البطولات والتضحيات والانتصارات هى من تصنع الأمجاد والتحديات.. والأزمات والمحن والشدائد تزيد صلابة وصناعة الأوطان العظيمة.. وفى يوم الاحتفال بعيد الشرطة الـ71.. جاءت المعانى النبيلة من الفداء والعطاء والوفاء غزيرة وكثيرة.. والرسائل واضحة وكاشفة لتحطم وتجهض أحاديث الإفك التى تسعى إلى اغتيال الروح وسلب الإرادة.. لكنها فشلت «فالروح والإرادة» هما سر أمجاد المصريين.. الرئيس السيسى طرح تساؤلات مهمة.. تكشف بوضوح حقائق وواقعاً على الأرض.. وتنشيطاً للذاكرة «لما كنا عليه.. وأصبحنا فيه» أو «كيف كنا وماذا أصبحنا»؟ حتى نضع الأمور فى نصابها الصحيح فى مواجهة الأكاذيب والتخويف والتشكيك ومحاولة حصر الأزمة العالمية فى مصر.. رغم أنها طالت جميع دول العالم.. وأيضاً تؤكد جدوى المشروعات التنموية التى لم تكن من باب الرفاهية ولكنها من باب الضرورة والحتمية.
«فداء وتضحيات.. وعطاء ووفاء».. وحقائق لا لبس فيها تكشف الزيف والأكاذيب وتدحض «أحاديث الإفك»
يوم المعانى والرسائل 3/1
ليس كل من رفع علماً أصبح دولة.. وليس كل من ملك المال أصبح صاحب أمجاد.. فالعظماء تصنعهم البطولات والانتصارات والتضحيات والمواقف والمحن والشدائد والصعاب والتحديات.. فقد ذهبت جميعاً وبقيت الدولة العظيمة.. ومصر جاءت مع فجر التاريخ الذى تفرغ لكتابة أمجادها.. فهى الأرض المباركة التى اصطفاها المولي- عز وجل- ليتجلى عليها.. وهى أرض الرسالات السماوية ومهد الأديان.. ووطن الحضارات.. هى من حباها المولي- عز وجل- بعنايته وحفظه وحمايته.. لتظل شامخة حتى قيام الساعة والسند والحصن لكل صديق وشقيق وفى لا يعميه المال.. وينسى التاريخ والماضى والحاضر.
سر عظمة وأمجاد مصر فى أبنائها.. وقدرة وصلابة وإبداع شعبها.. تجرى فى دمائه وجيناته عبقرية الإرادة وقهر الصعاب وتحدى التحدى.. شعب لا يعرف الانكسار.. بل يحوله دائماً إلى أعظم انتصار.
بالأمس الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا القائد العظيم الذى يمثل الامتداد الطبيعى لأجداده صناع الحضارة والإنجاز والمعجزات شهد الاحتفال الـ71 بعيد الشرطة المصرية الوطنية.. والتى يتزامن عيدها مع ملحمة وطنية فريدة وعظيمة سطرها رجال الشرطة المصرية فى الإسماعيلية فى مواجهة الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير 1952.. رفض الأبطال الاستسلام أو الانسحاب أو أن ينزل علم الوطن من فوق الأرض المصرية.. لم يرهبهم عدو مدجج بالسلاح والآليات والمدرعات.. رغم ان ما يحملونه مجرد بنادق.. فلا مقارنة بين الطرفين فى العدة والعتاد.. لكن التاريخ والعدو انحنيا لبطولات الرجال وشجاعتهم الذين أبوا التخلى عن مبادئهم حتى ولو كان المقابل أرواحهم.. سقط منهم عشرات الشهداء الأبرار.. لكن بقيت سيرتهم العطرة وبطولاتهم فى الفداء والتضحية من أجل الوطن محفورة فى ذاكرة الوطن تنهل منها الأجيال بعد الأجيال.. تتعلم ان مصر لا تركع إلا لله.
الاحتفال الـ71 للشرطة المصرية كان يوماً ملهماً للمعانى النبيلة والرسائل المهمة التى تأتى فى توقيت دقيق يمر به العالم بأزمة عالمية طاحنة.. أثرت على كل الدول والشعوب وبطبيعة الحال منها مصر وشعبها.. لكن ليست المشكلة فى الأزمة.. فلطالما واجهنا الأزمات وعبرنا المحن والشدائد وأصبحت لدينا مناعة قوية فى مواجهة التحديات.. لكن المشكلة فى محاولات البعض من الفشلة فى تجريد المصريين من إرادتهم وقدرتهم على مواجهة الأزمة.. تارة بالأكاذيب والشائعات وتارة أخرى بالتخويف والافزاع وبث الاحباط.. يريدون ان يسلبوا المصريين أعز وأغلى ما يملكون.. وما صنع حضارتهم وأمجادهم وهى الروح الصلبة فى مواجهة التحديات.. لكن قدر مصر العظيمة ان تواجه الحروب تلو الحروب وتنتصر.. فمن كان يتوقع من غير المصريين انها سوف تعبر وتنتصر عقب نكسة 1967 وتحقق أعظم انتصار بما يفوق قدرة وطاقة البشر.. ومن كان يتوقع من غير المصريين الا تسقط مصر التى كانت الوحيدة التى نجت من مؤامرة الربيع العربى.. ومن كان يتوقع ان يتخلص المصريون من حكم الإخوان العميل والمتآمر على الوطن فى ثورة عظيمة توقف عندها التاريخ بعد أن رصدت أجهزة مخابرات معادية ان مصر لن تقوم لها قائمة قبل 500 عام وإذ بالمصريين يفاجئون الجميع بثورة مزلزلة أجهضت المؤامرات والمخططات وأفسدت كل الحسابات والتوقعات.. ومن كان يتوقع ان تستطيع مصر أن تواجه منتخب العالم للإرهاب وكان الشعب يستيقظ يومياً على فاجعة وجريمة إرهابية تؤلم قلوب المصريين.. وإذ بأبطال الجيش والشرطة.. خير أجناد الأرض.. ينتفضون ويقدمون الغالى والنفيس ويجودون بأعز ما يملكه الانسان وهو الروح فى مواكب الشهداء ويسطرون البطولات والتضحيات ويلقنون أعداءهم درساً لا ينسى.. وبدماء الشهداء وبطولات الرجال تطهرت مصر من دنس الإرهاب.. لتعود مصر أكثر أمناً وأماناً واستقراراً.. فى كل ربوعها.. وتعود سيناء الغالية.. أرض الأبطال والشهداء إلى أعلى درجات الأمن والاستقرار وتعود الحياة الطبيعية فى كل أراضيها.. وقريباً كما قال الرئيس السيسى نشهد أكبر احتفالية فى العريش ورفح والشيخ زويد.. إعلاناً للانتصار الساحق على الإرهاب المدفوع والممول والمدعوم من الخارج.. بما يؤكد للجميع ان مصر لا تفرط فى أى شبر من أراضيها.. أو تتنازل عن سيادتها.. ولا تسمح لأى قوة مهما كانت ان تختطف جزءاً منها فهنا تهون الأرواح والدماء ولا تركع مصر إلا لربها.
من كان يتوقع ان مصر تستطيع ان تنتصر فى معركة البناء والتنمية والإصلاح والتقدم وتسطر ملحمة عظيمة فى تجربة ملهمة رغم قسوة الظروف التى كانت تعيشها بعد ثورتين وعقود خمسة تفاقمت فيها المعاناة المصرية.. وتبنى اقتصاداً قادراً ومرناً وصلباً فى مواجهة الأزمات والتحديات العالمية وصموده أمام أزمتين هما «جائحة كورونا» وتداعيات الحرب «الروسية- الأوكرانية» وتحقيق النجاحات والإنجازات فى كافة المجالات والقطاعات وفى مختلف ربوع البلاد.. الحقيقة ان الاحتفال بعيد الشرطة الـ71 جاء ثرياً فى الشكل والمحتوى والمضمون حافلاً بمعانى العطاء والفداء والوفاء.. وزاخراً بالرسائل المهمة التى تقطع دابر الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه وتفسد حملات التخويف وبث الإحباط فما قاله الرئيس السيسى وما تضمنته الاحتفالية يحتاج إلى عدة مقالات على مدار الأيام القادمة خاصة وأن رسائل الرئيس السيسى جاءت مخاطبة معطيات الواقع.. وما يواجه مصر من حروب مختلفة كما قلنا سواء حروب الأكاذيب أو حروب التخويف والافزاع وبث الإحباط.. ولنعرض بعض الرسائل المهمة كالآتى:
أولاً: ان رجال الشرطة المصرية هم جزء من نسيج هذا الشعب.. وأبناء هذا الوطن.. صنعوا جزءاً من تاريخه وأمجاده بالفداء والتضحيات والبطولات.. وأيضاً أمنه واستقراره.. ضحوا بحياتهم الطبيعية ليعيش المصريون حياتهم الطبيعية تراهم جزءاً لا غنى عنه من حياتنا فهم حماة الأمن السلعة الأغلى والنعمة الأسمى التى تتيح للإنسان أن يبدع ويبنى ويطمئن وينجح ويتفوق.. ويوفر للأوطان البناء والتنمية والتقدم والاقتصاد والاستثمار ويحمى الشباب من خطر المخدرات والجرائم والبلطجة والحفاظ على الأموال والممتلكات الخاصة والعامة.. ومهام الانقاذ والنجدة والحفاظ على أرواح وسلامة المصريين.. بالإضافة إلى حماية الاقتصاد وتقديم الخدمات للمواطنين بما يواكب العصر والتقدم التكنولوجى والتيسير عليهم والانتقال إلى منازلهم بالإضافة إلى دورهم المهم فى الأمن المجتمعى ومساندة المواطن فى التوجه نحو فتح منافذ ومعارض ثابتة ومتحركة لاتاحة السلع الأساسية للمواطنين بأعلى جودة وأسعار أقل.
ثانياً: رجال الشرطة وأشقاؤهم من رجال القوات المسلحة قدموا ملحمة وطنية فى حماية وانقاذ وتطهير البلاد من الإرهاب وتسابقوا فى الدفاع عن الوطن.. وقدموا التضحيات والغالى والنفيس.. والشهداء الذين افتدوا مصر بأرواحهم لتحيا عزيزة كريمة.. ولولا تضحياتهم ما كان لمصر وشعبها ان ينعموا بالأمن والأمان والاستقرار والبناء والتنمية.
ثالثاً: جاءت الاحتفالية بالعيد الـ71 للشرطة المصرية الوطنية مليئة برسائل الفداء والعطاء والتضحية من أجل الوطن وفى نفس الوقت جاءت رسائل الوفاء من الرئيس السيسى الذى جسد عظمة هذا الوطن الذى لا ينسى تضحيات أبنائه.. وهو عقيدة (مصر- السيسي) لذلك أصدر الرئيس السيسى قراراً بترقية استثنائية للمقدم عاطف عبدالوهاب إلى رتبة العقيد وهو الذى ضحى من أجل وطنه وفقد ذراعيه لانقاذ المصريين من قنابل جماعة الإخوان الإرهابية وليكون نموذجاً فى التضحية من أجل وطنه وأيضاً تكون مصر نموذجاً للوفاء لأبنائها.
رابعاً: ان الشرطة المصرية كانت ومازالت على العهد مع الوطن.. فالملحمة التى سطرها رجال الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزى فى الإسماعيلية لم تكن هى الأولى.. ولكن سبقتها بطولات وطنية كبيرة فى دعم الفدائيين ورفض التنكيل بالعمال من قبل الإنجليز.. وتحملوا وبشجاعة بربرية الاحتلال.. ورفضوا التفريط فى مصلحة الوطن والشعب.. فما حدث من رجال الشرطة الشرفاء عقب إلغاء معاهدة 1936 سطره التاريخ بحروف من نور.. ولعل ما وجه به الرئيس السيسى بأعمال درامية لا تزيد على خمس حلقات عن كل بطل وشهيد قدم لوطنه أسمى معانى الفداء والتضحية ليكونوا دائماً «منارات» أمام كل الأجيال كقدوة ونموذج للتفانى فى حب الوطن.
خامساً: الرئيس السيسى تطرق فى كلمته لقضايا الساعة وما يثار من أكاذيب وتشكيك وتخويف ومحاولات هز الثقة وكسر الإرادة المصرية التى لطالما واجهت وانتصرت على تحديات وصعاب وأزمات كثيرة وبقيت شامخة وخالدة.
الرئيس السيسى كان واضحاً وصريحاً ومكاشفاً للحقائق وملماً بكل ما يروج من مزاعم وتشكيك وتشويه.. ولعل التساؤلات التى طرحها الرئيس السيسى على الجميع تكشف اجاباتها بوضوح وجلاء عن عمق استهداف مصر ومحاولات تعطيلها وإحباطها وتشويه الحقائق بأحاديث الإفك.
- العالم يتعرض لأزمة اقتصادية عنيفة جاءت نتاجاً لأزمتين قاسيتين هما «كورونا» ومازاد الطين بلة هو تداعيات الحرب «الروسية- الأوكرانية».. ودول العالم تتألم جراء هذه التداعيات.. وهناك اقتصادات كبرى تأثرت وتجد صعوبات بالغة فى توفير احتياجات شعوبها سواء من الطاقة أو السلع الأساسية.. وتعانى من وجود اضطرابات بيئية ومناخية واحتجاجات شعبية وهناك دول كبرى أعلنت انها لن تستطيع سداد استحقاقات ديونها.
هناك نوايا خبيثة وشيطانية تستهدف حصر الأزمة الاقتصادية العالمية على مصر فقط.. ورغم انها ليست من صنع مصر ولا غيرها من الكثير من دول العالم ولكنها فرضت على مصر وألقت بظلالها وآثارها السلبية على الجميع.. فالاقتصاد العالمى يعيش أزمة حقيقية وبطبيعة الحال مصر جزء من هذا العالم تؤثر وتتأثر فنحن لا نعيش بمعزل عن هذا العالم لذلك فإن محاولات فاشلة جرت خلال الفترة الماضية لإلصاق مسئولية الأزمة الاقتصادية بالحكومة المصرية.. وهذا حديث «إفك».. والمصريون على علم وإدراك ووعى بأن الأزمة عالمية طالت الجميع.
- ان الدولة المصرية كانت فى حاجة ماسة وملحة ولا غنى عنها للمشروعات القومية التنموية فى كافة المجالات والقطاعات.. فقد ورثت الدولة المصرية منذ عام 2014 ميراثاً ثقيلاً من الأزمات والتحديات وانهيار الخدمات وضعف البنية الأساسية والتحتية التى تهيئ الفرص للعمل والإنتاج والاستثمار والنهوض بالاقتصاد.. لقد كانت أوضاعنا وظروفنا غاية فى القسوة والتراجع.. لذلك فإن المشروعات التنموية التى شهدتها كانت ضرورة حتمية.. وفريضة واجبة لانقاذ مصر وهى مشروعات اضطرارية ليست من باب الرفاهية ونفذت فى وقت متزامن حيث لم يكن هناك فرص أو وقت للأولويات.. جميع الملفات والقطاعات والمجالات كانت تحتاج إلى جهد وسباق مع الزمن.
- طرح الرئيس السيسى تساؤلات مهمة وأبرزها.. لو لم يكن ما تم تنفيذه من مشروعات خلال الـ8 سنوات الماضية كيف كانت ستمضى وتسير الدولة فلم تكن سوء تقدير.. بل تقديراً صحيحاً وبالعلم فالأوضاع والظروف لم تكن تتحمل التأخير أو التأجيل والسؤال المهم أيضاً ماذا لو لم تنفذ الدولة هذه المشروعات العملاقة؟ وماذا لو لم تنجح فى تحقيق الإنجازات والنجاحات والمشروعات والإصلاح فى كافة المجالات والقطاعات وماذا كنا سنفعل أمام أزمتين عالميتين هما (كورونا) وعبرناها بسلام والحرب (الروسية- الأوكرانية) والدولة تبذل جهوداً خلاقة لمواجة آثارها لو لم تنفذ هذه المشروعات ونحقق الإصلاح والإنجازات والمشروعات؟ الاجابة كانت الأمور ستصبح كارثية ومأساوية ولم يكن الاقتصاد أو احتياجات المصريين تتحمل عدم بناء الدولة وتطبيق الإصلاحات وتنفيذ مشروعات عملاقة فى كل المجالات.
- الكهرباء.. كانت الكهرباء مشكلة معقدة التيار الكهربائى فى شبه حالة انقطاع وغياب.. أضيرت البلاد والعباد من هذه الأزمة. لذلك قررت الدولة مواجهة هذا التحدى وحققت نجاحات غير مسبوقة ووصلت إلى حد الاكتفاء الذاتى ولا يمكن ان تكون مصر مركزاً لتداول الطاقة دون وجود شبكة كهربائية عصرية تحقق هذا الهدف.. والربط مع دول العالم لتصدير الكهرباء ونجحت مصر فى تنفيذ ثلث عملية التطوير وتبقى الثلثان.
- فى قناة السويس كانت القناة فى أشد الحاجة إلى رؤية جديدة وإعادة النظر بالتطوير والتحديث كونها أهم شريان ملاحى فى العالم.. لذلك تم حفر قناة السويس الجديدة.. وبعد أن كانت القناة تحقق أعلى إيرادات فى تاريخها لا تزيد على 4.5 مليار دولار.. حققت هذا العام 8 مليارات دولار والمستهدف 12 مليار دولار.. فأين تكلفة ما أنفق على حفر القناة الجديدة من إيراد عام واحد بعد حفر القناة الجديدة وتطوير القناة ككل.. الحقيقة واجابة عن سؤال الرئيس.. نعم العالم يواجه أزمة اقتصادية عنيفة ومؤلمة طالت جميع دول العالم.. حتى الاقتصادات الكبرى والدول الغنية تتألم بسبب الأزمة العالمية مثل أوروبا التى تمثل ثالث اقتصاد فى العالم.. وأمريكا التى تعد الاقتصاد الأول فى العالم.. و تعلن انه ربما تعجز عن سداد مستحقات ديونها الخارجية وهناك مشاكل فى الطاقة والغاز والسلع الأساسية فى أوروبا تزامناً مع ظروف جوية ومناخية قاسية وطقس يتسبب فى وفاة العشرات وتغيرات مناخية.. فقد تكالبت الظروف القاسية على هذه الاقتصادات الكبرى فكيف لمصر ألا تتأثر بالأزمة العالمية القاسية؟ فهى أزمة فرضت على الجميع وليست صناعة مصرية.. وتداعياتها ليست فشلاً أو اخفاقاً ولكن محاولات البعض لتصدير ذلك بشكل متعمد وممنهج تأتى فى إطار الحرب على مصر.
السؤال أيضاً هل تطوير الموانئ المصرية يتعارض مع مصلحة الاقتصاد الوطنى؟ أليست مصر تحظى بموقع إستراتيجى فريد؟ ولابد أن تكون موانيها جزءاً مهماً وحيوياً من التجارة العالمية.. أليس هذا يعد قيمة مضافة للاقتصاد الوطنى والبحث عن موارد جديدة تدعم خطط التنمية المستدامة وتنفق على تحسين الخدمات وجودة حياة المصريين؟.
- بناء الدول لا يتحقق دون الحفاظ على الأمن القومى بكل عناصره ومكوناته كما ان الاقتصاد لا ينطلق أو ينمو بدون بنية أساسية قوية وحديثة وعصرية متكاملة.. فالخبراء فى الاقتصاد والتنمية والاستثمار يؤكدون ان تقدم الدول اقتصادياً مرهون بامتلاكها بنية أساسية وتحتية عصرية.. فإذا كنا نبحث عن التقدم والازدهار الاقتصادى فيجب ألا نسمع للمتآمرين والحاقدين والكارهين ومروجى الأكاذيب والإحباط.
- نعم هناك صعوبات تواجه المواطن المصرى من ارتفاع فى الأسعار لكن الدولة تقف إلى جواره من خلال محورين مهمين.. الأول العمل على توافر السلع الأساسية وهذا فى حد ذاته إنجاز فى ظل الأزمة العالمية وتعطل سلاسل الامداد والتوريد.. والأمر الثانى ان الدولة قررت ان تتحمل الجزء الأكبر من فارق الزيادة فى الأسعار.. أو التكلفة الجديدة.. وقررت أيضاً استمرار مساندة ودعم المواطن خاصة الفئات الأكثر احتياجاً وهو أمر واضح للعيان.
- الحقيقة أيضاً ان المشروعات القومية التنموية لم تكن أبداً باباً للتباهى والتفاخر.. وليست من باب الرفاهية ولكن لتهيئة الدولة وتأسيس البيئة الاستثمارية والبنية الأساسية اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة وتحسين الظروف المعيشية وجودة حياة المصريين بعد معاناة استمرت 50 عاماً وفى هذا الإطار فإن مشروع توفير الحياة الكريمة وانقاذ ما يقرب من 60 مليون مواطن من المعاناة لم يكن من باب الرفاهية أو التباهى بل قضية مهمة وحتمية ان تعمل الدولة على تغيير حياة المواطن فى قرى الريف المصرى إلى الأفضل.
الحقيقة اننا فى أمس الحاجة إلى الوعى الحقيقى والفهم الصحيح لمشاكلنا وتحدياتنا وبناء سياق مهم لهذا الوعى والفهم حتى نصل إلى حقيقة أمورنا وأحوالنا وظروفنا ونتأكد ان ما أنجزناه وحققناه كان أمراً حتمياً لا بديل عنه. فلم يكن من المنطقى والمعقول والمقبول ان تستمر الدولة فى أوضاعها المنهارة وتراجعها فى جميع المجالات والقطاعات وفى ظل الضغوط والاحتياجات المتصاعدة للمصريين وأحوالهم التى كانت غاية فى الصعوبة وفى ظل نمو سكانى يحتاج إلى وقفة أو نظرة فيكفى ان نقول انه منذ 2011 مصر شهدت زيادة سكانية بلغت 20 مليون مواطن جديد فى ظل دولة عاشت على موارد محدودة وفى ظل ما يحتاجه 20 مليون مواطن مصرى جديد من صحة وتعليم ومرافق وسكن وفرص عمل.
اذن لابد ان نحتكم لعقولنا ونتوقف بشكل جيد عند تحدياتنا ولا نسلم آذاننا وعقولنا للمتآمرين والكارهين لخير مصر وتقدمها.. فى النهاية نحن أمام حقيقتين مهمتين.
الأولى: ان العالم يعيش أزمة اقتصادية عنيفة ومؤلمة أثرت على الجميع.. ومصر جزء من هذا العالم وبطبيعة الحال تأثرت بالأزمة وهناك دول ذات اقتصادات كبرى تأثرت بشكل كبير بالأزمة.. من هنا فإن الأزمة الاقتصادية فرضت على مصر ولم تكن من صنع يديها.
الثانية: ان المشروعات التنموية التى نفذتها الدولة فى جميع المجالات والقطاعات كانت ومازالت حتمية وضرورية لبناء الدولة وإعادة تأسيسها وانهاء الأزمات ومشاكل شعبها ولم تكن للتباهى أو التفاخر أو من باب الرفاهية.. ولابد ان نعود بالذاكرة لما قبل 2014 حتى نتذكر الأزمات الطاحنة.. والتدهورالشديد فى الخدمات والانهيار الاقتصادى.. ونقارن بين ما كان وما نحن عليه الآن حتى نصل إلى الوعى المنشود والفهم المطلق لحقيقة أحوالنا وأوضاعنا بدلاً من إفساح المجال والأذان والعقول لأحاديث الإفك التى لا تريد إلا الإضرار بمصر وشعبها.. وللحديث بقية.