أخصائية نفسية توضح.. لماذا نظل رهائن علاقة مؤذية ونتسامح مع الطرف الآخر دائما؟
أحيانا ننبهر بحلاوة البدايات ، ونظل مستمرين كشريك في علاقة بائسة ، حتى بعد أن تظهر لنا دلائل عديدة على أن الطرف الآخر مؤذ ويستغلنا عاطفيا ، ولكن لا نستطيع الانفصال النفسي أو استيعاب فكرة الابتعاد وإنهاء هذه العلاقة، فنتسامح لنظل رهائن فيها ، فما هي الأسباب التي تجعلنا نفعل ذلك ، تابعي معنا السطور المقبلة لتجيب على هذا السؤال أخصائية نفسية .
تقول الدكتورة منى داوود أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري أننا في حياتنا نقابل أشخاصاً كثيرة ، ووجود كل واحد منهم في حياتنا لحكمة لا بد أن نتعلم من وجودهم درسا ونغير من أنفسنا للأفضل .
وتضيف أننا من المفروض ألا ننخدع بحلاوة البدايات في العلاقات ، فأحيانا يوجد أشخاص هدفها الوحيد من دخول حياتنا ، يكون التلاعب بنا، فيبدأون في شرح تفاصيل حياتهم ويفضفضون لنا بكل ما يخصهم من أمور، ويشعروننا أننا محل ثقة ويأتمنونا على أسرارهم وخصوصياتهم ، وبعد فترة يبدأون بالتلاعب بنا وبمشاعرنا لأنهم من البداية هذا هو هدفهم ، ويغرينا ببداية علاقة رومانسية كلها اهتمام ومراعاة بمشاعرنا ، فنقوم بدور المنقذ أو المخلص ويكون هذا التصرف بطريقة لا شعورية ، لإحساسنا العالي وأننا تستطيع حل مشاكل هذا الطرف .
وتشرح الأخصائية النفسية أسباب تسامحنا مع العلاقات المؤذية واستمرارنا فيها ، وأن ردود أفعالنا تجاه الطرف الآخر وتمسكنا به وإخلاصنا له بطريقة لا إرادية وبدون تفكير تكون نتيجة لعدة عوامل أهمها التربية ، أو بسبب أن الأب أو الأم في أحيان كثيرة يكونون متقلبي المزاج أو يتعاملون بطريقة غير صحية مع الطفل ، مما يجعلنا عندما نكبر نجذب إلينا شخصيات غير سوية ، أو تربينا بطريقة أن الأب أو الأم من الممكن أن يكونا قاسيين على الطفل ويعنفانه أو يضربانه وكأطفال نسامحهما كشيء عادي، فنكبر على هذا التسامح حتى في العلاقات المؤذية ، فنسامح الطرف الآخر حتى بعد ما تأذينا منه لأننا تعلمنا ذلك في اللاوعي ونحن أطفال أننا نسامح من آذانا .
بجانب شعورنا بالمسؤولية تجاه من نحب وأننا المسؤولون عن سعادته فنكمل في هذه العلاقة المؤذية ولا نستطيع الانفصال ، فنصبح مثل الرهائن داخل هذه العلاقة ونجد المبررات للطرف الآخر الذي نصوره لأنفسنا أنه الشخصية الساحرة وأننا المخلصون لهم .