قال الممثل الدائم لروسيا لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف جينادي جاتيلوف، إن روسيا لا تتهرب من الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، غير أن مسار واشنطن المناهض لروسيا يعيق هذه المناقشات.

وذكر جاتيلوف - في تصريحات للصحفيين، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء (تاس) الروسية، اليوم /الخميس/ - "نحن لا نرفض الحوار مع الجانب الأمريكي حول قضايا الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي".

وأشار في هذا الصدد إلى أنه "في يونيو 2021، عندما استضافت جنيف اجتماعا للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، تم إقامة حوار موضوعي حول كيفية إقامة تعاون بشأن قضايا الاستقرار الاستراتيجي والحد من المخاطر والسيطرة على التسلح في المستقبل".

واستطرد قائلا: "لكن الوضع تطور لاحقا في اتجاه مختلف ورفض الأمريكيون إجراء أي اتصالات معنا"، مضيفا أن التعاون الذي ظهر في عام 2021 وما تلاه من اتصالات "تم التقليل من قيمته بسبب المسار التدميري الأمريكي الموجه نحو تقويض أمن روسيا " (على حد وصفه). وأضاف "لقد قاطعوا الحوار".

وتابع: إن استئناف الاتصالات في مجال الأمن يبدو معقدا للغاية، حيث أن الولايات المتحدة تتبع مسارا مناهضا لروسيا، وتضع شروطا لحوار محتمل. 

وأعرب عن أمله في أن "يتغير الوضع في المستقبل"، مشيرا إلى أنه "من أجل هذه الغايات يتعين على الولايات المتحدة "أن تدرك أخيرا مسؤوليتها عن السلم والأمن الدوليين ليس فقط من منظورها ولكن أيضا من منظور الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".

وفي سياق آخر .. حذر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، من العواقب التي ستلحق بواشنطن بعد تحقيق الصحفي الأمريكي سيمور هيرش بشأن تفجير خط أنابيب "السيل الشمالي" . وقال ريابكوف، في تصريحات لوكالة أنباء "نوفوستي" الروسية اليوم /الخميس/ - "لقد أكد هيرش في تحقيقه الصحفي ما نعرفه".

وأضاف ريابكوف:" ليس لدينا أي شك مطلقا بأن الولايات المتحدة وربما دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأخرى متورطة في هذا العمل التخريبي البشع".

وكان الصحفي الأمريكي سيمور هيرش نشر تحقيقا صحفيا حول عملية تفجير خط أنابيب "السيل الشمالي"، يتهم فيه الولايات المتحدة بالتورط في هذا التفجير. ومن جانبه، رفض البيت الأبيض بشكل قاطع المعلومات الواردة في التحقيق الصحفي لهيرش. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون:" إن هذه المعلومات كذبة مفبركة وخرافة كاملة".

كما دعا المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إلى ضرورة فتح تحقيق دولي في مقال الصحفي الأمريكي سيمور هيرش الذي أشار خلاله إلى تورط الولايات المتحدة في تفجير خطي أنابيب "السيل الشمالي".

وقال بيسكوف للصحفيين، "إن مقال هيرش يوضح الحاجة إلى ضرورة فتح تحقيق دولي مفتوح ومعاقبة المسؤولين".

وأضاف بيسكوف: "أن التحقيق الذي نشره الصحفي المعروف سيمور هيرش لم يلق تداولا واسعا في الغرب، وهذا أمر مفاجئ لنا".

وكان الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش، المعروف بمنشوراته عن الحرب الأمريكية في فيتنام وحروب الشرق الأوسط، ولا سيما فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب العراقي، تمكن من الحصول على معلومات حول عملية تفجير خط أنابيب "السيل الشمالي" يتهم خلالها الولايات المتحدة بالتورط في هذا التفجير.

من جانبه، رفض البيت الأبيض بشكل قاطع المعلومات الواردة في التحقيق الصحفي لهيرش .. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون: "إن هذه المعلومات كذبة مفبركة وخرافة كاملة".