رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فاينانشيال تايمز: زيارة بابا الفاتيكان إلى الكنونغو وجنوب السودان رسالة محبة وسلام للأفارقة

31-1-2023 | 14:43


بابا الفاتيكان

دار الهلال

وصفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الجولة الأفريقية التي بدأها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، بأنها "رسالة محبة وسلام" لشعوب القارة؛ حيث إنها الزيارة الخامسة التي يقوم بها خلال 10 أعوام.

وقالت الصحيفة، إن زيارة البابا فرنسيس ستشمل كلا من الكونغو "كينشاسا" وجنوب السودان، وستستمر لمدة ستة أيام متواصلة، مؤكدة أن زيارة كلا البلدين تكتسب رمزية هامة بالنظر إلى حجم التوترات المتصاعدة فيهما، والتي زادت وطأتها على شعبيهما من حالة الفقر المدقع لهم. 

وأشارت إلى أن زيارة بابا الفاتيكان تستهدف لفت الأنظار عالميا إلى الكنونغو وجنوب السودان باعتبارهما أحدى بقاع العالم الأشد فقرا ومعاناة إنسانية شأنهما شأن حال كثير من بلدان أفريقيا، متابعة: "من هنا تحظى زيارة بابا الفاتيكان لأفريقيا باهتمام كبير من المنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية والأهلية العاملة في مجال الإغاثة وحماية اللاجئين".

وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن بلدان أفريقيا بقدر ما تضررت من ارتباكات سلاسل الإمداد والتوزيع وحركة التجارة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بقدر ما كانت تلك الحرب الدائرة في أوكرانيا وبالا على شعوب القارة حيث اتجه جل المساعدات الدولية صوب الأوكرانيين تاركا أفريقيا والأفارقة في طي النسيان بعد أن كانت المساعدات الدولية وهبات المانحين تعتبر أفريقيا هي مقصدها الأول".

 

واستطردت الصحيفة أنه وفق تلك الرؤية جاء بابا الفاتيكان إلى أفريقيا منبها دول العالم القوية والقادرة على ضرورة عدم الانشغال عن دعم الأفارقة بأية انشغالات أخرى قد تكون "أعلى صوتا" مثل دعم أوكرانيا في حربها القاسية مع روسيا.

 

وفضلا عن ذلك تعد افريقيا إحدى مناطق العالم الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية والمنطقة الوحيدة في العالم التي يتزايد عدد شعب الكنيسة الكاثوليكية فيها بحكم معدلات النمو العالية للأفارقة مقارنة بمعدلات نمو السكان في أوروبا، ففي الكونغو الديمقراطية التي يعتنق الكاثوليكية نصف عدد سكانها تقريبا البالغ 105 نسمة، قال البابا فرانسيس - في مستهل زيارته - إنه يجب علينا سماع أصوات الآخرين وتفهم ما في عقولهم والسعي للتعايش المشترك معهم مهما كانت قسوة التناقضات.. مشيرا إلى زيارتين لبابا الفاتيكان السابق جون بول الثاني عامي 1980 و1985 للكونغو ونداءات السلام التي أطلقها في هذا البلد الذي يعيش على أرضه نحو 50 مليون كاثوليكي و6000 رجل دين كاثوليكي و14 ألفا من طلبة العلوم اللاهوتية الكاثوليكية يشكلون 6ر3 في المائة من عدد دارسي اللاهوت بالعالم. 

 

وكان قرابة المليونين من أبناء العاصمة كينشاسا في استقبال البابا فرانسيس فيما عرف بأنه أكبر تجمع حاشد للكونغوليين منذ عقود، وقالت مصادر مطلعة لوكالة (أسوشيتد برس) إن زيارة بابا الفاتيكان إلى الكونغو كانت مقررة سلفا في يوليو من العام الماضي لكنها تأجلت بسبب مشكلات صحية عارضة ألمت به.

ومن المقرر أن يزور بابا الفاتيكان مدينة "جوما" بشرقي الكونغو والتي تعد إحدى النقاط الساخنة بالصراعات في شرق الكونغو وتتماس حدوديا مع منطقة "كيفو" الشمالية معقل حركة (23 مارس) الانفصالية وعناصر من تنظيم الدولية، وهي منطقة تسعى الجهود الأفريقية الإقليمية إلى إحلال السلام فيها وفق اتفاق سلام أبرم مع حركة 23 مارس الانفصالية في نوفمبر من العام الماضي، ولا يزال صعبا إنزال بنوده إلى أرض التنفيذ نتيجة أعمال العنف ومساومات أمراء الحروب في شرق الكونغو. 

 

يذكر - في هذا الصدد - أن الصراعات المسلحة في شرق الكونغو قد خلف 7ر5 مليون نازح ومشرد خمسهم تقطعت بهم السبل في العام الماضي وحده وذلك وفقا للتقارير الصادرة عن برنامج الغذاء العالمي الذي يشرف على إيصال مساعدات الأمم المتحدة الإغاثية لهم.

 

ويقول المراقبون إنه من أجل هؤلاء جاءت زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى أفريقيا مطلع العام الجديد؛ سعيا لطي صفحة الصراع في هذا الجزء من العالم.

 

ولنفس هذا السبب ستكون زيارة بابا الفاتيكان إلى جنوب السودان لإنهاء الصراعات السياسية والعسكرية الدائرة فيها والتي فاقمت من الأزمة الغذائية والإنسانية في كثير من مناطقها وهي الدولة الأفريقية الوليدة، وتشير التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أن 2ر1 مليون قطعة سلاح في جنوب السودان بأيدي مواطنين مدنيين وعناصر ميليشياوية قد فاقمت من الوضع الأمني في هذا البلد وأججت شهوة أمراء الحروب وأصحاب النزعات الانفصالية والعرقية صوب العمل المسلح.