عيد الشرطة.. 71 عاما على ملحمة معركة الإسماعيلية دفاعا عن الوطن
71 عاما مرت على معركة الإسماعيلية تلك الملحمة الوطنية التي خاضها رجال الشرطة المصريين في 25 يناير 1952 دفاعا عن الوطن لدحر الاحتلال، ففي معركة الإسماعيلية دافع رجال الشرطة عن مبنى المحافظة ورفضوا تسليمه للاحتلال البريطاني أو إخلائه، ودافعوا عنه حتى آخر نفس واستشهد وأصيب منهم العشرات.
وتحتفل مصر بالذكرى الـ71 لتلك المعركة والتي خلدت فيما بعد عيدا للشرطة، ومنذ ذلك الحين يخوض رجال الشرطة معارك عديدة دفاعا عن أرض الوطن وحماية للمواطنين يضحون بأرواحهم لاستكمال مسيرة البناء والتنمية في البلاد.
موقعة الإسماعيلية 1952
سبق حدوث موقعة الإسماعيلية بعض الأحداث التي أدت لاحتدام الصدام بين الاحتلال البريطاني والشعب المصري، حيث أثارت معاهدة 1936 الغضب الشعبي ومطالبات بإلغائها لما تمثله من أعباء على البلاد وتجعلها تحت الوصاية البريطانية، وتحت تأثير هذا الضغط الشعبي وبعد الحرب العالمية الثانية أعلن رئيس الوزراء مصطفي النحاس في 8 أكتوبر 1951 إلغاء المعاهدة أمام مجلس النواب.
أدى إلغاء المعاهدة لبدء المعارك بين الفدائيين وبين جيوش الاحتلال الإنجليزي في منطقة القناة، وازدادت العمليات الفدائية التي نفذها الشعب المصري كما امتنع التجار عن إمداد أفراد الاحتلال بالمواد الغذائية، وتحالفت قوات الشرطة مع أهالي القناة وبدأ الفدائيين يقومون بأنشطتهم تحت حماية الشرطة.
وفي صباح الجمعة 25 يناير عام 1952، توجهت القوات البريطانية بقيادة البريجادير أكسهام إلى مبنى محافظة الإسماعيلية، حيث استدعى القائد البريطاني قائد الشرطة المصري، مطالبا بإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية والرحيل من المحافظة والعودة إلى القاهرة، بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال.
إلا أن رجال الشرطة المصرية رفضوا تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي، ودارت معركة حاصر أكثر من 7 آلاف جندي بريطاني مبني محافظة الإسماعيلية والثكنات والذي كان يدافع عنهما 850 جنديا فقط لم يكونوا مسلحين إلا بالأسلحة العادية، في حين كانت القوات البريطانية مسلحة بالدبابات والعتاد الحديث.
ودافع رجال "البوليس المصري" ببسالة عن الكرامة والسيادة المصرية، بقيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط منهم خمسون شهيدًا والعديد من الجرحى الذين رفض العدو إسعافهم.
واستمرت المعركة لأكثر من 6 ساعات أطلق البريطانيون نيران مدافعهم بطريقة وحشية، وفي المقابل كان رجال الشرطة يردون ببنادق قديمة الصنع، وقد راح ضحية المعركة خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي.
لم يكتف البريطانيون بالقتل والجرح والأسر، بل قاموا بهدم قرى مسالمة تابعة للمحافظة، لاعتقادهم أنها مقر يتخفى خلاله الفدائيون، مما أثار الغضب في قلوب المصريين، فنشبت المظاهرات لتشق جميع شوارع القاهرة مليئة بجماهير غاضبة تنادي بحمل السلاح لمواجهة العدو الغاشم.
وعن هذا المشهد وبسالة الشرطة والشعب المصري، قال الجنرال اكسهام للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: " لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا".
وأدت فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال اكسهام التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم .
انتشرت أخبار المعركة في مصر كلها وثار غضب المصريين وخرجوا في مظاهرات عارمة في القاهرة واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952، مطالبين بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، ولكن في هذا اليوم وقع حريق القاهرة وما تلاها من أحداث حتى قيام ثورة 23 يوليو في العام ذاته 1952.