حوار- صلاح البيلي
صلاح جاهين قدوتي .. وهشام الجخ أداؤه تمثيلي ويتعبني !
الرجل مستعد لدعم المرأة المبدعة بشرط ألا تكون زوجته !
حسن راتب نشر ديواني الأول على نفقته وكان معي بالصالون الأدبي بالعريش
ليس عند ي وقت فراغ وأكتب في كل مكان وأي وقت
وراء كل مبدعة فاشلة رجل وواقعنا الثقافي تجاوز الثقافة الرسمية !
الصمت الأن خيانة لأن مصر تتعرض لحرب من نوع جديد
الشاعرة إيمان معاذ قاهرية عاشت في سيناء ربع قرن بصحبة زوجها اللواء حسين طلبه وشاهدت يوم اجتاحت العريش جحافل الغزاة بالرايات السوداء مع ثورة 25 يناير ويومها صافحت المشير السيسي أنذاك في ندوة تثقيفية للقوات المسلحة وقالت له إنها خائفة على سيناء فقال لها بالحرف : ( سيناء في أمان ونحن فداء لكم نموت ولا تخافوا ) .
وتكررت مشاركاتها في ندوات القوات المسلحة والمؤتمرات الجماهيرية وحصلت على أكثر من درع لتكريمها كما كانت عضو المجلس القومي للمرأة فرع العريش . صدر لها دواوين : ( شهرزاد و حالة من الجنون و سندريلا والفقير وبدون تصريح ) ولها في الطريق أكثر من ديوان تحت الطبع . وفي هذا الحوار نتعرف عليها وعلى شعرها .
تقول الشاعرة إيمان معاذ : أنا زوجة وأم لثلاثة أبناء هم ( راجي وعاصم ويسرا ) . عملت مديرا للإعلام بجامعة قناة السويس في العريش لمدة ربع قرن حيث سافرت مع زوجي اللواء حسين طلبه إلى هناك وكنت عضوا بالمجلس القومي للمرأة فرع العريش وكان لي نشاط تطوعي كبير في مجالات الأمومة والطفولة وأسست صالونين ثقافيين في العريش . وعشت الارهاب الأسود يوم اجتاح الغزو شمال سيناء بالرايات السوداء قبل وبعد ثورة 25 يناير 2011 ووجدنا الارهابين رفعوا راياتهم على المصالح الحكومية لدرجة أنني شبهت نفسي وكأني في أفغانستان وكان يوجد فراغ أمني كبير وكات فترة عصيبة جدا علينا . وسنة 2012 جاءتني دعوة من الشؤون المعنوية للقوات المسلحة للمشاركة بشعري في الندوة التي كان يحضرها المشير السيسي أنذاك وكان وزيرا للدفاع . كان اللقاء في مسرح الجلاء وكنت أشارك بالسابق في كل أعياد سيناء في 25 أبريل من كل عام . وصافحت الرئيس السيسي بعد اللقاء وقلت له إنني قلقة على سيناء فقال لي : (سيناء في أمان ولا تخافوا نموت ولا تراعوا ونحن فداء لكم ) وشعرت أننا في أمان ويوم 30 يونيو نزلت من العريش خصيصا لمشاركة الثوار في ميدان التحرير وعن هذه الفترة كتبت قصيدتي ( وضع يد ) عن مواطن وجد غيره قد احتل أرضه وداره ومما قلته فيها : ( لما طالت رحلتي - والشعر شاب في غربتي - رجعت شايل ذكرياتي – في الطفولة وإللي باقي – من حكاوي جدتي – فجأة القى شيء عجيب – ألقى أرضي للغريب - - وإن كان قريب – قالوا إنه بيراعيها – قالوا أرضي خسارة فيا –وإني لازم أنسى أرضي بالتقادم ..) حتى أخر القصيدة .
فوبيا الغربة
كشاعرة الندوات التثقيفية هل تكتبين شعرك للمناسبات ؟
لا ولكني كعاشقة لمصر عندي فوبيا الغربة وأخاف من الغربة ولا أحاول السفر خارج مصر وأخشى أن تسافر مصر عنا وتتركنا وتتغرب ولكن الرئيس السيسي طمأنني وقال : ( مصر لن تضيع ) وكتبت في ذلك شعرا : ( عاوز تشوف بلدك أعظم بلاد الكون – شوفها بعيون الطمعانين فيها – حافظينها حراة وحي – عرفينها أصل الضي .. ) وقلت في قصيدة ( ثورة التغيير ) : ( يامصري قوم بقى وانفض تراب عصر انطفى نوره – وخبينا سنين العمر في جحوره – وخلانا ورا سوره نصدق إننا عاجزين – وانت يامصر زي الفرسة مربوطة – وكنت الطاقة مكبوتة – تعبنا خلاص من النومة – وكان لازم نقوم قومة ..).
منذ متى تكتبين شعر العامية ؟ وما هي أبرز محطات مشوارك الأدبي ؟
وانا طفلة عمري 12 سنة وكتبت كارت معايدة لأمي فقالت لي إني سأكون شاعرة وكنت أقرأ لنزار وصلاح جاهين وجويدة ونجم والأبنودي وفي سن 15 سنة رحلت صديقتي فكتبت قصيدة رثاء فيها وتخرجت في تجارة القاهرة سنة 1984 وفيها انضممت لجماعة المرايا الأدبية بعدها تزوجت وسافرت مع زوجي للعريش وبدأت أقرأ قصائدي بإذاعة شمال سيناء وأشارك بالسهرات الأدبية وأسست الصالون الأدبي وكان معنا رجل الأعمال حسن راتب وطبع ديواني الأول ( شهرزاد ) على نفقته سنة 2007 ثم صدر الثاني ( حالة من الجنون ) سنة 2011 ثم ( سندريلا والفقير ) وبعده ( بدون تصريح ) سنة 2016 وبالطريق أكثر من ديوان ومجموعة قصصية . وشاركت بشعري في ندوات القوات المسلحة والأوبرا وصالون وسيم السيسي بالمعادي و وبعدد من الجامعات .
كيف ترين الحالة المصرية الأن ؟
نحن نخوض حربا من نوع جديد . حرب ضد هويتنا وقيمنا وفيها قنوات مخصصة للهجوم علينا فهي حرب قذرة وأي مثقف يقف صامتا الأن يعتبر خائنا لأن الصمت نوع من الخيانة وكل من يتخلف عن المواجهة لن يحترم ذاته في المستقبل .
ما هي قوانينك في الكتابة ولماذا لا تكتبين الفصحى ؟
كتبت الفصحى في بدايتي وكنت اسنساخا لفاروق جويدة فتحولت للعامية دون أي لفظ خادش لأن الشعر برأيي أشبه بضوء القمر الذي نستمد منه النور ولا يحرق . وأنا ضد القبح والابتذال .
كيف ترين هشام الجخ ؟
استعراضي أكثر من اللازم لدرجة أن حركات جسده تغطي على شعره . وأداؤه تمثيلي وينفعل جدا وكلما علا الصوت بطلت الحجة وطريقته تتعبني !
أرى أن تكتبين الشعر الوطني فأين المرأة والشعر العاطفي ؟!
أكتب الوطني والعاطفي ومن شعري العاطفي : ( لما شديت الرحال للمحال – كنت قدري – كنت ليلي وكنت فجري – كنت مرسى فى انتظاري – كنت داري – واما يوم فتحت بابك – كان عذابك شهد عمري – للهوى سلمت أمري ..) . ولا فرق بين حب الوطن والحبيب لأن من لا يحب نفسه لن يحب وطنه .
كيف ترين المرأة المصرية ؟
بطلة لأنها تعمل في ظروف شديدة القسوة ولا تتحملها المرأة العربية ولا الأجنبية وهي وراء تصحيح مسار الثورة .
وكيف ترين المرأة المبدعة ؟
تعاني الأمرين كي تظهر ويحاربها الجميع بعكس الرجل كما أنها لا تستطيع أن تتخلى عن دورها كأم لذلك أكتب في كل مكان لأنه غير مسموح لي بوقت فراغ أو بخلوة وحدي . ووراء كل مبدعة فاشلة رجل . والرجل المصري على استعداد أن يساعد المرأة بشرط ألا تكون زوجته ! وبالفعل كل من ساعدوني رجال عدا زوجي !
من هو شاعرك الأول ؟
صلاح جاهين كلماته بسيطة وتحمل معاني كثيرة .
ما هو طموحك ؟
أن ترجع الحياة الثقافية لنشاطها لأن الجانب الرسمي منها لا يواكب الواقع وأن تعود القيم والأخلاق لحياتنا بعد ضربت في مقتل في الحرب المعلنة ضدنا ورغم ذلك تفائلة وأرى أن مصر ستقوم وتنهض كعصر محمد على باشا .
أخيرا كيف تختمين الحوار شعرا ؟
أقول : ( مش هاقول إني بحبك – مش هاقولك روحي فيك – عاوزة أقولك كلمة تانية – متقلتش إلا ليك – قلبي لك أسير – وكل لحظة في غيابك – قلبي عاوز لك يطير ) .