«متخافيش حبيبتي يومين وهرجع، إنتي قلقانة ليه مش أول مرة أسافر، وهكلمك كل يوم أطمن عليكي»، كانت تلك آخر كلمات قالتها إيناس لأختها داليا قبل أن تسافر لمأمورية تابعة لعملها، لتعود وتعثر على جثتها تعوم بالمياه في بانيو شقتها بمنطقة مصر الجديدة يوم الإثنين الماضي، وكانت تلك أقوالها أمام النيابة العامة، أثناء جلسة الاستماع إلى أقوال أفراد الأسرة والجيران، قبل أن تنهار وتبدأ بالصراخ على شقيقتها.

أمام النيابة العامة وبدموع تحاول التماسك جلست إيناس تروي لحظاتها الأخيرة مع شقيقتها قبل سفرها، إلى أن وجدتها متوفية في شقتها " كنت مسافرة في مأمورية تبع شغلي بره مصر، هي فضلت قبلها حضناني وبتقولي خليكي معايا يوم كمان، حاولت أطمنها وأفهم منها هي خايفة ليه، بس هي كانت ساكتة، أنا مكنتش عارفة ولا فاهمة إنها هتموت وبتودعني".

" مكنتش باين عليها إنها مريضة ولا فيها حاجة تعباها، وده اللي خلاني سافرت وسيبتها"، لتقرر إيناس في اليوم الثاني الإتصال بشقيقتها داليا أكثر من مرة لكنها لم تجد إجابة، وفشلت كل محاولاتها في الوصول إليها، تقول أمام النيابة: «قلقت جدا عليها وقررت أقطع السفر واستأذنت من الشغل، ونزلت ليها بعد تالت يوم»، لتتسارع دقات قلبها وتعلو كلما اقتربت من باب الشقة، وكان خوفها على شقيقتها يزداد، متابعة أنّ أنفها التقط رائحة كريهة مع وقوفها أمام باب المنزل، وحين فتحت الشقة بحثت عن شقيقتها في كل الغرف فلم تجدها: «دخلت الحمام ولقيت ميّة خارجه منه، فتحت الباب لقيتها جثة في البانيو، مش قادرة أنسى اللحظة دي، قعدت أصرخ وأعيط لحد ما الجيران جت، وكان واضح من شكلها إنّها ماتت من أول يوم».

وأكدت شقيقة الضحية في أقوالها، أنّها وجدت متعلقات الشقة كما هي ولم يتم سرقة أي منها، ولم تتهم أحدا في الواقعة.

وكان فريق من المباحث والنيابة العامة، اتجه إلى منزل الضحية في مصر الجديدة، فور العثور على جثة الفتاة، وأمرت النيابة العامة بعرض جثمانها على الطب الشرعي، وأخذ عينات من الجثمان لتحليلها ومعرفة أسباب وفاة الفتاة.