تقرير: مريم محفوظ
بعد سقوط عصابة جديدة للإتجار بالأعضاء البشرية في أبوالنمرس بالجيزة، أمس الثلاثاء، شددت وزارة الداحلية وقوات الشرطة مجهوداتها المتواصلة، للإيقاع بتلك العصابات، التي تفحلت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وباتت خطراً كبيراً يهدد أمن واستقرار البلاد.
كما أعلنت وزارة الداخلية عن حالة الطوارئ للإيقاع بكل الشبكات المتخصصة في الإتجار بالأعضاء البشرية فى مختلف المحافظات.
وتتصدى الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية لكل الجرائم خاصة الجرائم الجنائية، والتي من أبرزها جرائم الاتجار في البشر من خلال عدة خطوات، أهمها جمع المعلومات من خلال زرع مخبرين سريين في العيادات الطبية، خاصة المستوصفات الكائنة في المناطق الريفية وغير المرخصة، التي تؤكد المعلومات أنها مشبوهة.
خطوات الأجهزة الأمنية:
تأتي أولى الخطوات من وزارة الداخلية، في التعامل بجدية وراء أي بلاغ يقدم من أى مواطن في هذا الشأن، سواء من الضحايا أو القاطنين بالقرب من هذه العيادات الطبية، وشعورهم بالريبة، وذلك من خلال تكثيف التحريات وجمع المعلومات الدقيقة.
كما يعتمد رجال البحث الجنائي في كشف مثل هذه القضايا على خوض أحد الضباط مغامرة، بالتنكر في زي ضحية أو عامل يقوم بالاندساس بين هؤلاء الخارجين عن القانون حتى ينجح في ضبطتهم متلبسين بالجريمة.
وبعد ذلك يتم استصدار إذن من النيابة العامة، حتي يكون بشكل قانوني، دون ترك أى ثغرة لهؤلاء الجناة يفلتون بها من رجال الشرطة.
ويعود نجاح الأجهزة الأمنية إلى تحول هؤلاء الخارجين عن القانون عن ممارسة نشاطهم من تهريب ضحاياهم بالخارج وتهريب أعضاء الضحايا البشرية وبيعها محليا وذلك بعدما ضبط أكبر مافيا للتهريب عبر الحدود.
أكبر شبكة إتجار بالأعضاء البشرية
ونجحت الأجهزة الأمنية في الإيقاع بكبرى شبكات المافيا التي اعتادات مزاولة نشاطا اجراميا في مجال استقطاب الضحايا من المواطنين لذبحهم والاستيلاء على أعضائهم، ومن أبرزها عصابة كانت تزول نشاطها الإجرامي من خلال الاتجار في أعضاء الأطفال بعد تهريبهم خارج الحدود وإجراء عمليات جراحية لهم وبيعها بأعلي الأسعار، والتربح السريع.
وتم اتهام ما يقرب من 15 شخصا في تلك القضية، أبرزهم أمريكي - هارب، وزوجته المحبوسة بسجن القناطر، وذلك بعدما صدر ضدها حكم بالسجن المؤبد، وما زالت تقضي فترة العقوبة، ومعهما رئيسة قسم تمريض، وما يقرب من 13 شخصا آخرين، تم القبض عليهم بينما الزوج الأمريكي ما زال هربا خارج البلاد.
ونجحت الأجهزة الأمنية في ضبط شبكة مافيا تجارة الأعضاء البشرية، عقب ورود معلومات أكدتها التحريات بقيامهم بخطف الأطفال وتهريبهم عبر الحدود والاتجار بأعضائهم البشرية خارج مصر بعد إجراء عمليات جراحية لهم.
تجارة غير مشروعة وربح سريع
ولعل ما جعل الخارجين عن القانون ممن يمارسون هذا النشاط الإجرامي يتاجرون فيه، بالرغم من أنه ضد القانون، هو الربح السريع، حيث يقومون بإرسال الاعضاء المهربة للخارج، بعد استئصالها من ضحاياهم بالداخل، مستغلين الظروف المعيشية الصعبة، للكثير من الشباب والفتايات.
ابتزاز الضحايا للتبرع
يقوم أعضاء شبكات الإتجار بالبشر بالنصب على ضحاياهم حيث يعرضون عليهم التبرع بأعضائهم خاصة الكلى الأكثر طالبا مقابل مبالغ مالية كبيرة ويجبرونهم على التوقيع على إيصالات أمانة على بياض لابتزازهم بها.
وبعد إجراء العلمية وحصولهم على العضو المطلوب من جسد ضحاياهم يعطوها مبالغ زهيدة ويهددونهم بتقديم إيصالات الأمانة الموقع عليها لرجال الشرطة، حال فضح الأمر، ولخوف الضحية من الحبس يلتزم الصمت على مضض.
وفي واقعة أبوالنمرس كانت الضحية أول خيط ساعد رجال الشرطة في القبض على عصابة الإتجار في البشر من قبل مستوصف طبي أعضاؤه أطباء وممرضات وسماسرة.
وبعد كشف أمرهم تحرر لهم المحضر، وأحيلوا جميعاً للنيابة العامة، التي أمرت بحبسهم على ذمة القضية.