أكدت الدكتورة هند عباس عبد الرازق، الباحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بشعبة الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، أن الحج يتطلب بذل طاقة وجهد خاصة وأن الحجاج يمرون بعدة متغيرات منها المكان والمناخ، مشددة على أهمية التغذية السليمة للحاج لتمده بالطاقة اللازمة وبالنشاط والحيوية وتقيه من الأمراض التي قد تعيقه من أداء مناسك الحج.
وأوصت الباحثة ـ في تصريح لها اليوم ـ بضرورة أن يكون غذاء الحاج متنوعا وصحيا ومتكاملا ويوفر الاحتياجات اللازمة من السعرات الحرارية والبروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والسوائل، موضحة أن الاعتدال في استهلاك الطعام خلال موسم الحج هو واحد من القضايا التي يجب على كل حاج إعطائها اهتماما خاصا فهي توصية نبوية بالإضافة إلى كونها مبدأ التغذية الصحية.
وقدمت 22 نصيحة للحاج يجب الإلتزام بها على قدر الإمكان للتمتع بحالة صحية جيدة وأداء مناسك الحج بسهولة ويسر، قائلة إنه يأتي في مقدمة النصائح الحرص على شرب المياه بكميات كافية وبانتظام خلال اليوم وترطيب الجسم والتي تعد من أهم الأشياء التي تحمي الجسم من الجفاف، وتناول العصائر الطبيعية الطازجة، فهي وسيلة فعالة للحصول على الماء والمحافظة على الترطيب، مع تجنب تناول مشروبات الكافيين مثل الشاي والقهوة لأنها مدرّة للبول؛ ما يجعل الجسم يفقد كميات كبيرة من المياه ويصبح عرضة للجفاف.
وأضافت إنه من بين النصائح تناول وجبات خفيفة وصغيرة طوال اليوم وبدون إفراط، وتجنب الأطعمة الدسمة والمسبكة التي تسبب عسر الهضم ومشاكل الجهاز الهضمي والشعور بالتخمة، مؤكدة أنه لكي يكون غذاء الحاج صحياً يجب أن يكون متنوعًا وموفرًا لاحتياجاته من السعرات الحرارية والبروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والسوائل.
وطالبت الحاج بالالتزام بتناول وجبة الإفطار لأنها مهمة جدا ولا غنى عنها، وتناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيدا، للإمداد بالطاقة والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف الغذائية الضرورية والتي تجنب الفرد الإمساك، كما يجب تناول الخضراوات، لاسيما الخيار والخس لتوفير الرطوبة اللازمة للجسم فهي تحتوي على أكثر من 90 % من وزنها ماء.
وأكدت أهمية استبدال الخبز الأبيض بالخبز الأسمر (القمح الكامل) للاستفادة من القيمة الغذائية الموجودة فيه، وتناول التمور والحليب أو منتجات الألبان الغنية بالطاقة عالية القيمة الغذائية وسهلة الهضم، بالإضافة إلى أن الحليب يضم الكثير من الماء، كما أنه يعد من المشروبات التي توفر البرودة للجسم لاسيما في فصل الصيف مع ارتفاع حرارة الجو.
وأشارت إلى الحرص على تناول عسل النحل فهو من الأغذية المفيدة وخاصة أنها تقوي المناعة لدى الحاج، وتناول قرص من فيتامين "سى" يوميا للوقاية من أمراض الأنفلونزا وغيرها من الأمراض، وضرورة تجنب التواجد في الأماكن سيئة التهوية للوقاية من الأمراض التي تنتقل بالهواء.
وأكدت أنه من الأمور التي يجب مراعاتها أثناء الحج أيضا سلامة الغذاء فكثير من الحجاج عرضة للتسمم الغذائي، وخصوصا ذلك النوع من التسمم الناجم عن السالمونيلا، الأمر الذي يؤدي إلى التهاب حاد في الأمعاء والقولون، وينطوي على أعراض مثل آلام المعدة والصداع وارتفاع درجة الحرارة والإسهال والقيء.
وقالت إنه لتجنب الكثير من تلك الأمراض يجب غسل الفاكهة والخضراوات جيدا قبل الأكل، الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة غير المطهية، وتناول اللبن بعبوات صغيرة ومبسترة ومعقمة ومغلية جيدا، وعدم الاحتفاظ بالعبوة بعد فتحها، والابتعاد عن السلطات المحضرة من المايونيز والبيض والدجاج والتونا فهي أكثر عرضة للفساد.
وأضافت إنه يجب عدم تناول الأغذية الغريبة أو التي لم يسبق للحاج أن تناولها من قبل حتى لا تتسبب بمشاكل صحية مع ضرورة التأكد من سلامة اللحوم وطهوها جيدا، وصلاحية الأغذية والمشروبات المعلبة.
وأشارت إلى أهمية التأكد المستمر من أن أدوات الطعام نظيفة وخالية من الأوساخ والتربة، وتجنب تخزين الطعام المطبوخ في حافلات لفترة طويلة عند الانتقال من موقع لآخر خاصة وأن هذا من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي خلال موسم الحج، موضحة أن تخزين الطعام المطبوخ لأكثر من ساعتين في الغرفة أو الأتوبيس مع ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي إلى تنامي البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي.