رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أنا لحبيبى.. دائما!!

8-2-2023 | 19:09


د. هبة سعد الدين

عندما فاجأ حسين كمال وكوثر هيكل الجميع بفيلم "حبيبى دائماً" عام 1980؛ الذى أصبح أيقونة الحب فى كل اللحظات، لم يكونا على يقين ببقائه وسط كافة الافلام، فهو القصة "المهروسة" للحب والتى تتكرر دون كلل أو ملل وهاهو الزمن يثبت ذلك ، فبعد ثلاثة وأربعين عاماً نرى "أنا لحبيبى" بذات التفاصيل التى "اتهرست" من قصة الحب المرفوضة؛ نظراً للتفاوت المادى والاجتماعى، بذات تفاصيل المعارضة التى تعيد "البلطجية" مرةً أخرى إلى الصورة تحت شعار "الأم المجنونة"، فلا يمكن أن نعيد التهديد بذات التفاصيل إلا فى هذا الإطار ، وكذلك هزيمة تلك المرأة لن تأتى سوى بمحاولة ابنتها الانتحار لتأتى النهاية السعيدة بالزواج.
ولكن هذا ليس ما تم الاتفاق عليه، فهذه القصة نهايتها لابد وأن تكون تعيسة، لذلك تم تأجيل الاعلان عن ذلك من خلال تكنيك "الفلاش باك"، الذى اتخذه مسار حكى الأحداث؛ ليمنحنا فى النهاية خبر وفاة الحبيب فى حادثة واصابة الحبيبة بحالة نفسية من الإنكار لموته ،الذى سيستمر مابعد نهاية الفيلم.
أدرك المخرج هادى الباجورى وكاتب القصة والسيناريو والحوار والمخرج المنفذ للفيلم محمود زهران؛ المساحة المحدودة التى يلعبان خلالها ،فليس هناك شىء يستغرقنا، ولذلك كان الايقاع الهادىء الذى صاحبنا إلى أجمل مشاهد مصر فنجوب معهما الأقصر وأسوان ونويبع ودهب؛ ولم لا وليس لدينا أحداث سوى قصة الحب المعروفة والتى تحتاج إلى مايجذب المشاهد من مكان يتحول مع المشاهد الرومانسية إلى لوحات ابداعية تستمتع بها الارواح قبل العيون.
تلك كانت لعبة فيلم "أنا لحبيبى" التى انحازت للحالة  الفيروزية منذ البداية باختيار اسم الفيلم وتوالى نغمات الأغانى وتقسيم الأحداث لأغنياتها والتى بدأت ب "نسم علينا الهوى" وانتهت ب "أنا لحبيبى"؛ لتمنحنا اختصاراً لما سيحدث.
هكذا جاءت مشاهد الفيلم لوحات تبعث على الاحساس بالهدوء والسكينة ؛ مع أداء تمثيلى يوازى الحالة المتكررة للحب الذى لابد وأن تظل "أسطورته" فى الحزن الذى يحيط به.


ولكن السؤال حول الفيلم الذى عُرض قبل عيد الحب ؛ وحصد أكثر من اثنين مليون فى أيام وتقدم نحو المركز الثالث فى سباق شباك التذاكر؛ رغم وجود عدد ليس بالقليل من الافلام المتنوعة؛ لايزال مطروحا: تُرى هل يصبح أسطورة حب سينمائية لسنوات قادمة؟؛ خاصة وأنه جاء فى سنوات عجاف تحتاج لقليل من الحب، فهل تصمد "خلطة" فيروز وقصة الحب التى امتزجت مع أجمل الأماكن مصر أمام سباق شباك التذاكر؟.. وهل ستعيش فى الذاكرة؟.