هل هناك أجمل من الحب الذي لا يستطيع أحد أن يعيش بدونه، فهو سبب لكل معاني النبل والتضحية والعطاء، فيلم العمر لحظة يؤكد على الحب بشكل أكثر رحابةً فيشمل الوطن وهنا ليضيف قيمة أكبر للإبداع والتعبير عن الحب وأجمل ما تخرجه النفس البشرية، كم هى جميلة تلك الكلمة فهى بديعة بكل اللغات فقد ارتبطت بقصص الحب من قديم الزمان ومنها تعرفنا علي جماليات وتضحيات وأسمى معانى النبل الإنسانى بين الرجل والمرأة في أساطير وروايات وملاحم صورت فى أفلام يتذكرها الكثيرون.
الحب غريزة تنمو وكتب عنه كبار الكتاب وأرى من وجهة نظرى وقد أكون علي صواب أنه من يستطيع أن يحب أمه ومعشوقته ويتسع الحب إلى المنزل والشارع والمدرسة أعتقد بالحتمية يستطيع أن يحب وطنه وأرضه ومن هنا عظمة الحب في صورته الشمولية. من منا لم يقرأ ( قصة حب ) للكاتب أريك سيجال من علامات القصص الرومانسية والتي تحولت إلى فيلم سينمائي في السبعينيات من بطولة (الي ماكغرو) و(ريان اونيل) وحصل على جائزة أوسكار فى الموسيقى ومنها أصبحت الجملة الموسيقية لمجرد أن تعزف فهى تستدعي أجمل ما علق في الأذهان من مشاهد الحب والتضحية.
الفيلم قدم وبشكل شديد الرومانسية قصة حب بين فتاة فقيرة يعمل والدها خبازاً وابن مليونير يمتلك الجامعة( هارفارد ) التي التحقت بها وتقابلت مع الابن الرياضي الثري ويقعان سريعاً في الحب وتعارض أسرة الشاب ( اوليفر). هذا الارتباط ولكن يتمسك بمعشوقته ويقرر الزواج منها متنازلاً عن الثروة والجاه ويرتبط بها ويعمل من أجلها وينطلقان معاً يربطهما الحب الذي يغلف حياتهما باللون البمبي الي أن تمرض حبيبته وتكون النهاية المآساوية ومع ذلك حقق الفيلم أعلى نسب المشاهدات في تلك المرحلة ومازال حين يُعرض يتابعه الملايين بشغف وتتساقط دموع المشاهدين. إنه الحب والتضحية.
في عيد الحب تتزين الشوارع في العالم وفي مصر بالورد الأحمر والقلوب الحمراء ويتقابل العشاق والأحباب وتزدحم محلات الهدايا ويحلو السهر فاليوم عيد الحب وهل هناك أجمل من الحب الذي لا يستطيع أحد أن يعيش بدونه فهو سبب لكل معانى النبل والتضحية والعطاء وهنا أتذكر كتاب عظماء مصريين قدموا أعظم الأعمال الروائية والسينمائية التي حفرت فى الوجدان المصرى وأثرت فى معارفنا بقيمة وعظمة الحب وحبذا حين تقدم لعظماء أمثال القدير يوسف السباعي فمن منا لا يتذكر فيلم ( رد قلبي) وارتباط الحب بالانتماء للوطن وتجاوز كل الفوارق الطبقية وتلك قيم يقدمها الكبار من خلال قصص الحب وتجلياته٠ لقد اهتم المبدع يوسف السباعى فى معظم أعماله بأن يظهر للحب جوانب خفية فى النفس البشرية فيظهر عشق الحبيب مختلطا بعشق الوطن والتضحية من أجله وكيف تقف الحبيبة مساندة له وحافزاً قوياً لنضاله من أجل معشوقته الكبرى مصر. وهنا أتعرض لفيلم يؤكد ان الحب يتسع من الأحباب إلى حب أكثر رحابةً فيشمل الوطن وهنا قيمة مضافة للإبداع والتعبير عن الحب وأجمل ما تخرجه النفس البشرية ففى فيلم (العمر لحظة ) يبدع القدير يوسف السباعى فى تصوير الحالة بعد حرب يونيو ٦٧فنجد البطلة نعمت وهى تعمل صحفية ومتزوجة من عبد القادر رئيس التحرير وتراه دائماً يكتب مقالاته بلا أى إحساس بما تمر به بلده فمعظم ما يكتبه إنما يزيد من إحباط الجماهير ويزرع اليأس في النفوس ومن هنا نجد اختيار الكاتب المستنير لاسم زوجها رئيس التحرير عبد القادر هو لتأكيد أهمية الكلمة وتأثيرها علي العقل الجمعى، فهو خلال منصبه قادر علي تشكيل وتضليل وجدان الشعب وتوجيه مشاعر الجماهير خصوصاً في حالات الحروب والدفاع عن الأوطان ومن هنا تدرك نعمت أن عليها أن تلعب دوراً مناهضاً لما يفعله زوجها وهي تدرك أنه رغم كتابته يعيش نزواته وسهراته فتقرر التطوع للعمل الوطنى وتتوجه الي المستشفيات لتقديم خدمات للمصابين وهنا تتعرف علي أحد جنود الصاعقة محمود ومعه مجموعة من المصابين وتقترب منه وتتعرف علي مدى وطنيته واهتمامه هو والجنود بقيمة الوطن والأرض ويزداد التلاقى وتعرف أنه يعانى من مشاكل مع زوجته وتقرر الذهاب إلي الجبهة ويشتعل الحماس الوطني المنبثق من المحيطين بها وروح التضحية التي تجلت في أبهى صورها فأخذت تكتب عنهم وتبث الأمل وترفع من الروح المعنوية للجنود وللقراء وساعدت في توصيل طلباتهم وعرضها وهنا تأكيد آخر لقيمة مهنة الصحافة الواعية واستمرت ومن خلال حرب الاستنزاف التي مهدت الطريق لنصر أكتوبر العظيم والذى فقدت فيه نعمت كثيراً من جنود اختلطت بهم واقتربت منهم فقد قدموا دماءهم في سبيل الوطن و صنعوا مجداً أشادت به كصحفية وأشاد العالم بعظمة وبسالة الجندى المصرى الذى حطم أكبر ساتر ترابى وخط بارليف الذى اعتقد العدو استحالة اختراقه.
وفي نهاية الفيلم يلتقي الحبيب محمود ونعمت التي كانت نعمةً لمصر ونعمةً له وينتصر الحب وينتصر الوعى والإخلاص لمصر الغالية.
ومن هنا قيمة الأدب والفنون والسينما عندما يدرك الكاتب أن الفن لا يمكن آن يكون مجرد ترفيه وإنما من خلال أروع قصص الحب يستطيع أن يقدم قيم الولاء والانتماء. ولنا في معظم أعمال شكسبير قدوة فقد قدم التردد في (هاملت ) والبخل في (تاجر البندقية ) وعقوق الأبناء في ( كنج لير). الفن ياسادة تنوير وإضافة من مبدعين حقيقيين كالعظماء يوسف السباعى وإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وكثير من العظماء جعلوا من مصر رائدة الشرق الأوسط والعالم العربى فى تقديم الفنون والإبداع هل لنا أن ندرك ذلك خصوصاً ونحن نشاهد ما يحدث حولنا فمصر عظيمة وتستحق كل الحب في عيد الحب وأتمنى أن يكون كل يوم يمرعلى مصرهو عيد حب.