جمال بيومي: العلاقات بين مصر والهند تاريخية وزيارة الرئيس السيسي تؤسس لمرحلة جديدة
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الهند وحضوره كضيف شرف رئيسي في احتفالات يوم الجمهورية الهندي، تكتسب أهمية خصة وهناك اهتمام كبير بها في نيودلهي، مضيفا أن الهند من أقدم الدول التي أقامت مصر علاقات دبلوماسية معها، كما أنها يجمعها معها تاريخ مشترك في محاولة التخلص من الاستعمار البريطاني.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن علاقات الكفاح بين البلدين للتخلص من الاستعمار ممتدة منذ عقود خلال أيام مصطفى النحاس باشا وسعد زغلول في مصر ونهرو وغاندي في الهند، ثم في المرحلة التالية خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت لدى مصر علاقات وثيقة مع الهند خلال حكم لرئيس نهرو وزعماء آخرين مثل جوزيف تيتو وآخرين من الساعين للتحرر من الاستعمار.
وأضاف أنه بعد تحقق الاستقلال بدأت العلاقات تأخذ منحنى أعمق مع تأسيس تحالف عدم الانحياز، كسياسة جديدة لا تميل إلى الشرق ولا إلى الغرب، ولكن مع تحقيق المصالح بدون الانجذاب إلى أي تحالفات وتأسست بعد مجموعة الـ77 وهي مجموعة الدول النامية والتي أصبحت فيما بعد 139، مضيفا أن العلاقات بين ومصر والهند شهدت توسعا طوال السنوات وتم توقيع الاتفاق الثلاثي بين البلدين ويوغسلافيا للتجارة الحرة بين الدول الثلاثة.
وأشار إلى أن هذا الاتفاق يحرر التجارة ويلغي الجمارك بين الدول الثلاثة لكنه لم يستمر خلال حكم أنديرا غاندي رئيس وزراء الهند الأسبق التي اتخذت موقفا غير مؤيد لاتجاه الرئيس الراحل أنور السادات لتحقيق السلام وتوترت العلاقات بين البلدين حينها، مضيفا أن الرئيس السيسي مع توليه مقاليد الحكم بدأ يعيد فتح الملفات التي كانت مغلقة واستعادة العلاقات مع كل أنحاء العالم فزار دول الشرق والغرب لتعميق العلاقات وخلق مزيد من التبادل التجاري والاستثمارات.
ولفت إلى أن دعوة الهند للرئيس السيسي لحضور يوم الجمهورية له دلالة كبيرة فالرئيس هو أول رئيس لمصر يحضر هذه المناسبة الوطنية، مشيرا إلى أن هناك فرقة عسكرية من الجيش المصري تشارك في تلك الاحتفالات وهي فرقة موسيقى عالمية وذات سمعة طيبة وحصدت العديد من الجوائز وتشارك في العرض العسكري اليوم.
وأكد بيومي أن الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون، واتفاقات جديدة في كل المجالات لتوسع استثمارات الهند في قناة السويس وغيرها كما أكد الرئيس السيسي، مضيفا أن الهند دولة متقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتصدر بمئات المليارات تكنولوجيا معلومات، ومصر بدأت هذه المسيرة وصدرت بنحو خمس مليارات جنيه برامج تكنولوجية.
وأضاف أن الهند بها عدد ضخم من المواطنين المسلمين يقدر بنحو 200 مليون مسلم، وهذا يفتح مجالا جديدا للتعاون العلمي والبحثي وتواجد الأزهر الشريف، وهي كلها أطر للتعاون بين البلدين.