بعد انتهاء مسلسل " موضوع عائلي " و تلك القصة التي دارت حول المشاعر الحقيقية والكبيرة بين الأب وابنته، الذي أصبح لها في النهاية السند والداعم من خلال أحداث فطرية وبسيطة، نتساءل عن مواصفات الأب السند وكيف يؤثر في حياة ابنته...

يقول الدكتور عبد النعيم عرفة أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر، أن الأب السند هو الذي يتحمل مشقة الحياة من أجل إسعاد أبنائه وإسعاد أسرته، ويتحمل الجوع من أجل أن يشبعهم، والجهد والتعب من أجل أن يوفر لهم الراحة ويؤدي ما عليه من أدوار، فالأب في حياة الأبناء لا يعني مجرد وجود شخص من الأسرة، بل انه يحمل الكثير من المعاني الإنسانية الطيبة لهم من مساندة اجتماعية وانفعالية وحماية ودفاع عن أبنائه وخاصة البنات منهم، حيث أن البنات لا يبنى لهن شخصية أو كيان إلا في وجود أب يحمل عنهن الآلام ويزيل عنهن الهموم، ويعوضهن عن كل ما يحتاجون إليه.

ويضيف أستاذ الصحة النفسية أنه لا يتوقف دور الأب على تأمين متطلبات الحياة لعائلته ماديا فقط، بل ينبغي أن يكون دوره متقاسماً مع الأم، فيقترب من تفاصيل أبنائه، ويستمع إليهم، ويفهم احتياجاتهم، ويشاركهم فرحتهم ولحظات حزنهم، وأن يكون حاضرا معهم دائما، حتى يترك الأثر الإيجابي لديهم، كما أن الأبناء يشعروا بحب واهتمام والدهم عندما يقوم بالإجابة على تساؤلاتهم باهتمام وعدم تذمر، ويكون معهم في جميع المواقف حتى في حالة رحيله، يظل ذكراه وخبرته الحياتية التي تركها لهم محرك وسند أساسي لهم، أما الأب غير السند فهو رجل غير مسئول يجعل بناته أكثر ضعفا وهشاشة نفسية، ولا يشترط أن يكون الأب السند متواجد طوال الوقت، بل من الممكن أن يكون مشغول عن بناته بالعمل معظم الوقت أو مسافر أو منفصل عن والدتهم، ولكن في أي وقت تحتاجه ابنته يكون الداعم الأول والأخير لها.

واستطرد أستاذ الصحة النفسية قائلاً أن الأب السند يجعل من ابنته شخصيه ذات ثقة بالنفس عاليه، ولديها تقدير ذاتي  وروح معنوية مرتفعه، قادرة على إدارة أمورها بكل نجاح وقوة، وتتمتع بطاقة إيجابية وقادرة على التحدي ولا تخشى الخسارة أو الفشل، لأنها تثق أن والدها سيكون معها في أي وقت حتى ولو مجرد نصيحة تتذكرها له في حالة وفاته، لأنه كان لها الصاحب الذي لا يكل من مرافقتها في كل وقت.