رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جماليات الخط العربي خدمة مجانية تلفت أنظار جماهير معرض القاهرة الدولي للكتاب

1-2-2023 | 17:07


معرض القاهرة الدولي للكتاب

دعاء برعي

يحظى فن الخط العربي داخل بعض قاعات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين بإقبال جماهيري، فقد اصطفت أعداد كبيرة من الزوار على أركان الخط العربي  للحصول على أسمائهم مكتوبة على الأوراق كخدمة تقدم مجانًا، أو على الأخشاب داخل إطارات وبراويز بأسعار رمزية، حيث بدا شغفًا كبيرًا بين جميع الفئات العمرية بجماليات الخط العربي.

وحول الأسباب وراء هذا الإقبال والاصطفاف الذي قد يطول انتظاره، التقينا في ركن الخط المقام داخل جناح الأزهر الشريف بقاعة (4) بكل من فاطمة مصطفى، وسهام عامر (21عامًا) وشهد محمود (16 عامًا) حيث أكدوا: "من ضمن الأشياء الجميلة التي يقدمها جناح الأزهر في المعرض هذا العام، هو تخصيص ركن للخط العربي لنتمكن من كتابة أسمائنا بخط عربي جميل. لقد جذبتنا روعة الخط وتنوعه وأناقته المتميزة، حتى أننا ننتظر طويلًا لنحصل على ورقة مكتوب عليها أسمائنا. لقد أحببنا رقي وجمال الخط، خاصة أننا لم نجرب ذلك من قبل، وبالنهاية تمثل لنا هذه الورقة تذكارًا".

وداخل قاعة (1) وبجوار دار العربي للنشر خصصت مدرسة القلم ركنًا متواضعًا لكنه راقيًا للخط العربي ويشهد أيضًا قوة الإقبال التي يشهدها ركن جناح الأزهر، وقد تحدثت "بوابة الهلال" مع محمد وهدان مدير مدرسة القلم للفن العربي والزخرفة والمؤسس لها، والذي قال: "نحرص بشكل منتظم على المشاركة في معرض الكتاب من خلال ركن الخط العربي لكتابة أسماء الزوار بخطوط عربية رصينة وتقديمها على الورق كهدية، وإعطائهم خيارات للتنفيذ على خامات أخرى بخلاف الأوراق مثل الأخشاب داخل إطارات أو براويز، ولتعريفهم بالأدوات المعتادة التي يستخدمها الخطاطين من أوراق كوشيه وأقلام وأحبار ومحابر، وأيضًا لتعريفهم بطبيعة البرامج التعليمية التي نقدمها، كمشروع وقفية الخط العربي الذي يوفر شروح تعليمية مجانية متاحة على منصاتنا الإلكترونية وقناتنا على يوتيوب".

 

وأضاف وهدان أن سر إقبال رواد المعرض بأعداد كبيرة على ركن الخط العربي هو بمثابة محاولة لاستعادة ما يمثل الثقافة العربية بما يعبر عن الزوار ويمثلهم وخاصة الوافدين من غير المصريين ممن يحرصون على الإقبال عليها بصورة أكبر، إضافة إلى أنها تقدم على الورق مجانًا، ليحصل الزائر على اسمه مكتوبًا أو اسم شخص آخر يختاروه  ليقدم البطاقة الورقية كهدية أو حتى كاعتذار، حيث قد تذيّل الأسماء الشخصية بعبارة ما وفق رغبة الزائر، أيضًا من بين الزائرين من يحاول استعادة صلته بالخط بعد انقطاعه عن دراسته، فالزوار تنجذب لأشكال الحروف وطريقة كتابتها بشكل عميق ومتناسق".

وتستخدم أركان الخط العربي بالمعرض أدوات كلاسيكية معتادة لا يزال يستخدمها الخطاطين كالأقلام الخشبية التي تتمثل في البامبو أو الأبانوس أو أقلام البوص البلدي أو الجاوا، والأقلام المعدنية، والأحبار والمحابر، والأوراق الكوشيه.

 

يقول د.محمود محفوظ، فنان الخط بمدرسة القلم: "أدوات الخط العربي الكلاسكية في حد ذاتها أداة جذب قوية جدًا للزائرين من قبل أن نكتب الخط، إضافة إلى أن هناك تعطشًا للخط العربي في ظل انتشار السوشيال ميديا والكتب والخطوط المطبوعة، ما ساهم في نظرتهم له على أنه نادر أو شيء كلاسكي مميز يفضلون رؤيته لتذكر النقوش الإسلامية على الجوامع والأبنية القديمة سابقًا، وهناك أكثر من 180 خطًا معاصرًا منها الكلاسيكي ذات النشأة الإسلامية كالثلث والديواني أو الفارسي وهي خطوط فريدة تشهد إقبالًا أكبر لاختلافها عن الخطوط المكتوبة إلكترونيًا أو المطبوعة في الكتب".

 

وتطرح مدرسة القلم للخط العربي والزخرفة الإسلامية هذا العام أول كتاب لها عن الخط الكوفي المملوكي لصلاح عبد الخالق أستاذ الخط الكوفي بالمدرسة، حيث يرصد الكتاب الخط الكوفي المملوكي الموجود في الشريط الكتابي لإيوان القبلة الموجود بمسجد السلطان حسن وهو الشريط الكتابي الوحيد في مصر والعالم العربي لهذا الخط، ويعد الكتاب مشْق يضم طريقة كتابة الحروف والمفردات واتصالات الحروف والجمل، وفي بدايته بعض الجانب النظري والطرح الذي يهتم بذلك، إضافة إلى إطلاق المدرسة لخط طباعي يحمل اسم "ملوكي".

 

وتدرّس المدرسة أكثر من 13 أسلوبًا وقاعدة خطية بين الخطوط اللينة كالنسخ، والرقعة والفارسي، والثلث، والديواني، والديواني العثماني، وغيرها، والخطوط  الجافة كالخطوط الكوفية ومنها الكوفي المصحفي، والفاطمي، والقيرواني، والكوفي المربع والمملوكي.

وتعد المدرسة شبكة تعليمية مسجلة مختصة بفنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، لها مقر في قلب القاهرة التاريخية في الجهة المقابلة لمسجد السلطان حسن، تستخدم كمساحة للتعلم وكمتجر لبيع الأدوات، ومعرض دائم مفتوح للأعمال المنفذة بالخط على الخامات المختلفة ومكتبة مصغرة للإطلاع للمهتمين بمعرفة المزيد حول الفن الإسلامي.