رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصر هبة النيل والمصريين

23-8-2017 | 13:25


بقلم : إيمان حمزة

يأتى احتفال المصريين فى اليوم الخامس والسادس من أغسطس من كل عام بيوم وفاء النيل،احتفال امتد منذ عهد الفراعنة, فمصر هبة النيل الذى أنعم الله به علينا, ولهذا كان المصرى القديم يبدأ يومه بالقسم للإله "حابى" بأن يحافظ على النيل ويحترمه ولا يلوثه أو يبدد مياهه, فهو الحياة بالنسبة له وهو رمز النماء والخير والخصوبة.

نيلنا الذى جاء تصويره من الخالق ليشق أرض مصر ويرفع علامة النصر بفرعيه دمياط ورشيد يحمل بفيضانه الخير والطمى على ضفتيه بطول الوادى لتبنى الحضارة المصرية أقدم وأقوى حضارات العالم.. فمع توفر المياه الدائمة كانت الزراعة ومعها جاء الاستقرار بعيدا عن حياة الترحال فى الصحارى كل ذلك مع همة الإنسان المصرى,ولذلك فرغم وجود أنهار كثيرة فى العالم لم تقم حضارة سباقة فى العلم علمت الكثير للعالم, وقد وعى الإنسان المصرى القديم قيمة ما وهبه الله وتعلم التعاون بالعمل على الزراعة والاستفادة من مياه النيل وتنظيمها, ولذلك كانت الحاجة لوجود الإدارة القوية التى تنظم كل ذلك..تعلم الإنسان المصرى القديم الصبر مع ما رآه والنيل يرسب ويكون بطميه أرض الدلتا عاما بعد عام بقوة وإصرار, فيتراجع البحر أمامه إلى الوراء.. استوعب المصرى الدرس وأصبح العمل الدءوب هو شغله الشاغل والصبر في مواجهة المحن عندما كان يواجه الفيضانالذى كان يأتى بالخير والنماء ولكن فى قوة هادرة تغمر أراضيه ومحاصيله التى تعب بها طوال العام..فتعلم كيف يتوحد كقوة واحدة يكافح ويعمل بإصرارلدرء خطر الفيضان..تعلم المصريون جمع الشمل والعمل قبل أن يأتى الخطر ويفوت الأوان, واخترع المصرى القياس والحساب ليقسم الحقول على جانبى النيل بالقنوات, وكانت أول وحدة للقياس بالقدم والذراع..وأصبحوا أول من اخترع النظام العشرى فى العالم..وتعلموا التعاون والنظام والتكاتف, وقد سن التشريع المصرى بعد أن أقام قياس مياه النيل ونص على أنهإذا بلغ النيل بمياهه مدى 24 ذراعا أصبح على كل مصرى من الطبقة العاملة وليس فقط المزارعين الاستعداد للعمل لحماية البلاد من الفيضان ليتوحد الجميع لبناء السدود والممرات.. من هنا قامت الإدارة القوية حتى يسود الاستقرار لتنظيم الرى والزراعة وجميع أمور البلاد للحياة..ومن هنا جاءت قوة المصرى الذى ترسخ فى وجدانه قيمة العمل وقوة الضمير والوازع الدينى, فالمصرى تعلم أنه سيقف متضرعا إلى الله يوم الحساب ليقسم بأنه حافظ على مياه النيل ولم يقطع قناة فى ممرها ولم يخالف نظام الرى ولم يتلف الأرض الزراعية شاكرا الإله الذى جعل له النيل لتصبح مصر خصبة دائما بالخير.. ومن هنا تعلم قيمة الحياة وآمن بالبعث بعد الموت فأقام المعابد المشيدة والأهرامات الشامخة ونقل الأحجار العملاقة من جبال مصر عبر مياه النيل بعقول علمائه وسواعد أبنائه, وبنى هذه العجائب التى ظلت قائمة أكثر منسبعة آلاف عام من عجائب الدنيا شاهدة على أن مصر هبة الله بنيلها وإنسانها المصرى بقيمة علمه وعمله وقيمته الإنسانيةوالأخلاقية وضميره الحى ومراعاته للخالق..والآن ماهو دورنا كأجيال لكل هؤلاء العظماء الذين حافظوا على الحياة وصنعوا الحضارات حتى نحافظ على نيلنا ولانضيع شريان حياتنا لنحفظه من كل مانلوثه من عوادم مصانع وصرف وإهدار وتبديد..وذلك بالقوانين الرادعة,ولنسارع أيضا بالحفاظ على مياهه بالتعاون المتبادل بيننا وبين دول المنبع, وأن نعمل بكل قوتنا وقدراتنا وعقولنا لفتح آفاق وأسواق للعمل للخبرات المصرية فى مجالات الطب والهندسة والتكنولوجيا وبروتوكولات التعاون فى سوق الأعمال والمال مع أشقائنا فى بلاد أفريقيا لنسد الطريق علىالحرب الجديدة..حرب المياه قبل أن تصبح قطرة المياه أغلى من النفط والذهب فهل نفيق؟!