رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


يروي حكاياته مع بير مسعود والحلقة والمندرة .. إيهاب فهمي : في الصيف لازم أحب

19-8-2017 | 12:56


كتب : حاتم جمال

«بين شطين وميه.. عشقتهم عنيا

ياغاليين عليا .. يا أهل اسكندرية»

عندما يسمع الفنان إيهاب فهمي كلمة «مصيف» تقترن هذه الأغنية في أذنيه منذ نعومة أظفاره هو عاشق مدينة الثغر وله فيها ذكريات حفرها الزمن مع كل زيارة لها..ذكريات الطفولة والصبا والشباب منظر التقاء الأزرقين والشمس البرتقالية التي تتمني السباحة في المياه وقت المغربية، تمشية الكورنيش بالليل وأغاني عمرو دياب وبير مسعود والعملات والسباحة فيه والأصدقاء والصحبة أول مصيف مع زوجته وألعاب المصيف مع ابنه .. ذكريات وحكايات رواها إيهاب في السطور التالية...

في طفولتي عندما كنت أسمع كلمة «مصيف» أعرف أنها الإسكندرية وتحديداً «المندرة» عندما كانت مجموعة من العشش، فالمصيف مرتبط لدي باللون الأسمر الذي أصبح يطلق عليه الآن «التات» وكذلك قلة النوم حتي لا أضيع أي لحظة استمتع بها بين الرمال وبناء القصور والمياه، حيث السباحة والألعاب المائية وعندما كبرت قليلاً كانت ذكرياتي علي مقاهي الإسكندرية أمام البحر، وأصوات الموج تداعب أذني والنسمة الباردة .. ولكن مع زحام الإسكندرية وكبر السن تغير الاتجاه من الإسكندرية للساحل الشمالي فمع أنني «مش سبيح» إلا أنني عاشق للعوم وعندما أجلس علي الشاطئ أعشق النظر للسماء والمنظر اللانهائي لذرقة البحر التي تختلط بذرقة السماء فبمجرد أن انتهي من أعمال رمضان الدرامية أسارع لتصفية نفسي بالجلوس علي الشاطئ حيث الهدوء والراحة فأعتبرها هجرة شرعية للساحل كل خميس وجمعة.

حب علي البلاج

في فترة الشباب كلما كنت أذهب للمصيف لابد أن أعود بحب جديد وتغرق في بحر من الرومانسيات بين جيرانك في الشاطئ والسكن وكانت معاكساتنا محترمة «بأدب» تبدأ بنظرة ثم ابتسامة وكلمات مهذبة وخلق فرص للكلام وفتح حديث وهذه تحتاج لخطط وترتيبات وكنت أعيش في قصة الحب وعلي الشتاء تكون انتهت، فقصص الحب عندي كثيرة عندما أعود للإسكندرية أتذكرها لأن معظم قصص الحب كانت في الإسكندرية.

صداقة لا تنتهي

حياتي كلها بها صديقان منذ الطفولة لازمانى في كل مراحل حياتي أولاد روض الفرج الشبراوية المجدع أصدقاء «دكة» في المدرسة ولعب في الشارع والمصيف أيضا فلم يخل مصيف منهما وهما أحمد وهشام سافرنا معا كثيرا.. كل شيء نفعله معا.. وأذكر خلافاتنا علي الشاطئ وألعابنا في المياه والرمال والراكيت وصراعنا برش المياه وحمل بعضنا بعضا لإلقاء أحدنا في المياه بالملابس هما قاسم مشترك في كل الذكريات لقد عدت بي إلي أجمل أيام العمر وكيف كنا نحضر لقضاء فترة الصيف.

مصيف التسعينيات

مصيف التسعينيات مقترن معي بأغان معينة لنجوم كنا نعشقهم ونسارع لاقتناء ألبوماتهم علي رأسهم مصطفي قمر ومنير ومني عبدالغني وحنان فكانت التمشية علي الكورنيش مقترنة بسماع هذه الأغاني من علي المقاهي والسيارات ومعظم الألبومات كانت تطرح في موسم الصيف وهي الفترة الذهبية للألبومات وفي طفولتي اعتقد أن ألبوم «لولاكي» لعلي حميدة الذي كسر الدنيا وقتها كان في الصيف.

أماكن في القلب

لا يمكن أن أذهب للإسكندرية إلا واتفقد أماكن ذكرياتي في بحري وأبوقير حيث «حلقة السمك» التي كنت استيقظ مبكراً من أجلها وعندما صورت «هانم بنت باشا» فيها وأثناء التصوير كنت أحاول النوم مبكراً حتي استيقظ مبكراً لمشاهدة الميزان والأسعار.. تشعر أنك في عالم آخر غير العالم الواقعي.. كنت أري اشخاصاً يلعبون جوز ولا فرد أيام جميلة كذلك «بير مسعود» فكم من مرة القيت فيه النقود من أول القروش حتي الجنيهات وكنت أري كيف يقفز الشباب للسباحة في بير مسعود ويقومون بالخروج منه في البحر وكنا نسمع عنه اساطير وعن الأمنيات التي تتحقق فهذه الأمور جزء من تاريخنا وجزء من تاريخ مصر عاشها كل الشباب في هذه الفترة.

أول مصيف عائلي

أذكر أيضا أول مصيف قضيته بعد زواجي كان في الساحل الشمالي وكنا مستمتعين جدا لولا موقف مازلنا نتذكره أنا وزوجتي ونتندر عليه كنا في «سيدي كرير» وتاهت زوجتي عندما كنا نحضر مستلزمات للبيت وكان الموبايل الخاص بها فاصل شحن وبحثت عنها طوال 8 ساعات متواصلة لم أجدها حتي جاءت لي فكرة أن أذهب لسيدي كرير والبحث عنها وجدتها طوال الـ 8 ساعات تقف لم تتحرك، في انتظاري بسبب هذا الموقف كرهت هذه المنطقة.

من إسبانيا لتركيا

زرت العديد من الشواطئ العالمية من إسبانيا للبنان لتركيا وبصراحة لم أجد مثل الشواطئ المصرية في جمالها ففي إسبانيا كنت في غرناطة وهي جزء من الخلافة الإسلامية القديمة وشوارعها اشبه بالقاهرة الفاطمية ومسجد المعز، والناس هناك أشبه بالمصريين وتشعر أنك في جو اسطوري من أساطير العرب حيث الحمامات الأثرية، تركيبة فريدة ورائعة.

أما في لبنان فأنت علي موعد مع المرح والفرح تشعر أنك مقبل علي الحياة طاير في ملكوت غريب.. هي بلد عربي بطعم أوروبي علي النقيض لم استمتع في تركيا لأسباب كثيرة فأنت لا تعرف إن كان «بحر مرمرة» هذا بحر أم بحيرة فهو أشبه بالنيل أعرف أنه البحر الأسود لكن شاطئه غريب لم استمتع.. لذا في تركيا كنت اتسوق فقط علي عكس الإسكندرية المرية وترابها زعفران.

ابني والبحر

كنت أتوقع أن ابني أول ما يري البحر والأمواج سيخاف منه وسيحتاج إليٌ حتي يتعود عليه لكن حدث العكس فأول ما وعقت عينه علي المياه سارع بالنزول إليها وكنا في الساحل الشمالي فعشق البحر من أول لحظة وكانت خططنا كيف نخرجه من البحر ولا أنكر أنني اشعر بطفولتي معه وأنزل معه ونبني قصوراً علي الرمال معاً فأنا معه طفل كبير.