حسين السيد.. والحب
د. حامدة حسين السيد
للتضحية مكان كبير في الحب، وهل أدلّ عليها من نهاية "عاشق الروح " والبيت الأخير الذى صار كالحكمة المأثورة حين يقول وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى؟!
صور حسين السيد في كلماته معاني الإخلاص والثبات التام علي عهد الحب والثقة بلا حدود، فالحب يصهر قلبين في قلب واحد، حتي الخصام فى الحب له شكل تاني!
الحب عند الشاعر حسين السيد له مفاهيم كثيرة … وتناولت كلمات أعماله الغزيرة أشكاله وأحواله ولا يكاد يكون هناك جانب منه أهمله أو لم يطرقه!.
هو الكرامة في أبهى صورة:
لا مش أنا اللى أبكى/ ولا أنا اللى أشكى/ لو جار عليا هواك/ ومش أنا اللى أجرى/ و أقول عشان خاطرى/ وأنا ليا حق معاك/ تبقى أنت هاجرنى/ وأنت اللى ظالمنى/ وفاكرنى ها اترجاك/ أنا قلتها كلمة/ و كل شىء قسمة/ ودي قسمتى وياك/ وكفايه قلبي أنشغل/ على قلب خان الأمل/ وعايزني أرجع تانى لا.
وهو أيضاً كرامة امرأة مجروحة بالشوق والحب …. امرأة لن تغفر ولن تسامح من أهانها وأذلّها. تقول نجاة :
شوف يا قلبي اللي بكاني وهد كيانى/ جاى دلوقتى يقول سامحينى/ شوف يا قلبى قسوة قلبه مرة رمانى/ وراجع تانى عشان يرمينى/ الشموع اللي طفتها يا قلبي شمعة شمعة/ مستحيل تولعله تاني لا لا / الدموع اللي اشتريتها بعمرى دمعة دمعة / مستحيل حيشوفها تاني لا لا لا.ط
ولكن لأن حالات الحب تختلف فكل حالة لها موقف خاص …. ولهذا كتب " حمال الأسية " بما فيها من تسامح كبير من قلب نقي تعود أن يعطي الأعذار ويتحمل!.
بينسوك الحبايب .. ولو طال الغياب/ تروح تسأل عليهم .. ولا يردوش جواب !/ ولك في الحب دقه عارفها كل باب/ تسامح اللي ينسى وتعذر اللي غاب/ وغلبت اشتكيهم .. وتقول دول حبايبي!/ حمال الأسية يا قلبى .. حمال الأسية ..
الحب هو الذوبان التام في حب الطرف الآخر …. وهذا فى أيقونة العشق والهوى " أهواك ":
أهواك وأتمنى لو أنساك وأنسى روحي وياك/ وإن ضاعت يبقى فداك لو تنسانى/ وأنساك/ وأتارينى بنسى جفاك/ وأشتاق لعذابي معاك/ وألقى دموعى فكراك أرجع تانى/ في لقاك الدنيا تجينى معاك / ورضاها يبقي رضاك/ وساعتها يهون فى هواك طول حرمانى.
حتي الخصام في الحب الصادق المخلص له جماله وسحره عند حسين السيد …فهنا الخصام له "شكل تاني":
مره واحده قاسيت وداريت غصب عنى/ من سكوتى كنت حاسة أنك سامعنى/ من جمالك من حنانك يومها وأنت بتصالحنى/ كنت عايزة أقولك قوم خاصمنى / مش بقولك حبك أنت شكل تانى / حب غالى حب ناره مدوبانى/ حتى لما بتنسى مره وتعاتبنى بكلمة مرة/ العتاب المر برضو له حلاوة / شكل تانى.
وتغنى ليلى مراد فى " الحب جميل":
لا اللى صفا له حبيب باله هدى وارتاح/ ولا اللي فاته نصيب.. نامت في قلبه جراح/ لما يخاصمنى بأفرح وأصور .. فرحة لقاه لو يوم جانى/ وإن جه صالحنى أبكر وأفكر .. من خوفى ليخاصم تانى
وعلي صوت ليلى مراد أيضا تردد كلمات حسين السيد معانى الإخلاص والثبات التام علي عهد الحب فى أغنية "ماليش أمل":
ماليش أمل في الدنيا دى/ غير أنى أشوفك متهنّى/ حتى إن لقيت إن بعادى/ راح يسعدك أبعد عنى/ أما أنا مهما جرى/ حافضل أصون عهد الهوى/ وإن غبت يوم ولا سنة/ حأفضل أنا برضه أنا.
ولما تكلم عن الحب الخاطف فى أغنية " الدوامة " لصباح شرح هذه المشاعر الأولية للحب بشكل جميل جدا:
الحب الخاطف له علامة / ياخدك ويلف بحور ياما/
ويسيب القلب فى دوامة / وأنا أصلى بحب الدوامة / أصحى بالليل من غير داعى علي صوت من جوه بينده لى/ أفرك فى عنيه وأقوم خايفة/ الاقينى قصاد قلبى وعقلى/
العقل يقول سمّى و نامى/ والقلب شفايفه تودود لى
احتار وألف بحور ياما/ وأسهر للصبح فى دوامة وأنا أصلى بحب الدوامة.
الحب هو ثقة بلا حدود، فيغني فريد الأطرش في " قالت لى بكرة ":
قالت لي بُكره .. وأدي إحنا بكره/ لو صدقت تبقى مش بايعانى/ لو خلفت مش حقول ناسياني/ ح أقول بكره هو اللي ماجاشِ/ وح استنى ليه ما استناشِ/ لحد بُكره.
الحب يصهر قلبين في قلب واحد، يقول عبد الحليم في "قولي حاجة ":
عمري ما اتعودت تبقى معايا وتفكر لوحدك/ داحنا الاتنين قلب واحد دقته عندى وعندك.
ليس هذا فقط، ففى الأغنية الرائعة جبار تصوير لمدى التوحد الذى يضم القلبين فى قلب واحد:
ده ماكنش في اتنين زينا/ شافوا اللي شفناه فحبنا/ الحلم كنا بنحلمه ونكمله من بعضنا.
في أغنية خفيفة غنتها الفنانة سعاد حسنى في فيلم صغيرة علي الحب وهي "منتش قد الحب يا قلبى" يحدثنا عن قصص العاشقين المشاهير:
أما أنت عليك يا قلبي شويه أسئلة /وكل سؤال بيخلق في الفكر مشكلة/ عبله وعنتر عملم إيه علشان يقسى الحب عليهم / وحبيب ليلى اتجنن ليه وليه الدنيا غدرت بيهم / تكنش بتسأل عنهم علشان تتعلم منهم / هو إحنا قدهم ولا إحنا زيهم / مش كل كتاب يا قلبي في الحب يتقرا / وقلت لك ميت مرة / أنا قلت لك ميت مرة / أنا لسه أنا لسه أنا لسه صغيرة.
و أما التضحية فلها مكان كبير في الحب، وهل أدلّ عليها من نهاية الأغنية الأسطورة "عاشق الروح " والبيت الأخير الذي صار كالحكمة المأثورة:
عشقت الحب في معبد بنيته بروحى وكياني/ وخليت الأمل راهب مالوش عندي أمل تاني/ أنور شمعتى لغيرى ونارها كاويه أحضانى/ وأبيع روحى فدا روحى وأنا راضى بحرمانى/ وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى.
وتأتي نهاية أغنية "آه لو تعرف " للفنانة نجاة لتضع الخطوط العريضة لقيمة الحب وجماله و اشتماله على كل المعاني العذبة الراقية :
يا أجمل حاجة فيَّ / وفيَّ إيه غير حبك أنت/ يا أغلى حاجة ليّ / وليّ مين غير قلبك إنت/ شفايفي لما اجيب سيرتك بيحلو الكلام فيهم/ عينيَّ كل ما بشوفك بحب أسهر لياليهم / من يوم ما عرفتك والدنيا لها طعم جديد/ والجنة اللي بيحكوا عنها مابقتش بعيد / كل غنوة حب فيها حاجه منك/ كل نسمة فجر بتكلمني عنك/ كل شىء بيهون عليا مادام بحبك.