كثيرة.

الجامعات كنوز حقيقية بما لديها من قدرات وإمكانيات وكوادر وأبحاث ومنشآت وأراض ربما لا تكون مستغلة.. ودولة تسعى للتطوير والتحديث فى كل المجالات وترحب بكافة المبادرات التى تؤدى إلى التنمية والبناء وزيادة القدرات ولن تبخل الدولة فى تخصيص أماكن أو أراض للعمل والإنتاج للجامعات والتخفيف من الأعباء الملقاة على ميزانية الدولة.. لذلك لابد ان نعظم الاستفادة من كل شيء لدينا وبين أيدينا.. فالجامعات تحتاج إلى صياغة جديدة لدورها ومهامها ونشاطاتها عليها ان تتوسع وتكون كيانات للتعليم الراقى والإنتاج.. والتخفيف عن المواطن وتوفير الخدمات المتميزة له وبأسعار فى متناوله أو تنفيذ أهداف ورؤى الدولة ولا يكفى ان تكون الجامعات فقط «بيوت خبرة» واستشارات ولكن طاقة خلاقة للتطوير والتحديث والإنتاج والتفانى فى خدمة الناس.

قبل بدء أجازة نصف العام.. أرجو من الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم دراسة اختصار عدد أيام الأسبوع لثلاثة أيام فقط.. توفيراً للنفقات والتكاليف والضغط على السلع الغذائية والدقيق والفينو والبيض والبنزين والسولار.. لأن تداعيات الأزمة العالمية التى خلفتها الحرب الروسية- الأوكرانية أخطر من تداعيات جائحة (كورونا) التى أغلق فيها العالم المدارس وربما يكون هناك التعليم عن بعد خاصة للمراحل المتقدمة من التعليم الأساسى مثل المرحلة الثانوية تناسب الـ3 أيام دراسة فى الأسبوع بشكل مباشر.. والتعليم عن بعد فى باقى الأيام وبانتهاء تداعيات الأزمة العالمية تعود الأمور لطبيعتها.